مغرب 2015.. تميز أمني بأوروبا واقتصادي بإفريقيا ودبلوماسي في ليبيا

تمكن المغرب من تعزيز حضوره اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وأمنيا على الصعيد الدولي، حيث أكد أكثر من بلد أوروبي على دور المغرب في تفكيك شفرات عدة تنظيمات إرهابية، وتوفير بنك بيانات مهم جدا للقارة العجوز.
واقتصاديا، شكلت قمة الهند إفريقيا، فرصة مناسبة لإبراز دور المغرب في القارة السمراء، وذلك باعتباره بوابة للعالم نحو هذه القارة.
وقد شكل الخطاب الملكي في هذه القمة، نقطة بارزة للتأكيد على أهمية التعاون جنوب-جنوب، وأن إفريقيا قادرة على قيادة العالم مستقبلا.
أما دبلوماسيا، فقد استطاع المغرب المساهمة بشكل كبير في إنجاح الحوار الليبي، حيث تمكن الفرقاء الليبيون من التوصل لاتفاق تاريخي في مدينة الصخيرات من أجل بناء ليبيا الجديدة.
وقد أشادت الأمم المتحدة ومعها العديد من البلدان بالدور المهم الذي لعبته المملكة في إنجاح هذا الاتفاق.
هذا واستطاع المغرب فرض نداء دولي لاستثمار النفايات، وكذا التعجيل بإنقاذ الأرض، بسبب التغيرات المناخية، والبلدان الصناعية.
وتمكن المغرب من تسجيل حضور متميز في قمة “كوب 21″، وهو المعطى الذي جعله يحتضن القمة المقبلة بمدينة مراكش.
وسياسيا، فقط شكل الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء في ذكراها الـ40، الحدث الأبرز عام 2015، حيث كان خطابا ثوريا بامتياز يقطع مع الريع ويحدد سقف التفاوض حول الصحراء المغربية، وكذا تحديد المسؤوليات مع التركيز على ورش الجهوية المتقدمة.
كما تمكن المغرب من استكمال تنزيل مضامين دستور 2011، عبر المسلسل الانتخابي، الذي انطلق بالغرف المهنية وصولا إلى الانتخابات الجماعية والجهوية.

*خطاب المسيرة 40.. ثورة اقتصادية وسياسية
شكل الخطاب الملكي الحدث الأبرز، وتمت مقاربته من زوايا متعددة  إلا من زاوية نظرية تحليل الخطاب التي تحول  الخطاب الملكي لميدان معرفي كشف عن جوانب عديدة همت  الجهوية المتقدمة واقتصاد الريع وحدود سقف التفاوض حول ملف الصحراء والكشف عن مسؤولية  الجزائر والبوليساريو  تحويل المساعدات الإنسانية والعمق الإفريقي للمغرب والنموذج التنموي للإقليم الجنوبية وكيفية مواجهة أعداء الوحدة الترابية ومسؤولية الحكومة والمؤسسات التمثيلية وخصوصية الإنسان الصحراوي، هذه الجوانب التي  ظلت مسكوتا  لسنوات، إلى إن جاء الخطاب الملكي في الذكرى 40 ليفصح عنها، الأمر الذي جعل الخطاب الملكي  لا يبحث عن الحقائق بل يفرض حقائقه بلغة كان جلالة  الملك واعيا بوزنها في صناعة الفعل السياسي وتوجيه الرأي العام حول جوانب من ملف طال حله لأكثر من 40 سنة.
وركز الخطاب الملكي على المغرب الموحد  والعازم على جعل الصحراء مركزا اقتصاديا  وصلة وصل بإفريقيا عبر تقوية البنيات التحتية والبنيات الطرقية ومحور النقل الجوي نحو إفريقيا  للمساهمة في تنمية الدول الإفريقية.
وأكد الخطاب الملكي بأن الصحراء المغربية هي اليوم، أكثر المناطق أمانا، في جهة الساحل والصحراء مفنذا بذلك ادعاءات الأعداء ومخاطبا الشركات الدولية ورؤوس الأموال الأجنبية لاستثمار في الأقاليم الجنوبية التي تنعم بالأمن والاستقرار ضمن المغرب الموحد خصوصا في ظل الجهوية المتقدمة  وبرامج النموذج التنموية الخاص بجهات الصحراء.
***

المغرب يقود ثورة اقتصادية لبلدان الجنوبSans titre-25
عبر صاحب الجلالة عن تقدير جلالته للموقف البناء لجمهورية الهند من قضية الصحراء المغربية، ودعمها للمسار الأممي لحل هذا النزاع المفتعل.
كما أعرب جلالة الملك في الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته في القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا 2015 ، عن الأسف لكون بعض الدول لم تستطع التطور، بحيث ما زالت تردد خطابات وأطروحات متجاوزة، مر عليها أكثر من 40 سنة.
وقال جلالة الملك بهذا الخصوص “وإذ نعبر عن تقديرنا للموقف البناء لجمهورية الهند من قضية الصحراء المغربية، ودعمها للمسار الأممي لحل هذا النزاع المفتعل، فإننا نتأسف لكون بعض الدول لم تستطع التطور، بحيث ما زالت تردد خطابات وأطروحات متجاوزة، مر عليها أكثر من 40 سنة”.
وأوضح جلالته أن المغرب أصبح أول مستثمر إفريقي في منطقة غرب إفريقيا، والثاني على مستوى القارة. وقال جلالة الملك إن المغرب حريص على بلورة مشاريع ملموسة، سواء على المستوى الثنائي، أو في إطار التعاون الثلاثي، في المجالات المنتجة، المحفزة للنمو وفرص الشغل، وذات الأثر المباشر على حياة المواطنين.
وتابع جلالة الملك “كما نريده فضاء لإرساء نموذج للتعاون جنوب – جنوب فعال، تضامني ومتعدد الأبعاد، يقوم على الاستثمار للطاقات والثروات التي تزخر بها بلداننا”.

***

كوب 21.. مغرب مدافع عن الأرضSans titre-1يستعد المغرب القمة لاحتضان المقبلة “كوب 22” بمدينة لمراكش، لاستكمال النقاش حول مستقبل مناخ الأرض.
وقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بباريس، أن مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 21) يشكل فرصة لتطوير آلية قانونية شاملة وعملية ومتوازنة وكونية، تمكن من الحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض دون مستوى درجتين مئويتين، والتطلع نحو اقتصاد خال من الكربون.
وقال جلالة الملك، في خطاب خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر تلاه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بحضور جلالته، إنه أضحى من الضروري التوصل لإجماع دولي حقيقي وشامل بهذا الخصوص، مضيفا أن هذا الإجماع لن يتحقق إلا بدعم الانخراط الفعلي للدول النامية، في كل تحركاتها لفائدة المناخ.
ونبه صاحب الجلالة إلى أن التهديد صار عالميا، بحيث لا يمكن لأي بلد ولا لأي منطقة ولا قارة الإفلات من آثار التغيرات المناخية، مؤكدا جلالته أن “زمن الشك والريبة قد ولى، ولم يعد هناك مجال لمبررات ترتبط بأولويات كاذبة، قد تعتذر بها المجموعة الدولية، التي أدارت ظهرها طويلا لمصير ومستقبل أطفالها”.
وذكر جلالة الملك، في هذا الصدد، بالاستراتيجية التي أطلقتها المملكة المغربية، منذ أزيد من نصف قرن، مشيرا إلى سياسة السدود، كاختيار رائد “يعكس بعد النظر، الذي نهجه والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، منذ مطلع ستينيات القرن الماضي”.

Related posts

Top