مارس .. هذا الشهر النابض بالحياة

يشهد شهر مارس عدة مناسبات مرتبطة بالاحتفال بأيام عالمية مختلفة، فقبل أيام قليلة، جرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وبعده بأربعة أيام، وبالضبط في يوم 12 مارس، تم الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي يوم الأربعاء الماضي، تم الاحتفال باليوم العالمي للنوم، وعلى بعد أربعة أيام من ذلك، سيجري الاحتفال باليوم العالمي للسعادة، كما يتم الاستعداد للاحتفال باليوم العالمي للشعر في 21 مارس، وبعده بستة أيام سيتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح..
هناك احتفالات بأيام عالمية أخرى جرى ويجري تنظيمها خلال الشهر نفسه: يوم الأم، يوم الأحياء البرية، يوم الغابات.. إلى آخره.
يمكن القول إن شهر مارس على امتداد أيامه، محمل بهذا النوع من الاحتفالات.
وفي اعتقادي أنه لو تم الاقتصار على احتفالين أو ثلاثة احتفالات من كل ذلك خلال مارس لكفاه، بالنظر إلى الوزن أو القيمة التي تشكلها.
الشعر 21 مارس، بما يعنيه من بداية فصل الربيع بكل دلالاته ورمزياته.
المسرح 27 مارس، وما أدراك ما المسرح، أب الفنون، فيه تلتقي مختلف الفنون: التشخيص، الخطابة، الغناء، الرقص، الشعر، الحكي، الديكور، الرسم، إلى غيرها من الفنون.
كان قد مضى عامان دون أن نعيش هذا الشهر المميز بكل ما يحبل به من احتفالات، بالنظر إلى حالة الطوارئ الصحية المرتبطة بوباء كورونا.
لكن بمجرد أن تم التخفيف من هذه القيود، وإن لم يكن شبح الوباء قد اختفى تماما؛ حتى رأينا كيف أن طوفانا إذا صح التعبير؛ من الجمعيات والمؤسسات قد أعلنت عن مواعيد الاحتفال بالأيام المشار إليها آنفا، كل جهة حسب اهتمامها.
ملصقات تضم اسم اليوم الاحتفالي وكذا أسماء المدعوين لتنشيطه.
ملصقات بألوان زاهية، وجوه مبشورة، متطلعة إلى المستقبل، إلى الأمل في الحياة وتجاوز محنة كوفيد 19، وإن كان من غير السهل التخلص من الأضرار النفسية والجسدية التي خلفتها فينا هذه العدوى الخبيثة.
ومن بين الاحتفالات التي نحن مقبلون على الاحتفال بها كما هو الشأن في سائر أنحاء العالم، على بعد أيام قليلة، في الشهر ذاته، بطبيعة الحال، والتي بلا شك سنكون متفردين فيها: اليوم العالمي للشعر، بالنظر إلى أن بلدنا كان هو المبادر إلى المطالبة بإقرار الاحتفال بهذه المناسبة، وتمت الاستجابة إلى طلبه من طرف منظمة اليونسكو. ولا شك كذلك، أن بيت الشعر المغربي، بصفته صاحب المبادرة، قد أعد برنامجا حافلا بالفقرات المخلدة لهذا اليوم العالمي.
شهر مارس إذن، شهر الاحتفال بالأيام العالمية بامتياز، وهذا لم يأت اعتباطا، بل هو راجع إلى ما يرمز إليه هذا الشهر في حد ذاته. هذا الشهر المعطاء، النابض بالحياة.

عبد العالي بركات

Related posts

Top