‎توقيع كتاب “الصين، زعامة القرن”

وقع الإعلامي والباحث في العلاقات الدولية، نزار لفراوي إصداره الجديد الموسوم ب”الصين، زعامة القرن.. من الحزام والطريق إلى ما بعد كورونا”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الالسابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
ويرصد الكتاب الصادر عن “دار فضاءات الأردنية” في 140 صفحة من القطع المتوسط، مجالات تطور القوة الصينية باعتباره تطبيقا لفكر استراتيجي راسخ الجذور، لتبسط أركانها في الجغرافيا تشكيلا لمجال حيوي يؤمن حاجياتها للمستقبل، وتبني مقدراتها عبر مختلف القطاعات معتدة بنموها الاقتصادي المذهل في تمويل مطامحها على المستوى العسكري وفي بناء نموذج لقوة ناعمة جاذبة.
وحسب ورقة تقديمية للكتاب، فإن الأمر يتعلق بتطور نوعي على مستوى بناء قدرة دفاعية تواكب الطموحات الاستراتيجية لهذا البلد في محيطه الآسيوي والدولي، وكذا على مستوى الساحة الإعلامية والثقافية الذي حقق فيها تموقعا ينقل إلى العالم صورة دولة تجمع بين مواصلة مسار التقدم وصناعة الثروة من جهة، والتوجه السلمي التعاوني من جهة أخرى.
وفي هذا الصدد، يحاول الكتاب مقاربة القوة الصينية من خلال نماذج تمثيلية تعكس شكل إدراك قادة بكين لحسابات القوة الوطنية في زمن العولمة وفي ظل نظام ما بعد الحرب الباردة، الذي يطبعه التأرجح وغموض المشهد الاستراتيجي واستمرار البحث عن هوية ضابطة لحركة النظام وتطوره.
وتبعا لذلك، يبدأ الباحث كتابه بمحور عام حول مرجعيات العقل الاستراتيجي الصيني وأهم محاور الرؤية الاستراتيجية لدولة تدرك أنها في ذروة مسار الصعود نحو القمة، مع ما يتطلب الوضع من حسابات واحترازات دقيقة لتجنب انتكاسات مجهضة للطموحات القومية الكبيرة.
ومن وحي هذه الرؤية الاستراتيجية، ينبري المحور الثاني لمقاربة مشروع يجسد على أفضل نحو، كما ونوعا، مطامح قوة عالمية تحشد باستمرار مقدرات تحقيق أهدافها، وهو مشروع “الحزام والطريق”، طريق الحرير الجديد، “الذي حول العالم إلى خريطة تشق طرقها وترسم خطوط تفاعلها في مكاتب صناعة القرار ببكين”.
وفضلا عن ذلك، فإن الأمر يتعلق بحسب الباحث، بمشروع يعكس تفاعل البعد الاقتصادي، بقطاعاته التجارية والصناعية والمالية، مع البعد الجيو-استراتيجي المتمثل في تأمين الرئة التي يتنفس منها الاقتصاد الصيني، وضمان استمرارية تدفق المواد الأولية والطاقية وتحويل التعاون الاقتصادي إلى مكاسب سياسية ودبلوماسية عبر تشكيل تحالفات واسعة في محيطها الإقليمي، بل وأبعد من ذلك.
وفي السياق ذاته، يتناول المحور الثالث للكتاب السياسة الصينية تجاه إفريقيا بوصفها مجالا حيويا يستوعب توسع الصين اقتصاديا واستراتيجيا، سواء في مجالاتها المهجورة من قبل القوى الاستعمارية السابقة، أو في البلدان المارقة المنبوذة في النظام الدولي، أو حتى في الدول التي تشهد حضورا قويا لقوى من حجم الولايات المتحدة وفرنسا، حيث تواصل الصين توثيق شبكة مبادلاتها مستندة على عرض قوي في مجال المساعدة من أجل التنمية، وتمويل المشاريع، وخبرة في إنجاز البنيات الأساسية، وصيغ للشراكة والتجارة ترفع شعار رابح-رابح.
وإذ يستحضر الباحث أن الصين تدرك أن القوة في شكلها المادي الحسابي، من مقدرات اقتصادية وتعداد عسكري تظل عرجاء طالما لم تسندها صورة حية تعتمل في العقول والقلوب، وتحمل إلى العالم قيما وإنجازات ورؤى، فإنه يرصد في المحور الرابع من الكتاب جانبا من سياسات الصين في مجال التبادل الثقافي واللغوي، وبناء الأذرع الإعلامية الناطقة باسمها، وبلغات العالم، ودعم الصناعات الإبداعية على غرار السينما، وتنظيم التظاهرات الضخمة التي تستعرض القدرات التنظيمية والتكنولوجية للبلاد.
وفي هذا الصدد، يبرز الكتاب دور القوة الناعمة باعتبارها سلاح إقناع لتحقيق قدر عال من المقبولية يفسح المجال لمواصلة شق طريق الصين واستمالة النخب والجماهير، والتصدي لحملات التحريض والتشكيك والتحذير من الخطر القادم من الصين.
ويخلص المحور الخامس للكتاب إلى تحليل طريقة مواجهة بكين لتحدي جائحة كوفيد 19، ليس فقط كحالة صحية طارئة، بل أيضا كجدار حديدي عطل ولو مؤقتا سلسلة الانتاج والتسويق.

Related posts

Top