تنظرغرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يومه الخميس، في ملف” الأم المتهمة بمحاولة قتل أطفالها الثلاثة”. وكان دفاع هاته الأخيرة، قد رفض، في الجلستين السابقتين، مبدئيا، محاكمتها عن بعد، لأن ذلك من شأنه أن يقلل في نظره من فرصة تخفيف العقوبة عليها، حيث التمس من هيئة المحكمة حضورها.
هذا، وتعود وقائع هذا الملف، إلى يوم 13أكتوبر 2019، حين أقدمت المتهمة على رمي أطفالها الثلاثة، من سطح بيتها بحي أناسي بسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، في وقت كان فيه زوجها الذي يعمل بائعا للفواكه، خارج المنزل.
وخضع طفلاها البالغان من العمر 6 و8 سنوات، ورضيعها، مباشرة بعد هذا الحادث، لعدة علاجات بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي، حيث أصيبوا بكسور ورضوض على مستوى الجمجمة وعدة أطراف، قبل أن تستقر حالتهم الصحية، بعد شهور من العلاج.
وكانت المتهمة، قد كشفت، أثناء الاستماع إليها من طرف المحكمة، أن علاقتها مع زوجها، طوال 10 سنوات، كانت متوترة، إذ حاول مرارا الاعتداء عليها بواسطة الضرب، مما دفعها إلى طلب الطلاق منه أكثر من مرة، مشيرة، في نفس الوقت، إلى أن والدته بدورها كانت تعاملها بشكل سيئ.
وأضافت، في تصريحاتها، أن المشاكل التي كانت تنشب بينها وبين زوجها، طوال سنوات، تتعلق أساسا بكون زوجها لا يعطيها مصروفا كافيا لتغطية الحاجيات اليومية من أكل وملبس أبنائها، ناهيك عن معاملته القاسية لها.
وعن سؤال لرئيس الهيئة القضائية، حول الأسباب، التي دفعتها إلى رمي أطفالها الثلاثة، أجابت، بكونها لا تتذكر شيئا عن موضوع رمي أطفالها، واكتفت بذرف الدموع.
هذا، وكانت المحكمة قد أجرت بحثا اجتماعيا حول المتهمة ربيعة، فاتضح لها أنها عاشت طفولة مفككة، وهذا ما أكدته المعنية بالأمر نفسها، إذ أشارت، وهي تجيب على أسئلة القاضي، إلى أن والدتها تخلت عنها، وعاشت في كنف جدها، وعمتها، فضلا عن أنها لم تستطع متابعة دراستها.
وأشارت ربيعة، أيضا، إلى أنها حاولت الانتحار، ودخلت في حالة اكتئاب الناتج عن الضغط النفسي الذي كانت تعيشه رفقة زوجها، ولفتت الانتباه إلى أنها كانت مخطوبة إلى أحد أقربائها، الذي توفي قبل أن تتزوج بأب أطفالها الثلاثة، الذي تنازل عن متابعتها أمام القضاء.
< حسن عربي