مسؤولية سعيد الناصري

غادر فريق الوداد الرياضي بطولة كأس العالم للأندية مبكرا، بعد انهزامه أمام نادي الهلال السعودي، مساء السبت، في المباراة التي جمعت بينهما على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

غادر بطل إفريقيا أمام ممثل القارة الآسيوية، وأمام جمهوره العريض، بعد إخفاقه في مرحلة الضربات الترجيحية، ليسجل حضوره الباهت في تجربته الثانية بتاريخ مشاركته، بهذه الحدث الدولي، إذ سبق أن انهزم في أول مباراة له خلال نسخة الإمارات سنة 2017.

خيبة أمل كبيرة رافقت المشاركة الودادية الثانية، بعدما علقت آمال كبيرة في إمكانية التوقيع على مسار متميز، يضاهي ما سبق أن حققه فريق الرجاء البيضاوي خلال نسخة 2013 التي احتضنها أيضا المغرب.

والسؤال الوحيد الذي أجمع عليه الكل، من يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق في أول مباراة؟

الأكيد أن المسؤولية تقع كاملا على إدارة الفريق الذي لم يدبر جيدا الأمور التقنية، بعد مغادرة وليد الركراكي.

مباشرة بعد نهاية الموسم، أعلن رحيل الركراكي عن الوداد، والتحاقه بالفريق الوطني، ليعم الفراغ القاتل داخل القلعة الحمراء، دون أن يتم التعامل مع الأمر بصفة جدية وحازمة.

تم في البداية التعاقد شفهيا مع الحسين عموتة الذي كان يومها مرتبطا بتدريب منتخب المغربي الأولمبي، وبعد أخذ ورد وانتظار طويل، التحق أخيرا بالوداد، وهو الذي كانت لديه مشاكل مع رئيس الفريق، وصلت إلى ردهات المحاكم واللجان المختصة.

لم يطل به المقام، ليفضل الالتحاق بقناة قطرية والعمل كمحلل خلال مونديال قطر، تاركا الفريق لحال سبيله، ليعلن سعيد الناصري عن فسخ العقد من طرف واحد.

تم تكليف حسن بنعبيشة عبد الإله صابر بهذه المهمة الشاقة والصعبة بصفة مؤقتة، إلى حين العثور على مدرب يتماشى مع نظرة الرئيس ومزاجيته.

بقيت الأمور على ما هي عليه، تعددت الاتصالات، وتقاطرت السير الذاتية وتعدد الوسطاء من كل حدب وصوب، إلى أن أعلن عن التعاقد مع التونسي المهدي النفطي، بتوصية من وليد الركراكي.

وفي خضم البحث عن مدرب، تأكد احتضان المغرب للموندياليتو، فإزداد حجم المسؤولية، وكبرت الانتظارات، وراهن الكل على حضور لافت مغربي آخر بكأس العالم للأندية.

حماس المشاركة الثانية، والبهجة التي خلقتها المشاركة الإيجابية بالمونديال القطري، جعل الجميع يتناسى أن الأمور داخل الوداد ليست على ما يرام، في وقت كان غياب الإقناع سيد الموقف، حتى وهو يحقق نتائج إيجابية بالدوري المحلي، والوصول المعتاد لدور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية.

وأبدى النفطي رغبة في الدفع بالأمور إلى الأمام، وتجاوز تبعات مرحلة الفراغ القاتل، إلا أن ضيق الوقت وحجم الاستحقاقات، وثقل الانتظارات، كانت ضاغطة بشكل كبير .

ما حدث على مستوى الطاقم التقني، انضاف له أيضا إخفاق في مسألة الانتدابات، ولم يتم تعويض العناصر الأساسية التي غادرت بالدفاع والخط الأمامي بشكل موفق، ولم يتم الحفاظ على التوازن المطلوب للمجموعة.

عقد صفقات باهتة، نتج عنها جلب لاعبين احتياطيين، يسعون إلى كسب إيقاع المنافسة الرسمية، داخل فريق مقبل على مشاركات دولية وقارية، والأغرب من كل هذا، هناك لاعب تم التعاقد معه لمدة ستة أشهر، وهو لم يلعب طلية أربعة أشهر كاملة…

صحيح أنه كان بإمكان الوداد تحقيق الفوز لنصف نهاية الموندياليتو، لو أحسن تدبير الدقائق والثواني الأخيرة من مباراته أمام الهلال السعودي، إلا أن الأمور كانت واضحة وضوح الشمس، ف “البريكولاج” وتسهيل الأمور لا تسلم معهما الجرة دائما”…

وإذا كان المهدي النفطي قد صرح للصحافة بعد الإقصاء أنه يتحمل المسؤولية، فإن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق رئيس النادي سعيد الناصري، المالك بزمام الأمور على جميع المستويات داخل فريق الوداد، ولا أحد يشاركه في اتخاذ القرارات، ولا أحد يعرف مع من يستشير، ومع من يتناقش قبل اتخاذ القرارات…

محمد الروحلي

Related posts

Top