نظمت مؤسسة القرض الفلاحي للتنمية وجمعية التكنولوجيا الزراعية «أكروتيك” (Agrotech) بمدينة أكادير ملتقى إعلاميا حول تثمين النفايات الزراعية وخيارات إعادة التدوير المتاحة للمواد البلاستيكية، وذلك لفائدة مختلف المنتجين الرئيسيين للنفايات الزراعية في المنطقة من كبار المنتجين الزراعيين ومختلف الفاعلين في القطاع.
وتدارس المشاركون مختلف الإشكالات البيئية وكيفية تثمين وتدبير النفايات الفلاحية وتحويلها لثروة تساهم في الاقتصاد الوطني، عبر تحويلها إلى طاقة متجددة يعاد استعمالها من طرف المشتغلين بالمجال الفلاحي.
وأكد المشاركون على أهمية تدوير المخلفات البلاستيكية والفلاحية ومدى امكانية الاستفادة منها. وناقشوا مختلف الآراء والقضايا المرتبطة بالقطاع فضلا عن رهانات والآفاق الاستثمارية الممكنة.
وأفاد الدكتور “التهامي بنحليمة” مدير جمعية التكنولوجيا الزراعية (Agrotech) أن النفايات الفلاحية أضحت ثروة مهمة ومنتجة للفلاح حينما يتم إعادة تدويرها واستثمارها في إطار الاقتصاد الدائري.
وذكر بنحليمة بمراحل انطلاق مشروع “الجمع والاستخدام المستدام للنفايات الزراعية البلاستيكية في سوسة ماسة” وآثاره الايجابية على القطاع. وعرض مختلف الخطوات الناجحة التي أهلت الفاعلين ونظمت القطاع.
وكانت المنطقة، آنفا، تنتج 23 ألف طن في السنة، يضيف بنحليمة. والقطاع غير مهيكل، وغير معروف بما فيه الكفاية، و90 في المائة من المشغلين الآخرين في القطاع غير رسميين. كما أن هناك ضعفا في تقنيات الضبط وأساليب الجمع والتقييم مما يؤدي إلى انخفاض في قيمة استعمالات البلاستيك الزراعي (PAU).
وعلل بن حليمة دواعي نشأة مشروع “الجمع والاستخدام المستدام للنفايات الزراعية البلاستيكية في سوسة ماسة” بالآثار السلبية والخطرة للنفايات الزراعية الذي تشكله استعمالات البلاستيك الزراعي على البيئة وصحة الإنسان، ناهيك عن التلوث البصري للمشهد الزراعي في سوس ماسة. وعملت مؤسسة القرض الفلاحي على تمويل المشروع، تبعا لدراسة معمقة قامت بها جمعية ” أكروتيك” (Agrotech) همت الجمع والتثمين المستدام للنفايات الزراعية البلاستيكية في سوس ماسة وكذا القيام بالتوعية والتدريب والمواكبة.
وأضحى للقطاع أهمية الرسمية بفعل الآثار الايجابية لأداء المشروع، إذ أنشأت 14 شركة لإعادة التدوير وتم تثمين بعض الرقائق والحبيبات كمنتجات ثانوية، وغالبية الجسيمات الدقيقة يتم تسليمها إلى شركات بالدار البيضاء. وتم تجميع 52 من الهيئات التي تعيد تدوير النفايات في 17 وحدة للتثمين. وباتت قدرة المعالجة حوالي 10 آلاف طن في سنة و2 طن في اليوم للوحدة. وثمان وظائف لكل وحدة دائمة أي 35 ألف يوم عمل في السنة.
وأشار بنحليمة للحملات التحسيسية المقامة حول رهانات وتشخيص استعمالات البلاستيك الزراعي (PAU). واستفاد منه ما يناهز 160 فاعل في القطاع، حيث تم عقد مجموعة من الورشات التوعوية الناجحة حول الرهانات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية.
وأوضحت هذه الورشات مجال التثمين المستدام بالقطاع مع إبراز التأثيرات الإيجابية على الوضع البيئي والصحي والاقتصادي في المنطقة، مما يستوجب التزام المزارعين لتطبيق واحترام الإطار التنظيمي لتدبير استعمالات البلاستيك الزراعي. وتنظيم الهيئات المشتغلة في إعادة التدوير في التعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي (GIE) وتحسين التنافسية وأن تتم إعادة التدوير في ظروف تحترم صحة الإنسان والبيئة وضرورة اعتراف الجهات الفاعلة في القطاع من قبل السلطات العامة.
وعلى مستوى التدريب ومواكبة المشغلين تم عقد عدة دورات في الجوانب القانونية والضريبية لتحفيز تطور المشغلين غير الرسميين حيث تم تكوين 60 شخصا، فضلا عن العديد من اجتماعات تشاورية حول مختلف المواضيع المتعلقة بالقطاع. كما تم تنظيم عدة زيارات ميدانية مع المسؤولين الإدارات المعنية في إطار مقاربة تشاركية تنشد إنجاح رهانات القطاع. ولوحظ عدم اهتمام المزارعين بزيادة الاستثمار في هذا القطاع عن طريق المعالجة المسبقة للنفايات في مزارعهم، لكن على مستوى الهيكلة بدى هناك تقدم ملحوظ في إعادة هيكلة القطاع.
واستعرض بنحليمة برنامج العمل الجهوي والخطة الثلاثية للمشروع مع المهنيين وتوعية التعاونيات بالجانب البيئي والصحي للمخلفات الفلاحية البلاستيكية.
واختتم بنحليمة عرضه بإبداء الطموح الحثيث والمستمر في حث المزارعين على الفرز المسبق في المزرعة، وإتاحتها لجامعيها لإعادة التدوير. مع آفاق مساعي جمعية التكنولوجيا الزراعية “أكروتيك” (Agrotech) في دراسة الاحتياجات التمويلية للتعاونيات والشركات. وإنشاء مستودع لجمع وإعادة تدوير البلاستيك الزراعي بشكل مستدام. واعتماد مبدأ المسؤولية المشتركة بين الجهات الفاعلة المختلفة في هذا القطاع.
محمد التفراوتي