إعلان موقع الفوارات وسبخة امليلي ضمن لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الإيكولوجية على الصعيد العالمي

أعلن عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، رسميا عن تسجيل كل من موقع الفوارات بإقليم القنيطرة وسبخة امليلي بإقليم الداخلة ضمن لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الايكولوجية على الصعيد العالمي، وذلك خلال التظاهرة التواصلية التي نظمتها المندوبية، أول أمس الخميس، بمدينة القنيطرة تخليدا لليوم العالمي للمناطق الرطبة.
وأكد المندوب السامي، في فعاليات هذه التظاهرة التي حملت شعار ” المناطق الرطبة من أجل مستقبل حضري مستدام “، والتي حضرها عدد من ممثلي الوزارات المعنية والمنظمات الدولية والهيئات غير الحكومية الناشطة في مجال التنوع البيولوجي وعدد من والباحثين والاساتذة الجامعيين، أن المغرب يخلد على غرار بلدان العالم، اليوم العالمي للمناطق الرطبة في 2 فبراير من كل سنة.
وأشار أن هذا اليوم يشكل مناسبة لتخليد ذكرى التوقيع على اتفاقية (رامسار) سنة 1982، التي حرص المغرب من خلال المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على تنفيذ مخططاتها الاستراتيجية وذلك بالانخراط في سياسة المحافظة والتنمية المستدامة للمناطق الرطبة عن طريق تضمينها في المخطط المديري للمناطق المحمية وتجهيزها بالآليات والأدوات اللازمة لتحقيق التدبير المستدام لهذه المناطق.
وأفاد أن الشعار الذي اختاره المغرب هذه السنة للاحتفاء باليوم العالمي للمناطق الرطبة، يعكس مدى أهمية الخدمات التي توفرها المناطق الرطبة لسكان الأرض وتجعلها صالحة للعيش بطريقة مدنية وحضرية مستدامة، هذا إضافة إلى تسليطه ،أي الشعار ،الضوء على ضرورة تحقيق التوازنات بين التنمية الحضرية وتثمين المناطق الرطبة التي تلعب دورا محوريا وهيكليا في تشكيل المجالات وتنظيمها، مشددا على أن “هذا مايميز استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للعشاري 2015-2024 التي تتماشى وهذا النهج و ترمي لتحقيق نفس الهدف”.
واعتبر عبد العظيم الحافي، الذي قدم خلال هذه التظاهرة شهادات تصنيف كل من موقع الفوارات وسبخة امليلي ضمن لائحة المناطق الرطبة ذات الأهمية الايكولوجية على الصعيد العالمي، على أن هذا التصنيف يعكس اهتمام المجتمع الدولي بقيمة هذه المناطق وضرورة المحافظة عليها، مشيرا إلى تسجيل 20 موقعا في إطار استراتيجية الفترة 2005-2014 وسيضيف 30 موقعا إضافيا إلى استراتيجية الفترة 2015-2024.
وكشف المندوب السامي في ذات السياق، على عزم المندوبية تسجيل 30 موقعا جديدا على قائمة “رامسار”، وذلك في إطار البرنامج العشري للفترة 2015-2024، والذي يعد امتدادا وتثمينا لنتائج البرنامج العشري السابق 2005-2014 الذي بفضله تم تسجيل 20 موقعا على قائمة رامسار (، والذي تتبناه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
هذا وتوج هذا اللقاء التواصلي بالتوقيع على خمس اتفاقيات تهدف في مجملها إلى تعزيز التعاون بين جميع الأطراف قصد تثمين المناطق الرطبة والمحافظة عليها وتوفير سبل الانتقال السلس بين المدينة والمساحات الطبيعية، حيث همت الاتفاقية الاولى، تهيئة موقع سيدي بوغابة في إطار المخطط الاستراتيجي للتنمية المتكاملة والمستدامة للقنيطرة، فيما الاتفاقية الثانية ، تهدف إلى تهيئة المرجا الزرقا في إطار المخطط الاستراتيجي المتكامل والمستدام للقنيطرة ، أما الاتفاقية الثالثة ، فتسعى إلى تعزيز الشراكة وتعبئة الموارد المالية والبشرية لحفظ وتطوير موقع الفوارات على أساس توافقي.
هذا فيما الاتفاقية الرابعة ، فتروم إعادة توطين سمك الشابل alose في وادي سبو، أما الاتفاقية الخامسة ، فهي عبارة عن مذكرة تفاهم مع WWF MedPoوالصندوق العالمي للطبيعة، من أجل التصميم المشترك للمشاريع والمبادرات وتنفيذها في مجال حفظ التنوع البيولوجي وتدبيره المستدام في المغرب.
هذا ولم يفت المندوبية السامية بالمناسبة، خلال هذا اللقاء الذي اختتم بتنظيم بزيارة ميدانية إلى موقع رامسار “سيدي بوغابة” لتسليط الضوء على المجهودات المبذولة للمحافظة عليه والبرنامج المتعلق بالتربية البيئية به، التأكيد على الدور المفصلي الذي تضطلع به المناطق الرطبة على مستوى مواجهة ظاهرة التغير المناخي وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية والتخفيف منها، إذ لها تأثير مهم في تخزين الكربون وتنظيم وضبط مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة وتخفيف حدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والاعاصير.
وأوضحت في هذا الصدد، على أنه بعد تجاوز عدد السكان الذين يعيشون في المدن حاجز الأربعة مليارات وتزايد عددهم، اكتسبت الأراضي الرطبة أهمية كبرى. وبحلول سنة 2050، من المتوقع أن يزداد هذا العدد مع توافد أعداد إضافية من الاشخاص الذين يبحثون عن عمل ومستقبل أفضل على المدينة. ومن المتوقع أن يزداد عدد المدن الضخمة التي تجاوز عدد سكانها العشرة ملايين نسمة من 31 إلى 41 قبل سنة 2030.
ونبهت إلى أن المناطق الرطبة التي يتم المحافظة عليها وحسن تدبيرها كمجالات خضراء بالمدينة، توفر أماكن لسكان المدينة للاستجمام والراحة تكون على مقربة من أصناف نباتية وحيوانية متنوعة، داعية إلى ضرورة إدراج هذه المناطق في مشاريع تصميم وتهيئة المدن، خاصة وأن هذا الجانب يحوز العديد من الايجابيات الاخرى التي توفرها المناطق الرطبة والمتعلقة بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

فنن العفاني

Related posts

Top