أعربت الدول الاقتصادية الكبرى بمجموعة العشرين عن قلقها من أن الاقتصاد العالمي ما زال يواجه مخاطر سلبية، وسط نزاع تجاري مستمر بين الصين والولايات المتحدة.
وأشار محافظو البنوك المركزية وغيرهم من المنظمين الماليين الذين اجتمعوا في المدينة الساحلية الواقعة جنوب اليابان إلى مخاطر تصادم بكين وواشنطن حول التجارة والتكنولوجيا على مستوى الاقتصاد العالمي.
وأعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين أن واشنطن لا تمانع المفاوضات مع الصين لكنه حذّر من أنّ بلاده ستواصل الضغط عليها عبر الرسوم الجمركية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وقلل من مخاوف الزعماء الماليين الآخرين الذين حضروا الاجتماعات بشأن خطوات الرئيس دونالد ترامب تجاه شركات صينية كبرى وعلى رأسها عملاق الصناعات التكنولوجية هواوي.
وأعلن ترامب، أنه سيقرر ما إذا كان سينفذ تهديده بفرض رسوم جمركية مشدّدة على كامل الواردات القادمة من الصين البالغة 325 مليار دولار بعد قمة مجموعة العشرين.
ويزعم الرئيس الأميركي وأعضاء إدارته أن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الصادرات الصينية خلال العام الماضي تخلق فرصا تجارية جديدة لشركات في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.
ومن المتوقع أن يناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الصيني شي جين بينغ، أزمتهما التجارية في اجتماع زعماء مجموعة العشرين، الذي يُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر في مدينة أوساكا، بغرب اليابان.
وقال ستيفن منوشين للصحافيين في مدينة فوكوكا إن الدولتين ليست لديهما أي خطط لعقد مفاوضات تجارية قبل اجتماع الزعيمين. ونقلت صحيفة “نيكي بيزنس ديلي” عن منوشين قوله إن “الرئيس ترامب كان واضحا جدا. هدفنا هو الحصول على الاتفاق الصحيح، ليس مجرد اتفاق”. وأضاف الوزير “إذا أرادوا العودة إلى الطاولة والتوصل إلى اتفاق حقيقي، سنكون مستعدين للتفاوض”.
في المقابل، قال رئيس تحرير صحيفة غلوبال تايمز الصينية، السبت، إن الصين تستعد للحدّ من بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة.
وتشير تلك الإجراءات في حال تطبيقها إلى أن بكين ترد على القيود التي فرضتها واشنطن على شركة هواوي الصينية بسبب ما وصفته بقضايا تتعلق بالأمن القومي.
وغرّد هو شي جين، رئيس تحرير الصحيفة الداعمة للحزب الشيوعي الصيني على تويتر، قائلا إن الصين “تبني آلية إدارة لحماية تكنولوجياتها الأساسية”. وأضاف “هذه خطوة رئيسية لتحسين نظامها كما أنها خطوة لمواجهة الحملة الأميركية. وما أن تطبّق فسوف تكون بعض صادرات التكنولوجيا إلى الولايات المتحدة خاضعة للتحكم”.
وقالت كريستين لاغارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي الأربعاء في بيان، “هناك مخاوف متزايدة من تأثير التوترات التجارية المتصاعدة”. وتابعت “الخطر هو أن الرسوم الجمركية الأميركية والصينية التي فرضت مؤخرا يمكن أن تؤدي إلى تراجع الاستثمار والإنتاجية والنمو”.
وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي من أن الرسوم الجمركية، ومن بينها تلك التي فرضت في وقت سابق ستخفض نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 0.5 بالمائة في عام 2020 أو بنحو 455 مليار دولار أي “بنسبة أكبر من اقتصاد جنوب أفريقيا”.
وأضافت “هذه جروح بمثابة إيذاء ذاتي متعمّد ويجب تجنبها. كيف؟ من خلال إلغاء الحواجز الجمركية التي فرضت مؤخرا وتجنب وضع حواجز جديدة بأي شكل كانت”.
ومن المنتظر أن تتعهد اقتصاديات مجموعة العشرين الكبرى بتعزيز جهودها لجمع الضرائب بشكل أكثر فعالية من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل فيسبوك وغوغل، حسبما أفادت كيودو، نقلا عن مسودة بيان مشترك لاجتماعاتها المقررة بمدينة فوكوكا.
مخاطر الصدام التجاري بين بكين وواشنطن تهيمن على قمة العشرين
الوسوم