قالت نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، يوم الثلاثاء الماضي ببني ملال، إن المغرب يشهد انخفاضا في تكلفة التدهور البيئي بنسبة تفوق 20٪ بين سنتي 2000 و2014، مما يدل على مدى فعالية ونجاعة هذه البرامج والمبادرات المتخذة في هذا المجال.
وأوضحت الوفي، خلال لقاء ترأسته بمعية كل من والي جهة بني ملال-خنيفرة، وعامل إقليم بني ملال، ورئيس مجلس الجهة، من أجل عرض آخر مستجدات تنزيل الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وأهم إنجازات الوزارة على صعيد الجهة، أن تنفيذ البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية قد حقق الى حدود الساعة نتائج مهمة من خلال الرفع من نسبة جمع النفايات إلى85.2%، حيث تم على الصعيد الوطني، منذ سنة 2007، إعداد 44 مخططا مديريا إقليميا للنفايات المنزلية والمماثلة لها؛ وإنجاز 25 مطرحا مراقبا، سيتم تحويل 22 منها إلى مركز لطمر وتثمين النفايات؛ فضلا عن تأهيل 49 مطرحا عشوائيا.
ومن أجل مواكبة هذا البرنامج وتحقيق الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر، عملت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة أيضا على بلورة المخطط الوطني لتثمين النفايات الذي يشكل لبنة أساسية في إرساء أسس الاقتصاد الدائري، بحيث يحدد هذا المخطط الأهداف والمحاور الرئيسة لتقليص وتثمين النفايات عبر خلق منظومات لتدويرها وتثمينها، قصد الرفع من مستوى التدوير إلى 20%، بالإضافة إلى تثمين 30% من النفايات بحلول 2022.
وفي هذا السياق، شكل اللقاء مناسبة أيضا لإطلاق مشروع “البرنامج الوطني لتكوين ممتهني عملية فرز وتثمين النفايات” وتوزيع أدوات ومستلزمات السلامة الشخصية عليهم.
ويندرج هذا المشروع أيضا في إطار العمل على تأهيل العاملين بالمراكز الجهوية وفي أفق الوصول إلى إنجاز 50 مركزا لطمر وتثمين النفايات بالمغرب سنة 2021، وهو ما سيمكن من خلق الثروة ومناصب شغل مستدامة.
وأكدت الوفي، من جهة أخرى، أن زيارتها لجهة بني ملال-خنيفرة، التي جاء تنظيم هذا اللقاء في إطارها، تأتي من أجل الوقوف عن قرب على مختلف أوراش كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، وإعطاء الانطلاق لمشاريع ومبادرات أخرى ومنها هذا المشروع النوعي الذي تم اعداده بشراكة مع وكالة التعاون الألماني.
ويهدف البرنامج التكويني، إلى تأهيل العاملين في مجال فرز النفايات ومنحهم المعطيات التقنية للتعامل بشكل سليم مع النفايات، حيث تتمحور مواضيع التكوين في “مخاطر النفايات على الصحة والبيئة”، و”النصوص التي تحكم النفايات وتصنيفها” (الخطرة والغير خطرة)، فضلا عن كيفية حفاظ فارز النفايات على صحته عبر استعمال معدات الحماية الشخصية. ومن بين مواضيع التكوين أيضا “لماذا الفرز مهم للتدبير المستدام للنفايات”، والممارسات السليمة المرتبطة بفرز النفايات”.
ويستهدف هذا البرنامج 300 مستفيدا منهم 60 على مستوى بني ملال، إلى جانب آخرين مستفيدين بالجهات 12.
كما تم، في نفس السياق، توزيع معدات سمعية-بصرية ومستلزمات معلوماتية على بعض النوادي بعدد من المدارس ودور الطالب والطالبة، إيمانا منا بالدور المحوري لرفع منسوب الوعي البيئي عند الناشئة في كسب رهان التغلب على آثار التغيرات المناخية وحماية البيئة.
وتم بنفس المناسبة كذلك، التوقيع على اتفاقيتين، أولاهما اتفاقية إطار حول البيئة والتنمية المستدامة، والثانية تهم إنجاز مشروع محطة معالجة النفايات السائلة “المرج” لمعاصر الزيتون بجماعة زاوية الشيخ، في إطار الجهود من أجل الحد من التلوث، بغلاف مالي يصل إلى 6.2 ملايين درهم.
ويتضمن هذا المشروع إعداد دراسة تقنية شاملة، وتوفير الوعاء العقاري لإنجاز المشروع، ووضع تجهيزات فردية (صهاريج) لتجميع المرج وشاحنتين صهريجيتين لنقل المرج، وبناء وتجهيز مزيل للزيوت والشحوم ، وإنجاز أحواض التبخر الطبيعي للمرج إضافة إلى بناء محل تقني ومرافق أخرى.
بيان اليوم