استمرارا للقاءات والزيارات الميدانية التي تقوم بها شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، إلى عدد من أقاليم المملكة من أجل التتبع الدقيق عن كثب للوضعية المائية والاطلاع على ظروف تزويد الساكنة بالماء الموجه إلى مختلف الاستعمالات، وبغاية اتخاذ التدابير والإجراءات المندرجة ضمن حلول للمشاكل المطروحة بشكل جماعي وتشاركي مع كافة الهيئات المحلية، حلت شرفات أفيلال، صبيحة أمس الخميس، ببلدية فم ازكيد بإقليم طاطا، حيث تضمن برنامج الزيارة جلسة عمل حول وضعية الموارد المائية بهذا الإقليم بين الاكراهات والحلول، ترأستها رفقة حسن خليل، عامل إقليم طاطا، حيث عرف هذا اللقاء حضور ومشاركة جميع منتخبات ومنتخبين الإقليم، علاوة على ممثلي القطاعات المعنية وباقي المصالح الخارجية. وتجدر الإشارة إلى أن تعزيز بنية التزويد بالماء بالنسبة لفم زكيد من المقرر أن تتم من خلال إنجاز ثقبين استغلاليين وقناة مرتبطة بهما.
وكانت كاتبة الدولة المكلفة بالماء، قد حلت، أول أمس الأربعاء، بإقليم زاكورة الذي يشهد دينامية سوسيو-اقتصادية متنامية، ينصب الاهتمام على توفير ما يوازيها من موارد مائية وجوفية قادرة على الاستجابة للطلب المتزايد بالنسبة لجميع الاستعمالات، خاصة منها الفلاحية وتلك الموجهة للشرب، في وقت تتسم فيه هذه الموارد طبيعيا بالمحدودية وعدم الانتظام وارتفاع نسبة الملوحة.
وترأست شرفات أفيلال، بالمناسبة، رفقة عبد الغني صمودي، عامل إقليم زاكورة، جلسة عمل موسعة بمقر عمالة إقليم زاكورة، خٌصصت لتدارس وضعية قطاع الماء به، ومناقشة التدابير اللازمة لمواجهة الاكراهات التي يشهدها. وعرف هذا اللقاء حضور رؤساء الجماعات التابعة لإقليم زاكورة، وبرلمانيين ومنتخبين، علاوة على ممثلي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب وقطاعات الماء والفلاحة والتجهيز…
وفي معرض كلمتها بالمناسبة، أكدت شرفات أفيلال على المجهودات التي يتم بذلها من أجل تدبير إشكالية الموارد المائية بحوضي درعة الوسطى ومعيدر، كما أضافت أنه في إطار مواكبة صرح الجهوية الموسعة، وانسجاما مع مبادئ الحكامة الجيدة واللامركزية وعدم التركيز الإداريين، تم إحداث وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون التي ستشرع في ممارسة مهامها في القريب والتي ستتكلف بتدبير الشأن المائي ومعالجة المشاكل المتعلقة به بكل من حوض درعة وواد نون” .
يٌذكر أن تزويد مدينة زاكورة بالماء الصالح للشرب يتم بالأساس عن طريق استغلال المياه الجوفية، بواسطة أثقاب وآبار، ويعرف بعض الاضطراب خلال فترات انخفاض القدرة الانتاجية، بسبب ندرة التساقطات وكذا الاستغلال المفرط للفرشة المائية. ويتم العمل على تجاوز هذه الوضعية عبر القيام بإفراغات انطلاقا من سد المنصور الذهبي لانعاش الفرشة المائية لنبيضة النبش، حيث تمت العملية الأولى خلال شهر يونيو 2017 والثانية مبرمجة منتصف شهر نونبر2017..
وفي إطار هذه الزيارة لإقليم زاكورة، قامت شرفات أفيلال، رفقة عامل الاقليم والوفد المرافق لهما، بزيارة ميدانية لورش سد اكدز بجماعة أفلا ندرا، للاطلاع عن كثب على مستوى تقدم الأشغال به. ويتعلق الأمر بمنشأة مائية هامة ستبلغ حقينها 316 مليون مترا مكعبا وهي تعتبر اللبنة الثالثة للمركب المائي لحوض درعة بالإضافة إلى كل من سد المنصور الذهبي وسد تيوين، وستساهم في دعم تزويد ساكنة مدينة زاكورة والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب على المدى المتوسط والبعيد. علاوة على هذا، قامت شرفات أفيلال بزيارة مشروع إنجاز محطة تحلية مياه نبيضة “النبش” بصبيب 60 لتر في الثانية والذي تقدر تكلفته ب 70 مليون درهما، والتي انطلقت الأشغال بها شهر غشت 2017 ومن المرتقب أن يُشرع في استغلالها خلال صيف 2018، حيث ستمكن من تقوية تزويد مدينة زاكورة بالماء الصالح للشرب.
وقالت شرفات أفيلال كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلفة بالماء إن مشكل الماء بزاكورة سيعرف حلولا جذرية خلال السنوات القليلة المقبلة. وأضافت الوزيرة في تصريح للصحافة عقب تفقدها لمشروعي سد أكدز ومحطة تحلية المياه المالحة بزاكورة، أن كتابة الدولة في الماء رصدت مجموعة من الحلول على المستوى الآني والعاجل وعلى المستوى المتوسط لحل إشكالية الماء بشكل نهائي.زيارتها
فعلى المستوى الآني والمستعجل، أوضحت أفيلال أنه تم خلال الأسبوع الجاري، فتح ثلاث أثقاب، ثقبين بمنطقة الفايجة وثقب آخر بمنطقة النبش، مشيرة الى ان ساكنة زاكورة استفادت من المياه الصالحة للشرب بدون توقف منذ يومين بعد تزويدها بالماء من ثقب النبش في حين سيتم خلال الأشهر المقبلة رفع صبيب الماء ب60 لتر في الثانية، وذلك فور الانتهاء من تجهيز القنوات بالثقبين اللذان تم احداثهما بمنطقة الفايجة. وقد أوضحت في هذا الإطار أنه تم تسريع مسطرة الصفقة ورصد الأغلفة المالية من أجل تجهيز القنوات في وقت وجيز.
أما على مستوى المشاريع المتوسطة المدى، أكدت أفيلال انها تعرف تقدما في الأشغال. إذ أن سد أكدز سيكون جاهزا سنة 2021. وقالت كاتبة الدولة ان هذه المشروع الهيكلي فاقت الأشغال به 13 بالمئة إذ سيمكن بعد إطلاقه بزاكورة من القضاء بشكل كلي وجذري على مشكل الماء الصالح للشرب بمنطقة درعة الوسطى انطلاقا من أكدز وزاكورة الى حدود محاميد الغزلان مرورا بتاكونيت وتامكروت والجماعات الاخرى المجاورة. وأبرزت أفيلال ان من حزمة الإجراءات أيضا إنشاء محطة لتحلية المياه المالحة، مؤكدة أن جودة الماء من الاشكالات التي تعاني منها ساكنة المنطقة إذ تتراوح الملوحة في الماء بين غرامين و10 غرام بكل من زاكورة ومحامين الغزلان تشير أفيلال مما حتم ضرورة وضع محطة لتحلية المياه وملائمة جودته مع المعايير المعمول بها وطنيا.
ومن جهته، قال محمد الكتاني مدير مكتب الأشغال بشركة سطام المكلفة ببناء سد أكدز، إن هناك مجهودات كثيرة تبذل من أجل إنهاء الأشغال بالسد في الوقت المحدد. وأضاف الكتاني في تصريح لبيان اليوم، أنه تم النجاح في التغلب على العديد من الإكراهات والصعوبات والتي على رأسها فتح مسلك طرقي بين الجبال على مسافة 18 كيلومتر في ظرف 10 أشهر، مشيرا إلى أن الصعوبات المتبقية تكمن في كون السد جاء أمام سد المنصور الذهبي الذي يفرغ الكميات الإضافية خمس مرات سنويا مما يؤدي حسب الكتاني الى ارتفاع منسوب المياه بالوادي وبالتالي صعوبة الحفر ووضع الأسس التحتية. وأوضح الكتاني أن الشركة قامت بوضع أنفاق على طول الوادي من أجل إيقاف الماء بشكل مؤقت من أجل استكمال الحفريات ووضع الأسس التحتية للسد التي ستكون جاهزة شتنبر 2018 من أجل الشروع في أعمال البناء ليكون جاهزا مطلع 2021.
مدير أشغال سد أكدز أبرز في حديثه للجريدة، أن السعة الإجمالية لهذا السد ستفوق 316 مليون متر مكعب، حيث سيمكن من توفير مخزون مائي جد كبير إلى جانب سد المنصور الذهبي واللذان يعتمدان على وادي درعة وروافده بالإضافة الى التساقطات المطرية.
وعلى مستوى آخر، عقدت أفيلال أول أمس الأربعاء، لقاء بمقر عمالة زاكورة مع منتخبي الإقليم والنسيج الجمعوي حيث تم التطرّق لعدد من الاشكالات التي يعاني منها الإقليم والمناطق المجاورة. وفي هذا السياق، نوه عدد من المنتخبين ورؤساء الجماعات بالإضافة الى جمعيات محلية بالمجهودات التي تبذلها كتابة الدولة في الماء من أجل معالجة مشكل المياه الصالحة للشرب بالمنطقة.
مبعوث بيان اليوم إلى طاطا محمد توفيق أمزيان