مخاطر الفيضانات بمنطقة (مينا) .. محور ندوة علمية بالدار البيضاء

أكد الخبراء والجامعيون المشاركون في ندوة دولية نظمت الأسبوع الماضي بالدار البيضاء، أن اعتماد حلول ذكية ومخططات مندمجة استباقية، يعد أفضل وسيلة لمواجهة مخاطر الفيضانات بالوسط الحضري بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا).
وأوضحوا خلال افتتاح النسخة الرابعة للندوة الدولية حول السيول في منظومة الأودية (4-6 دجنبر) أن إيجاد حلول ناجعة لمخاطر الفيضانات بالمناطق الحضرية كما القروية، يقتضي بلورة مخططات مندمجة وحلول مبنية على بحوث علمية، وهذا لن يتأتى، كما قالوا، دون التعاون العلمي وتقاسم التجارب بين مختلف الجامعات الرائدة في هذا المجال.
ولفتوا خلال هذه الندوة المنظمة حول موضوع “تدبير مخاطر الفيضانات في الوسط الحضري .. إجراءات التخفيف والتكيف في منطقة مينا”، بمبادرة من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ( كلية العلوم والتقنيات بالمحمدية) وبشراكة مع عدة جامعات ومؤسسات وهيئات، دولية وعربية، إلى أن البحث العلمي الدقيق بجامعات دولية كبرى يوفر مادة غنية وتجربة مهمة، يمكن الاستفادة منها خلال وضع المخططات الخاصة بالتعمير والوقاية من الفيضانات.
وفي هذا الصدد أبرز ادريس الحسناوي عن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، أن المغرب اعتمد منذ سنوات عدة مخططات وحلول ذات طابع استباقي من أجل التعاطي الناجع مع مخاطر الفيضانات، مشيرا إلى أن هذه المخاطر تهم الحواضر والبوادي على السواء.
وبعد أن ذكر بأن مناطق منها الدار البيضاء والمحمدية وسطات وكلميم شهدت في فترات معنية فيضانات، أكد على الأهمية الكبيرة التي تكتسيها سياسة تشييد السدود المعتمدة من قبل المغرب، وذلك من أجل الحد من هذه المخاطر، فضلا عن تعزيز وتوسيع شبكات التطهير بالمدن، وذلك في إطار سياسة مندمجة تتعلق بالتنمية المستدامة.
أما كامل عبد الحق رئيس مصلحة الابحاث والنماذج الحضرية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فقد اعتبر أن التحدي الذي يواجه الجميع في التعاطي مع مختلف المخاطر ومنها الفيضانات عالميا، هو القدرة على التكيف مع هذه المخاطر والوقاية منها، وذلك من خلال اعتماد نهج يسير في تجاه توسيع مجال التعمير المستدام وتعزيز التنمية المستدامة.
وبعد أن أشار إلى أن المدن المغربية تشهد منذ سنوات تحولات عميقة نتيجة التوسع العمراني الناتج بدوره عن الضغط الديمغرافي ، قال إن التكيف مع مخاطر الفيضانات يتوقف على وضع مخططات في مجال التعمير تأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر (الفيضانات، الزلازل، انجراف التربة).
ومن جهته أبرز رئيس جامعة الحسن الثاني ادريس المنصوري، أن تعميق التفكير في المجال المتعلق بتدبير مخاطر الفيضانات، يفيد كثيرا الباحثين في التعرف على هذه الظاهرة العالمية، وكيفية مواجهتها.
ولفت، في كلمة تليت نيابة عنه، إلى أن الجامعات تضطلع بدور هام في توفير حلول خاصة بهذه المخاطر، وذلك من خلال المختبرات وأقطاب البحث التي توفر مادة غنية في هذا المجال.
وفي سياق متصل قدم سامح أحمد قندوس (أستاذ بجامعة كيوطو في اليابان)، معطيات ضافية حول العمل الذي تقوم به الجامعة فيما يتعلق بالعمل البحثي الذي يفيد في المعالجة الذكية لعدة ظواهر طبيعية، وذلك في إطار مجهود علمي دقيق، وتعاون وثيق مع جامعات عالمية منها جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وبعد أن قدم لمحة عن فيضانات جارفة بعدة مناطق في العالم، قال إن الاستفادة من تجارب علمية خلال وضع مخططات مندمجة لمواجهة الفيضانات والسيول الجارفة، يعد وسيلة ناجعة للتقليل من خطرها.
وحسب الأستاذة بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية دليلة الأوديي (عن اللجنة المنظمة)، فإن هذه الندوة، التي تميزت بمشاركة أزيد من 100 خبير وباحث من مختلف المؤسسات الجامعية الدولية، انكبت، من خلال جلسات ونقاشات، على البحث عن حلول قابلة للتطبيق بالنظر للمخاطر الكبيرة المحدقة بحواضر منطقة (مينا).

Related posts

Top