في أفق عودة الروح لليسار والكتلة الديمقراطية

اتفق حزبا التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، على إحياء العمل المشترك بينهما وبين مختلف قطاعاتهما وتنظيماتهما الموازية من نساء وشباب، مع تجديد عزمهما القوي من أجل العمل على توحيد صف قوى اليسار.
وأوضح الحزبان، في بلاغ مشترك، عقب اللقاء التشاوري الذي جمع المكتبين السياسيين للحزبين، أول أمس، بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، أن إحياء العمل المشترك يأتي “جوابا على التحديات التي يطرحها الراهن الوطني على كافة الأصعدة والمستويات”، ويأتي أيضا من “منطلق تطلع الحزبين الصادق إلى الرقي بالتجربة الديمقراطية المغربية والنهوض بالأوضاع العامة للشعب المغربي”، معبرين عن إرادتهما الحازمة لمجابهة كل محاولات التراجع عن المكتسبات الديمقراطية.
ففي ندوة صحفية مشتركة عقدها قائدا الحزبين، على هامش اللقاء التشاوري، ذكر محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن القيادتين ناقشتا، خلال هذا اللقاء، القضايا والقناعات المشتركة، مع البحث في إمكانية بلورة مشروع اليسار في أفق الوصول إلى أعمال مشتركة على هذا المستوى، مؤكدا على أن هذا اللقاء ليس لتقييم ما فات، لأن الجميع يعرف أن الحزبين اختلفا في المواقع، واحد في المعارضة والآخر في الأغلبية، لكن، يضيف المتحدث، “ما يهمنا اليوم هو ما يمكن القيام به في المستقبل القريب وما هي الإشكالات التي يمكن معالجتها معا انطلاقا من فكرة اليسار ومن موقع اليسار الذي نطمح أن يكون قويا”.
وأوضح نبيل بعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية، يظل متشبثا بضرورة إحياء الكتلة الديمقراطية حتى يمكنها أن تلعب دورا أقوى في الحياة السياسية الوطنية، مشيرا إلى أن الدعوة وجهت لقيادة حزب الاستقلال من أجل عقد لقاء تشاوري مماثل بين اللجنة التنفيذية لحزب الميزان والديوان السياسي لحزب الكتاب.
وفي تفسيره لمغزى هذا اللقاء على الرغم من اختلاف مواقع الحزبين، وما إذا كان الأمر يتعلق بإعلان عن تحالف بينهما، قال الأمين العام لحزب الكتاب “إن هذا اللقاء مع الإخوة في الاتحاد الاشتراكي، والذي جاء بمبادرة من حزب التقدم والاشتراكية، يتعين مقاربته على أساس أنه يندرج في إطار منظومة فكرية راقية جدا”، مشيرا إلى أن الحزبين اختلفا في المواقع، لكن هذا لا ينفي أنهما ينطلقان من مرجعية موحدة، وأن عليهما التفكير، معا، في كيفية مواجهة التحديات المطروحة على المجتمع.
وأضاف بنعبد الله، أنه من “المؤسف هو الاستمرار كل في موقعه دون تنسيق، والراقي جدا، هو أن نتواجد في مثل هذا اللقاء وأن نبحث في كيفية مقاربة الحاضر في تحدياته والتحضير للانتخابات المقبلة”.
وأورد المسؤول الحزبي أن هذا اللقاء يندرج، أيضا، في إطار السعي المشترك بين الحزبين لإحياء فكرة اليسار في المجتمع وإحياء المشروع اليساري التقدمي، في إطار التباحث في التحديات الكبيرة المطروحة، وفي مقدمتها مصير القضية الوطنية، والتوجهات الاقتصادية الكبرى التي يتعين أن يؤثر الحزبان فيها معا، والمشروع المجتمعي الذي يشتركان فيه، والقائم على العدالة الاجتماعية والمساواة والمناصفة والحريات وحقوق الإنسان.
وأكد الأمين العام لحزب الكتاب أن كل تلك القيم والأفكار المشتركة التي جاء بها اليسار، تدفع حزبا التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، للبحث عن الصيغ التي تمكنهما من بناء ما هو ممكن بالنسبة للمستقبل، أما ما يمكن أن يحدث على مستوى التحالفات، يضيف بنعبد الله، “فهي أمور تنبني على الاتصالات واللقاءات التي سنعقدها، معا، في المستقبل، في أفق الوصول، بشكل مشترك، إلى توحيد الرؤى من خلال برنامج مشترك كنا ننشده دائما لبناء المجتمع الديمقراطي الحداثي المتحرر القائم على الحرية والعدالة الاجتماعية”.
من جانبه، أكد إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه على الرغم من اختلاف موقع الحزبين بين المعارضة والحكومة، فإن ما يجمعهما من قيم ومبادئ مشتركة نابعة من مرجعية مشتركة، ومن قيم المساواة والعدالة الاجتماعية التي يؤمن بها الحزبان، تفرض عليهما التنسيق والتشاور في كل تلك القضايا المشتركة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يحضر لما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأوضح الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن تحالفات حزبه ستكون على أساس البرامج، وأن ما يجمعه مع حزب التقدم والاشتراكية هو أن برامجهما لهما نفس التوجهات ولهما نفس المرجعية، وأن هناك إمكانية، اليوم، للاشتغال على تطوير العملية الديمقراطية وتوسيع التمثيلية النسائية في البرلمان وكذا إعمال مبدأ المناصفة في اللائحة الوطنية للشباب، والحرص على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، مضيفا أن حزب التقدم والاشتراكية، سواء كان في الأغلبية أو المعارضة، سيظل مدافعا عن كل هذه القضايا، ونفس الشيء ينطبق على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.  
وأضاف إدريس لشكر أن ما يجمع الحزبين، رغم اختلاف مواقعهما، يدعوهما إلى أن يؤسسا تحالفاتهما، مستقبلا، بمرجعية اليسار وعلى قاعدة البرنامج الانتخابي، بهدف تطوير العملية الديمقراطية، والتأسيس لتوحيد اليسار، موضحا أن حزب الاتحاد الاشتراكي، لا يصطف، الآن، في أي خندق، وأن الاصطفاف بعد السابع من أكتوبر سيكون على أساس برنامجي.
في هذا السياق، قال الكاتب الأول لحزب الوردة، “إن كل من يحمل نفس الأفكار والبرامج التي نطرحها، أو يقترب منها، لا شك أننا سنطرح يدنا في يده”، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي يسعى من خلال  برامجه إلى تطوير الديمقراطية وتنمية البلاد والرقي بها إلى مرحلة متقدمة يحترم فيها حقوق الانسان والمساواة والديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية.  

> محمد حجيوي

Related posts

Top