ما رأي صامويل إيطو؟

تتواصل بالمدن الكاميرونية منافسات النسخة (33) لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، وتتواصل معها معاناة المنتخبات الـ24، على مختلف الأصعدة الصحية والتنظيمية، وحتى الأمنية…
فخلال مباريات دور المجموعات فقط، برزت العديد من المشاكل والعراقيل التي تحول دون السير العادي، لهذا الحدث الكروي الأبرز على الصعيد القاري.
وكما كان متوقعا، عانت كل المنتخبات وبدون استثناء من الإصابة بفيروس كورونا اللعين، وما يتفرع عنه من متحورات، إذ أصيب العديد من اللاعبين وأفراد الأطقم التقني، كما لم يسلم الحكام هم كذلك من الإصابة، مما جعل اللجنة المنظمة تجد صعوبة، فيما يخص تعيينات حكام المباريات، وهو ما يثير الجدل بشأن التدابير الصحية التي اتخذتها المنظمون بشأن مرض كوفيد-19.
ودائما في إطار المفاجآت غير السارة لكأس إفريقيا للأمم بالكامرون، تعرض أفراد طاقم صحفي جزائري لاعتداء بالأسلحة النارية، كما سلبت منهم أمتعتهم وأغراضهم، مما يطرح تساؤلات عميقة حول الأمن المفروض أن يرافق هذه الدورة التي يدور حولها الكثير من الجدل.
ودائما في إطار هواجس الجانب الأمني، صعّدت المجموعات المتمردة جنوب غرب الكاميرون من لهجتها، ووجهت تهديدات خطيرة للمنتخبات التي تقيم في المدن التي تقع في المنطقة، من بينها المنتخبان العربيان تونس وموريتانيا، إذ حملت العبارات هذه المرة تهديداً بالقتل.
ونشرت صحيفة «ميمي ميفو إنفو» الكاميرونية بياناً أعلنته مجموعة «فاكو» الانفصالية، مطالبة فيه منتخبات مالي وغامبيا وتونس وموريتانيا، بحزم حقائبهم والرحيل.
على مستوى التحكيم، برزت حالة الحكم الزامبي جاني سيكازوي الذي أدار مباراة تونس ومالي، إذ قرر بشكل مفاجئ إنهاء المباراة في الدقيقة 85، قبل أن يقرر استكمال اللقاء بعد اعتراض الطاقم التقني لمنتخب تونس.
سيكازوي هذا يشكل إدانة حقيقية التحكيم الإفريقي عموما، إذ اقترن اسمه بالعديد من حالات الفساد، ورغم ذلك يصر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) على تعيينه في مثل هذه التظاهرات الكبيرة.
ودائما في إطار حالات التحكيم الغريبة، ما وقع بالجولة الأولى فقط، حيث كانت البداية مع مباراة مصر ونيجيريا، التي أوقفها الحكم الغامبي باكاري غاساما عدة مرات بسبب عدم صلاحية الكرات المستخدمة في اللقاء.
خطا آخر وقعت فيه اللجنة المنظمة للبطولة خلال لقاء موريتانيا وغامبيا، حيث فوجئ المنتخب الموريتاني بعزف النشيد الوطني القديم، بدلا من النشيد الحالي، مما اضطر المنظمين لإيقافه، ومحاولة تشغيل النشيد الجديد، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، ليتم عزف النشيد الغامبي، كما تأخر انطلاق المقابلة مدة 45 دقيقة كاملة.
حدث هذا خلال الجولة الأولى، دون الحديث عن أرضية أغلب الملاعب غير الصالحة لإجراء مباريات كرة القدم، مما يؤكد أن الإصرار على تنظيم البطولة في هذه الظروف والأجواء غير المناسبة تماما، يعتبر خطأ فادحا، سبق أن نبهت له بعض الأطراف التي كانت ترى الأمور من خلال انطلاقات موضوعية، بعيدا عن الشعباوية، والمزايدات الفارغة، لتتهم بالخيانة وخدمة أجندة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والأندية الأوروبية.
فإصرار صامويل ايطو الرئيس الجديد للاتحاد الكاميروني لكرة القدم، ورط صراحة السلطات بهذا البلد، ومعه الاتحاد القاري، وما ترتب عن ذلك من إكراهات جمة، وضعت المنتخبات الـ24 في محنة، لا تحسد عليها.
ننتظر ما إذا كانت هذه النسخة ستتجاوز النفق المظلم الذي دختله، وأن تخرج المنتخبات بسلام من ورطة حقيقة كان سببها هذيان نجم سابق، يرى الأمور من زاوية خاصة به فقط…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top