عندما تقام كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2020)، ودورة الألعاب الأولمبية المقررة في العاصمة اليابانية (طوكيو 2020)، سيجرى التعامل مع روسيا بطريقتين مختلفتين، في ظل العقوبات المفروضة عليها، من قبل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا).
ففي يونيو 2020، سيخوض المنتخب الروسي نهائيات اليورو بشكل طبيعي، تحت العلم الروسي، وستشارك مدينة سان بطرسبرغ في استضافة منافسات البطولة، ضمن 12 مدينة أوروبية.
وبعدها بأسابيع قليلة، سيسمح للرياضيين الروس بالمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، لكن كرياضيين مستقلين دون رفع العلم الروسي، أو ترديد النشيد الوطني.
وكان هذا ما خلصت إليه الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، بعد إعلان قرارها في 9 دجنبر الجاري، بإيقاف روسيا لمدة أربعة أعوام عن المشاركة في المنافسات الدولية، بتهمة التلاعب في بيانات مختبر موسكو لمكافحة المنشطات، قبل تقديمها إلى “وادا”.
وأعلن مسؤولو الرياضة، وكذلك الحكومة الروسية، أنه سيجرى التقدم باستئناف لدى محكمة “طاس”.
وواجهت “وادا” انتقادات لعدم فرض حظر شامل على روسيا، لكن الوكالة لا تتمتع بالاستقلالية التامة، حيث يديرها مسئولون حكوميون من دول مختلفة، وكذلك أعضاء في اللجنة الأولمبية الدولية.
وتعارض اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيسها الألماني توماس باخ، فرض عقوبة الحظر الشامل، نظرا لأن العقوبة تلقي بظلالها بذلك، على الرياضيين الروس المتنافسين بنزاهة.
وهذا بينما يرى آخرون أن المخالفات، ومنها التلاعب بنتائج مختبر موسكو، وكذلك استمرار عمل مدربين يخضعون للإيقاف، تظهر أن روسيا “لم تتعلم الدرس بعد”.
وذكرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، في عنوان نشرته بعد إعلان عقوبة روسيا: “وادا الضعيفة فشلت في فرض عقوبة تتناسب مع الجريمة”.
أما ترافيس تايغارت رئيس الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات (يوسادا)، فعبر عن معارضته بكلمات أكثر حدة، حيث نادى بـ”التمرد” ضد “وادا”.
ووصف تايغارت ما حدث بأنه “ضربة مدمرة أخرى للرياضيين المتنافسين بنزاهة، ولسلامة الرياضة وسيادة القانون”.
ولن تؤثر عقوبة “وادا” على مشاركة روسيا في يورو 2020، واستضافة مبارياتها أيضا، وذلك بداعي أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، لم يوقع اتفاقية مع “وادا”.
كما أن يورو 2020 تعد بطولة قارية، وليست عالمية.
وبدا الموقف أكثر غرابة، عند النظر إلى كأس العالم 2022، فالتصفيات المؤهلة إلى المونديال تقام تحت مظلة الاتحادات القارية، ومنها (ويفا).
وهو ما يعني إمكانية مشاركة روسيا في التصفيات، بشكل طبيعي.
لكن في حال تأهل المنتخب الروسي للنهائيات التي تندرج ضمن البطولات الدولية التي تشملها العقوبة، قد يشارك الفريق دون ارتداء لاعبيه قميص المنتخب الروسي، أو رفع العلم الروسي.
ولم يتضح حتى الآن، ما إذا كانت محكمة “الطاس” ستصدر حكما نهائيا، قبل افتتاح أولمبياد طوكيو 2020 في 23 يوليوز.
وقال ستانيسلاف بوزدنياكوف، رئيس اللجنة الأولمبية الروسية: “نواصل الاستعدادات للأولمبياد والمنافسات الكبرى الأخرى بكامل قوتنا”.
وأضاف أنه في أسوأ الأحوال، سيشارك الرياضيون الروس في المنافسات، تحت مسمى “رياضيين أولمبيين من روسيا”.
روسيا تستأنف عقوبة “وادا” لدى “الطاس”
الوسوم