‎يوم ليس ككل الأيام…

  يشكل يومه السبت موعدا هاما في تاريخ كرة القدم المغربية، يوم يصادف إجراء فريقي الوداد البيضاوي والفتح الرباطي مباراتي الإياب برسم نصف نهاية كأسي إفريقيا للأبطال والاتحاد.

 الوداد، وبعد تعادل سلبي بالجزائر أمام مولودية العاصمة، يطمح اليوم وأمام جمهوره العريض وبمعقله التاريخي مركب محمد الخامس، لتحقيق التأهيل للمباراة النهائية التي غاب عنها منذ سنة 2011، عندما خسر النهائي أمام الترجي التونسي، واليوم يسعى للوصول أولا للمباراة النهاية، والبحث بعد ذلك عن تتويج استعصى لمدة طويلة. 

  فالفريق الأحمر يمتلك حاليا وأكثر من أي وقت مضى، طموحا كبيرا من أجل العودة إلى منصة الألقاب، ومزاوجة اللقب الوحيد الذي يوجد بخزائنه، وهو اللقب المحقق سنة 1992 أمام الهلال السوداني، بفضل جيل من اللاعبين المتميزين.

  وبالرغم من النتيجة الإيجابية المحققة خلال مباراة الذهاب، فإن مهمة الحمراء، لن تكون سهلة أمام فريق يمتلك طموحا كبيرا من أجل تجاوز هذه المرحلة المتقدمة، مع العلم أنه تعود على تحقيق نتائج إيجابية خلال المقابلات التي يجريها خارج ميدانه.

  بالجهة الأخرى تبرز المواجهة القوية والندية، والتي ستجمع بين الفتح الرباطي وتي. بي مازامبي الكونغولي، خاصة وأن الفريق المغربي مطالب بتجاوز فارق الهدف الذي انتهى به مباراة الذهاب، والبحث عن الطريق التي تقوده إلى المباراة النهائية في منافسة سبق أن حمل لقبها سنة 2010، تحت قيادة الحسين عموتة، وهو نفسه المدرب الذي يبحث مع الوداد هذه السنة عن تتويج في مسابقة الأبطال.

  على الورق، تبدو مهمة أشبال المدرب وليد الركراكي جد صعبة بالنظر إلى قوة الفريق الكونغولي الذي يضم تشكيلة تعتبر في الحقيقة منتخبا أفريقيا متعدد الجنسيات، فريق كله عزم وإصرار للعودة بقوة إلى الواجهة بعد تراجع مرحلي فرضته مرحلة إعادة البناء، بعد سنوات من التألق حقق خلالها نتائج باهرة قادته نحو العالمية من أوسع الأبواب.

   إلا أن هذا المعطي لا يلغي نهائيا حظوظ الفريق المغربي في هذه المباراة التي سيجريها بملعبه وأمام جمهور ننتظر أن يكون حاضرا بقوة قصد منح لاعبيه الدعم والمساندة القويين، كما عبر عن ذلك الركراكي في أكثر من مناسبة. 

   وعليه، فإن موعد اليوم يعتبر هاما بكل المقاييس بالنسبة لكرة القدم الوطنية الطامحة لاحتلال مركز الريادة أفريقيا، سواء على مستوى المنافسات الخاصة بالأندية، أو تلك المتعلقة بالمنتخبات، إذ أن تحقيق نتائج إيجابية بالمسابقات القارية، سيقود حتما نحو العالمية التي غاب عنها “أسود الأطلس” مدة طويلة، وهذا لا يتماشى مع المجهود المبذول على أكثر من صعيد من طرف المغرب كدولة رائدة أفريقيا وعلى جميع المستويات.

حظا سعيدا لممثلي كرة القدم الوطنية…   

محمد الروحلي

Related posts

Top