لا تكون الانتصارات متخيلة…

لن نقدم جديدا غير معروف، إذا أكدنا أن النظام العسكري الجزائري ينشر أوهاما وأساطير عن عدائه المرضي للمغرب، وعبر استعراض بسيط لما يروج هذه الأيام في الإعلام الجزائري، يمكن أن نلاحظ حجم البلاهة التي تلف الخطاب الإعلامي لدى الجيران.
ولن يكون سبقا إذا ذكرنا بالأكاذيب التي تقترفها يوميا أبواق الجبهة الانفصالية، حول الكركرات، وحول القوات المسلحة الملكية، وحول المغرب…
الطرفان معا، وهما على الأصح طرف واحد، يتحدثان عن معارك لا توجد سوى في خيالهم، ويروجون لانتصارات لا يشاهدها سواهم، ولا يؤكدها أحد من… العالمين، وتبقى متخيلة…
ندرك أن حروب التضليل واستهداف النفسيات والعقول، موجودة ومعروفة في كل الدنيا، وفِي كل المراحل التاريخية، ولكن هذه الحروب ذاتها لها تقنيات وطرق، ولا يمكن أن تنجح فقط بالأكاذيب والأخبار غير الموجودة، وبالبلادة.
كل العالم اليوم يعرف أن الطرف الذي يفتعل الأزمة، ويصر على إدامة التوتر، هو النظام الجزائري، والباقي مجرد تفاصيل ثانوية تحضر على سبيل الارتزاق، وللقيام بأدوار الكراكيز.
وحده النظام العسكري الجزائري يغلق على نفسه داخل حفرة العناد والجمود والتكلس وباتولوجية العداء للمغرب.
وفِي المقابل، وحده بعض الإعلام الفرنسي”يقاتل”في صفوف عسكر الجار الشرقي للمملكة بكثير من التقيؤ على المهنية، وعلى قواعد الحيادية الإعلامية، حتى يخال للمتابعين أن قنوات تلفزيونية فرنسية ووكالة”أ.ف.ب”، باتت كلها من ضمن مديريات ومصالح القيادة العسكرية الجزائرية، وهي من تضع خيوطها التحريرية.
هذه السيرة المهنية بقدر ما أنها معروفة ومألوفة لدى الإعلام الجزائري منذ عقود، فهي تبعث على الشفقة بالنسبة لبعض الإعلام الفرنسي.
الانتصارات لا يتم تحقيقها عبر بيانات كاذبة، أو اعتمادا على أخبار ووقائع متخيلة، كما أنه في زمننا هذا صار بسيطا أن يتأكد الصحفيون من صحة أو عدم صحة ما يصلهم من أخبار.
والصحيح اليوم هو أن التحرك الميداني الذي أنجزته القوات المسلحة الملكية في معبر الكركرات انتهى وحقق هدفه، والحركية العامة هناك استعادت طبيعتها وهدوءها.
والصحيح أيضا أن المغرب لا يفتعل حروبا، وإنما هو يسعى إلى السلم والأمن والاستقرار، ويستمر في الالتزام بالتعاون مع الأمم المتحدة لحل هذا النزاع المفتعل حول وحدته الترابية، ويتمسك بحل سياسي عادل ونهائي وواقعي ومتوافق عليه، ومقترحه، بهذا الخصوص، هو المقترح الوحيد الموجود على الطاولة منذ سنوات، لكن أمام تفاقم العبث والبلطجة والاستفزاز على حدوده الوطنية، أقدم على التدخل، بموجب سلطاته القانونية وبعد استنفاذ كل الإمكانيات السلمية، ونجح في وضع حد للعبث، وتبعا لهذا، فمن يصر اليوم على النظر لما حدث بنظارات أخرى، فهو واهم، ومن يحاول تجريب لعبة الإسقاطات المجرورة من زمن سابق من دون معنى أو مرتكزات، هو كذلك واهم وبلا نظر.
بعض الإعلام الفرنسي هذه الأيام يجرب، ببلادة وسخافة، لعبة رسم انتصارات بواسطة الخيانة الوطنية، وهو، في ذلك، لم يجد لسعاره العدواني ضد المغرب، سوى ألسنة بعض الصغار  ينشر عبرها أنانيته المرضية.
جميع هذه الأراجيف لا تصمد اليوم أمام دلائل الميدان، وأيضا باستحضار تجارب التاريخ وفصاحة المعنى والمبادئ…
النظام الجزائري وصنيعته الانفصالية ومختلف أبواقهما، والإعلام الجزائري، والآخر المقيم في فرنسا،  والصغار الذين يؤجرون ألسنتهم لهؤلاء، جميعهم تعروا الآن وكشفوا سوءاتهم السياسية والمهنية والأخلاقية.
الوطن وحده ينتصر…

< محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top