قال مصطفى عديشان، إن المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أصر على إطلاق العمل بمختلف فروع جهات المغرب، تفعيلا لمقررات القانون الأساسي للحزب، وبنود دستور سنة 2011، حيث تم اختيار جهة مراكش – آسفي كأول جهة لإطلاق المشروع، مباشرة بعد عقد المؤتمر العاشر لحزب الكتاب.
وأضاف مصطفى عديشان، الذي سير اللقاء التنظيمي الأول لمكونات الحزب بجهة مراكش آسفي، تحت شعار: “من أجل تفعيل مقررات المؤتمر الوطني العاشر”، الذي انعقد أول أمس السبت، بمراكش، أن المرحلة الآن تقتضي العمل، والمبادرة إلى تنفيذ أجندة ومخطط الحزب على المستوى المحلي، وذلك، بمختلف الأقاليم، والجماعات المحلية.
وأثنى عديشان، عضو الديوان السياسي المكلف بتتبع الجهة من طرف الحزب، إلى جانب، ماجدولين العلمي، على الحركية التي تعرفها المدن المنتمية إلى الجهة، مرجعا ذلك إلى حيوية المنتخبين ونشاطهم المستمر على المستوى المحلي.
من جانبه، اعتبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، هذا اللقاء أساسيا وعمليا، لأنه يشهد التداول والحديث عن القضايا السياسية التي يعرفها المغرب، مشيرا إلى أن قيادات الحزب تتابع عن قرب، وباتزان وتريث، ما تعيشه البلاد من حراك “غير عادي خلال هذه الأشهر”، مقدما مثال، حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، التي كانت على رأسها شرفات أفيلال.
وسجل نبيل بنعبد الله، بإيجابية، مستوى العمل الذي قامت به شرفات أفيلال التي اشتغلت، يقول المتحدث، “بشكل كبير في كل الجماعات المحلية من أجل تحسين واقع الماء بها، إذ ناضلت من أجل إنجاح المهام التي كانت تشتغل عليها، ونحن نعتز بذلك”.
وذكر بنعبد الله، في كلمته، الهيئات المنتخبة لجهة مراكش آسفي، بالكرونولوجيا التي صاحبت حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، من قبيل، إجراء سلسلة من الاتصالات مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ثم أيضا، اللقاءات التي تمت مع بعض المسؤولين عن حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن النقاش لازال جاريا إلى حدود اللحظة، داخل الهيئات التنظيمية لحزب الكتاب.
وتساءل الأمين العام لحزب المعقول عن موقع الحزب الآن من داخل الحكومة، وكذا مستقبله السياسي في هذا التحالف، مشددا على ضرورة مواصلة الإصلاح إذا ما تم العمل على إتمام مسار المشاركة، نظرا لما يقدمه التواجد من داخل القرار من خدمة للمواطنين وحل مشاكلهم، ومعالجة قضاياهم، وملفاتهم.
ونبه نبيل بنعبد الله إلى الجو السياسي المقلق، والمحير في القرية، والمدينة، ووسط الشباب، والنساء، ولدى جميع الفئات، حيث بدأ هذا الوضع، يقول بنعبد الله، “يفرز مجموعة من المظاهر السلبية، كتنظيم الاحتجاجات، بمختلف المدن المهمشة، بالإضافة إلى عودة ظاهرة الهجرة السرية إلى الواجهة”، متسائلا عن “ما الذي تفعله الحكومة وستفعله من أجل إنقاذ الوضع، وحل هذه المشاكل الاجتماعية العالقة؟”.
وانتقد بنعبد الله الفراغ السياسي المحدث في الساحة اليوم. فهناك، يقول المتحدث، “مجموعة من الأشياء قامت بها الحكومة، ولم يتم التسويق لها ليعرفها المواطنون ويطلع عليها، معتبرين أن الأمر لا يهمهم، لأنهم لا يحسون بانعكاسها على أرض الواقع، خصوصا وأنهم يعيشون في أوضاع وصعوبات يومية مستمرة، لا تجعلهم يفكرون في ما تقوم به الحكومة”.
وكشف المتحدث ذاته، أن الأسر المغربية تعيش في أوضاع صعبة، تتسم بالحرمان، والبطالة، وغياب التمدرس..، داعيا إلى بذل مجهود كبير لتحقيق سلسلة من الأهداف، التي سطرها جلالة الملك محمد السادس، في خطاباته الأخيرة، والتي حث فيها كذلك، على ضرورة إحداث فرص شغل، وتوفير التكوين لفائدة أبناء المغاربة، وتحسين أداء الإدارات العمومية..
وطالب نبيل بنعبد الله الحكومة بتفعيل التوصيات الملكية، في قانون المالية الحالي لسنة 2019، الذي يجب أن يتميز، بحسبه، بمقاربة إصلاحية، تفسر الواقع الحالي، وتقدم حلولا وبدائل عملية على أرض الواقع، محذرا مما يصاحب ظاهرة الهجرة السرية اليوم من “انتقادات وعبارات معبرة عن السخط على الوضع، من خلال سب وشتم المؤسسات، وعدم احترامها وتوقيرها”، مستطردا، أن “المكتب السياسي يناقش كل حيثيات هذه الأمور، ويعبر عن مواقفه تجاهها في البلاغات الأسبوعية، والتي تصدر، ويتابعها الرأي العام بالمناسبة، بشكل واسع وكبير، نظرا لما تحمله من نفس نضالي وليس معارض كما يعتقد البعض”.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، على “ضرورة مواصلة الإصلاح، وملء الساحة بفاعلين سياسيين حقيقيين، وليس بمن يتصفون بالكلام فقط، في غياب إجراءات عملية وحقيقية”.
وقال نبيل بنعبد الله، إن حزب التقدم والاشتراكية يريد دفع الحكومة إلى الأمام، لا تأزيمها وإحباطها من خلال الانتقادات الحادة لبرامجها، فحزب التقدم والاشتراكية، يضيف بنعبدالله، يحترمه الجميع بشهادة الحلفاء والخصوم معا، نظرا لمواقفه الرصينة في العديد من المحطات التي مر بها طيلة السنوات الأخيرة”.
وبعد ان استعرض بنعبد الله الصورة السلبية والسوداوية التي التصقت بالفاعل السياسي في المغرب، دعا منتخبات ومنتخبي الحزب إلى المبادرة لإحياء العمل الحزبي النضالي، من خلال تنظيم لقاءات على المستوى المحلي والإقليمي مع المواطنين، وتأطير الشباب الذي يراهن عليه في المستقبل.
ودعا في الصدد ذاته، إلى الاستماع لقضايا ونبض الشارع، وإرهاف السمع للمشاكل التي تواجهها الساكنة المحلية، وحملها إلى المسؤولين المعنيين.
وشدد الأمين العام لحزب الكتاب على أن حزب التقدم والاشتراكية يتمتع بمصداقية كبيرة، ويحترمه المواطنات والمواطنون، وهو مؤشر ومعطى وجب استثماره بشكل جيد، وذلك من خلال الانفتاح على كل مكونات المجتمع واستقطابها، بهدف الاستفادة من طاقاتها، وتأطيرها، خدمة للوطن”.
وألح نبيل بنعبد الله، مجددا، على ضرورة فتح الأبواب أمام الطاقات الجديدة عوض سد فرص الاشتغال والانخراط في الحياة السياسية في وجهها، مسجلا أن حزب التقدم والاشتراكية في حاجة إلى أصوات جديدة، تسمع هي الأخرى رأيها، وتساهم في الغليان السياسي الحقيقي الذي يشهده الحزب.
وانتقد بنعبد الله جمود بعض الفروع المحلية التي لا تنشط في الساحة على مستوى الجماعات الترابية، ولا تنصت لقضاياهم وهمومهم، قائلا بخصوصها “إنها فروع لا تنزل إلى الميدان، وغير حاضرة على أرض الواقع”، ومنبها إياها إلى أن “الحزب سيتخذ مجموعة من الإجراءات على هذا المستوى في حالة التمادي وعدم التحرك والتفاعل مع الأجندة التي يسطرها الحزب في برنامجه، المتمثلة في الحضور المستمر في الساحة، وتنشيط حركية الفروع المحلية”.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في الأخير، على ضرورة ترسيخ ثقافة التواصل مع المواطنين، والعمل على بذل الجهد لمساعدة الضعفاء والفئات الهشة، من خلال توجيهها وإرشادها والدفاع عن مصالحها، مشيرا، أيضا، إلى ضرورة العمل بجدولة زمنية محدد بالنسبة للمجالس الجهوية، وذلك لمعرفة النتائج المحققة، والأخرى غير المحققة.
من جهته، قال كريم التاج، رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، “إن هناك مجموعة من المهام والتحديات التي سيخوضها الحزب نظرا لدقة وحساسية المرحلة الحالية التي تتواجد بها البلاد”، موضحا، أن المنتخبين والمنتخبات موجودون في الواجهة، نظرا لإشرافهم على تسيير الشؤون المحلية للمواطنين، الأمر الذي يدعوهم إلى المزيد من العمل والترافع على قضايا الناس العادلة، على مستوى المجالس المنتخبة المحلية.
واعتبر كريم التاج هذا اللقاء مناسبة لزرع الروح في الفروع المحلية للأقاليم والجماعات، داعيا إلى تطوير التواصل بين منتخبي ومنتخبات الحزب، والعمل على تكميل هذا الطرف لذاك، من خلال تبادل الأدوار، عوض تكريس سياسة الجمود والتكاسل، وعدم بذل مجهودات على أرض الواقع.
ودعا التاج إلى ضرورة العمل على إنضاج مجالس الفروع المحلية، منبها إلى “غياب التأطير الحزبي ببعض المناطق، بل وعدم التواجد الكلي أصلا لحزب التقدم والاشتراكية في مناطق أخرى”، مشددا على ضرورة تحريك الساحة السياسية من خلال عقد لقاءات تواصلية مع الساكنة المحلية.
وأكد رئيس الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، في الأخير، على ضرورة التحلي بالصبر والطموح ومواجهة كل المصاعب والعراقيل التي قد تواجه المنتخبين في مناطقهم، مسجلا أن التحضير لاستحقاقات سنة 2021 يبدأ من الآن.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عرف تدخل مجموعة من المنتخبات والمنتخبين عن حزب التقدم والاشتراكية، بجهة مراكش – آسفي، الذين عبروا عن جملة من المشاكل اليومية التي تعترضهم أثناء أداء مهامهم، فضلا عن طرح مجموعة من الأسئلة على الأمين العام، تهم تموقع حزب المعقول في الساحة السياسية، وكذا المخطط الذي ينوي الحزب تفعليه على أرض الواقع من داخل دوائر القرار السياسي.
< يوسف الخيدر
< تصوير أحمد عاقل مكاو