أهتز دوار بوشعيب الوطني بحي ليساسفة بمدينة الدار البيضاء، عشية أول أمس الاثنين على وقع جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، بعد تلقيه طعنة مميتة بواسطة سلاح أبيض، من طرف خمسيني من ذوي السوابق القضائية. وكان الشاب قد دخل في نقاش مع الجاني الملقب بـ “سيوس” على إثره استل هذا الأخير سلاحا أبيض ووجه به طعنة للضحية على مستوى القلب، ليركض بعد إصابته، إلى ثكنة الوقاية المدنية القريبة من عين المكان، وليسقط بقربها وليتم بعد ذلك نقله إلى مستشفى الحسني، غير أن خطورة الإصابة عجلت بوفاته، إذ لفظ انفاسه الأخيرة في الطريق إلى المستشفى، في حين ما تزال الأبحاث جارية لإيقاف الجاني الذي فر إلى وجهة غير معلومة. وفي اليوم نفسه، اعترضا لصان بمدخل قصبة الأمين سبيل شاب كان في طريقة إلى العمل بإحدى الوحدات الصناعية المتواجدة بالمنطقة، وقد عرض هذان المجرمان الشاب لاعتداء جسدي خطير حين حاول منعهما من الاستيلاء على هاتفه النقال، اذ وجه أحدهما ضربة بواسطة سكين من الحجم الكبير تسببت في قطع يد الضحية.
هاتان فقط حادثان مأساويان من بين مجموعة من الحوادث الخطيرة التي تحفل بها هذه المنطقة التي صارت تحت رحمة مجرمين مدججين بشتى أنواع الأسلحة يعتدون على المواطنين في واضحة النهار، فهم لا يعيرون أهمية للقانون ولا يخشون رجال الشرطة، ولكم أن تتصوروا شعور المواطنين في منطقة ليساسفة الذين مازالول يتداولون في ما بينهم واقعة الهجوم المفاجئ على دورية للأمن من قبل أربعة مجرمين كانوا محملين بالسيوف بمنطقة ليساسفة 3 في منتصف هذه السنة، وكيف يعبرون عن خوفهم من هؤلاء المجرمين الذين لا يخشون حتى لعلعة رصاص الشرطة التحذيرية في إشارة واضحة إلى تلك الواقعة التي اضطر فيها أحد رجال الأمن لاستخدام سلاحه الوظيفي لصد المجرمين حيث أصاب واحد منهم على مستوى الرجل، ورغم ذلك لاذوا بالفرار من عين المكان، ليتم اعتقالهم بعد ذلك في منطقة أخرى. وليست هذه الواقعة الوحيدة التي اضطرت فيها الشرطة بمنطقة ليساسفة لاستعمال الرصاص لتوقيف المجرمين، فهناك حادث آخر جرى في غضون شتنبر الماضي، حيث اشتبهت دورية للأمن في تورط اشخاص كانوا على متن سيارة خفيفة بالمنطقة، في ارتكاب عمليات سرقة بالعنف في عدة أحياء سكنية، وحين تدخل رجال الأمن لإيقافهم اشهروا “شاقورين” في مواجهتهم مما أضطر رجال الامن لاستخدام “الرصاص” للسيطرة على الوضع وتوقيف المجرمين الذين تم حجز ما بحوزتهم من أسلحة بيضاء وأقراص مهلوسة وهواتف نقالة من العائدات الإجرامية. لكم أن تتصوروا، وقع هذه السيناريوهات المخيفة على نفوس سكان المنطقة، خاصة، وأن هذه أحداث تتكرر بنفس الحدة او أكثر. فكثيرة هي شكايات المواطنين من تعدد الجرائم بالمنطقة بعضها هذه الشكايات مجرد أرقام تعج بها رفوف دائرة الشرطة بمنطقة ليساسفة، الضحايا فيها تعرضوا للنهب والسرقة من قبل مجرمين متخصصين في قطع الطريق وسلب الناس أرزاقهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض، هذا التهديد الذي كثيرا ما تحول إلى عاهات مستديمة ونذوب لا تندمل.
فما أن تفتح الحديث مع الساكنة عن مسألة الأمن، حتى يبدأوا في شد انتباهك لضرورة أخذ الحيطة والحذر وأنت تجوب الشوارع والدروب والأزقة في هذه المنطقة، فقد يظهر هنا أوهناك مجرمون متعطشون للعنف والسرقة الذين يقطعون طريق عابري السبيل ويسلبونهم ممتلكاتهم وقد يعتدون عليه جسديا.
إن ما يؤرق بال ساكنة ليساسفة، هي ظاهرة الإجرام المستفحلة، فالكثير من أبناء المنطقة متدمرون من مستوى الأمن، وبعضهم يقول إن ترويج الخمور والقرقوبي يتم غير بعيد عن أعين الأمن والسلطات المحلية، في أماكن معروفة بالإقبال المكثف للمدمنين من دون أن يكون هناك أي تدخل لرجال الأمن، هذا إضافة إلى استفحال ظاهرة اعتراض سبيل المارة وسلبهم كل ممتلكاتهم تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
فاطمة الهورشمت