ألزم انتشار فيروس كورونا المواطنين المغاربة بيوتهم، بعد قرار الحكومة القاضي بتفعيل حالة الطوارئ الصحية بالمملكة، الذي يسمح للمشتغلين والمتبضعين للخروج إلى الشارع فقط، على أساس عدم تجاوز الساعة السادسة مساء منذ 20 مارس الماضي، وإلى غاية 20 أبريل الجاري.
ووجد المغاربة أنفسهم طيلة هذه الأيام التي تخص الحجر الصحي، ملزمين باحترام القرار الإلزامي الذي يتوخى من ورائه القضاء والحد من توسع الفيروس القاتل بالبلاد، على اعتبار ملازمة المنزل هي السبيل الوحيد للخروج من الجائحة بأقل الخسائر.
وسمح الحجر الصحي للمغاربة بالجلوس في منازلهم، إلى حين تجاوز هذه الأزمة الصحية التي يمر العالم بها، حيث وضع كل فرد برنامجه الخاص لتدبير الزمن في هذه الأيام الحرجة، على أساس عدم الخروج من البيت إلا لقضاء الحاجيات الضرورية.
واعتبر العديد من الأشخاص هذه الفترة ملائمة لتنزيل مجموعة من الأهداف، من قبيل مطالعة كتب وروايات كانت موضوعة في الرفوف منذ مدة طويلة، أو مراجعة الدروس والتحضير للامتحانات الإشهادية، أو تعلم اللغات، وكذا ممارسة الهوايات المفضلة..
وفي الوقت الذي يصر البعض فيه على جر المغرب باستهتارهم إلى الهاوية، من خلال خرقهم لحالة الطوارئ الصحية، يعبر آخرون عن غيرتهم على هذا البلد بجلوسهم في المنزل مساهمة منهم في الحد من انتشار الجائحة محليا.
وبالرغم من التعب الذي بدأ يدب على وجوه بعض المغاربة بملازمتهم للمنزل، إلا أنهم لا زالوا صابرين إلى أن تعلن الحكومة عن نهاية فترة الحجر الصحي الذي يعتبر القرار الاستراتيجي الأمثل للقضاء على كوفيد-19.
وفي الوقت الذي يترقب فيه جل المغاربة تاريخ رفع الحجر الصحي، تراهن الحكومة على النجاح في هذا الاختبار خلال الأيام القادمة لتحديد قرار رفع الحجر الصحي من عدمه، ومن تم فالجميع مطالب طيلة هذه الفترة بالانضباط للإجراء الوقائي من الفيروس.
ومن هذا المنطلق، فإن حرية التنقل في الخارج وعودة المغاربة إلى نشاطهم الطبيعي مستقبلا، رهينة بالتعايش مع هذا الوباء في هذه المرحلة القاسية التي تعتبر فيصلا لوضع حد نهائي لانتشار الفيروس.
بيد أنه في حالة خرق حالة الطوارئ الصحية بعدم الالتزام في البيت والتمرد على الإجراءات الوقائية من قبيل النظافة والتعقيم واحترام المسافات القانونية بين الأشخاص، سنكون عندها أمام سيناريو مغاير لا يحمد عقباه، وسيهدد صحية وحياة المغاربة.
وفي هذا الصدد، تنبه وزارة الصحة إلى ظهور بؤر وبائية عائلية، نتيجة التنقل والاختلاط فيما بين الأسر المغربية، الأمر الذي يهدد صحة الجميع، ويصعب من مهمة اتخاذ قرار نهاية فترة الحجر الصحي.
والحل الوحيد الذي يقترحه خبراء منظمة الصحة العالمية هو الجلوس في المنزل واتخاذ الإجراءات الوقائية، في ظل عدم وجود لقاح طبي لهذه الجائحة، التي كانت سببا في وفاة أزيد من 96 ألف شخص في العالم.
وفي هذا الربورطاج، تنقل عدسة جريدة بيان اليوم، مجموعة من الصور لمواطنين ملتزمين في منازلهم بمدينة الدار البيضاء، وهم نماذج مصغرة للعديد من المغاربة الآخرين الذين يقاومون وباء كورونا بملازمة البيوت.
يوسف الخيدر
تصوير :أحمد عقيل مكاو