مؤتمر منظمة المرأة العربية بالقاهرة يناقش دور النساء في مسارات الإصلاح والتغيير

احتضنت العاصمة المصرية، خلال اليومين الماضيين، أشغال المؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية، الذي بحث موضوع “دور النساء في الدول العربية ومسارات الإصلاح والتغيير”، وذلك بمشاركة وزراء وممثلين عن أكثر من 15 دولة عربية من بينها المغرب، وشخصيات عامة مصرية وعربية ودولية، فضلا عن أكاديميين وباحثين.
وتناول المؤتمر عدة مواضيع حول الواقع الحالي لدور المرأة العربية في مجتمعاتها، وذلك بمناقشة محاور تتناول المرأة العربية ولحظات التغيير الحاسمة، وطبيعة وحجم مشاركة المرأة في فترات الحراك المجتمعي التي شهدتها المنطقة العربية.
ففي الجانب السياسي، ناقش المؤتمر محورا حول المرأة في مواقع صنع القرار، حيث حاول المشاركون والمشاركات واقع تمثيل المرأة في البرلمانات العربية، وفي ميدان القضاء، وفي المراكز العليا وفي الهياكل التنفيذية، لمحاولة تبيان تطور حضور المرأة في تلك المواقع، والعوامل المؤثرة عليه.
وفي المجال الاقتصادي، تناول المؤتمر محورا يخص تفعيل دور المرأة في مسارات الاقتصاد الوطني، وواقع المشاركة الاقتصادية للمرأة في مختلف الدول العربية، والسياسات الحكومية الخاصة بإدماج احتياجات المرأة، ومدى مراعاة البعد الاجتماعي لدى تطبيق أجندة التنمية المستدامة على المستوى الوطني، سعيا لإبراز الأدوار المختلفة التي تؤديها المرأة والتي تبقى غير معروفة، أو غير مسجلة.
وعلى صعيد مواجهة العنف والارهاب، يتناول المؤتمر الإطار القانوني لمكافحة العنف ضد المرأة وتحليل القوانين والاستراتيجيات ذات الصلة، كما يطرح إمكانية قبول خطاب تنويري حول المرأة مع البحث في منظومة الأفكار والأفعال والمؤسسات أيضا التي يمكنها أن تواجه خطاب متطرف، وأحيانا إرهابي، يقضي على فرص النهوض بالمرأة.
كما يخصص المؤتمر محورا لمضوع المرأة وبناء السلام يبحث فيه مدى استجابة المنطقة العربية لمنظومة القرارات الأممية في موضوع المرأة والأمن والسلام وعلى رأسها القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الأمن عام 2000.
وفضلا عن استعراض تجارب نساء مشاركات لتجاربهن في مواقع صنع القرار، ستقام مائدة مستديرة حول دور سيدات الأعمال العربيات، وفرص وإمكانيات التحرك في اتجاه المسؤولية الاجتماعية لتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة.
كما تتميز وقائع المؤتمر بإطلاق العدد الأول من تقرير دوري لمنظمة المرأة العربية بعنوان “حياة المرأة في عام 2016″، بالإضافة إلى توزيع منح بحثية لمنظمة المرأة العربية في العلوم الاجتماعية لعام 2016.
وفي كلمة لها في افتتاح المؤتمر، أبرزت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، ميرفت تلاوي، أن أهداف هذا المؤتمر تتمثل في التعريف بدور المرأة في بناء مجتمعاتها في مرحلة الاستقرار والمراحل الانتقالية، مع إلقاء الضوء على أهمية دور المرأة في تحقيق الأمن القومي في مجتمعاتها، والدعوة إلى تعزيز دور المرأة في الاصلاح والتغيير وتريبة أجيال وطنية وقومية لحماية الأوطان والعمل على مواجهة التحديات التي تحول دون ذلك.
وأضافت أن المؤتمر يرمي كذلك إلى الدعوة لثقافة مجتمعية جديدة تحترم المرأة وأدوارها على أسس المساواة والعدالة، باعتبارها ثروة بشرية تستهدف بها الدول زيادة الدخل العام والانتاج، إلى جانب التأكيد على إدماج المرأة في النظم والهياكل الجديدة التي تتمخض عنها حركات الإصلاح والتغيير في المنطقة ومواجهة التحديات التي تواجه المرأة اللاجئة وضحايا العنف والتطرف والإرهاب.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية ألقاء كلمات حول واقع المرأة العربية بصفة عامة والمرأة العربية بصفة خاصة وآفاق النهوض بها، لكل من زوجة الرئيس العراقي رئيسة المؤتمر السادس لمنظمة المرأة العربية، وبدر الدين العلالي ممثلا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس البرلمان الإفريقي روجيه نوكودو، وجيهان السادات زوجة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، و ناديا رفعت حرم رئيس حكومة التوافق الليبية، ورئيسة المؤسسة الدولية للمرأة والسلام. كما تحدثت رئيسات وفود الدول العربية المشاركة في المؤتمر، من بينهن رئيسة الوفد المغربي فاطمة الزهراء بابا أحمد، المستشارة بوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، التي استعرضت المنجزات التي حقهها المغرب في كافة القطاعات الاجتماعية، والتي جعلت المرأة في قلب كل الإصلاحات.
وأعربت عن ارتياح الوفد المغربي لاختيار موضوع المؤتمر الذي يبحث “دور النساء في الدول العربية ومسارات الإصلاح والتغيير” في ضوء المتغيرات العالمية الراهنة، معربة عن الأمل في أن تسفر أشغاله عن نتائج تساهم في النهوض بواقع المرأة العربية.

Related posts

Top