نفى الصيدلي عبد الحفيظ ولعلو المختص في العلوم البيولوجية والوبائية خريج معهد باستور بباريس أن تكون الأدوية المعتمد في برتوكول علاج فيروس “كوفيد – 19” مفقودة من السوق الوطنية.
وأوضح ولعلو في تصريح لـ “بيان اليوم” أن الأدوية الخاصة بعلاج كورونا أو الأنفلونزا متوفرة في جميع الصيدليات، باستثناء مادة “كلوروكين” التي قامت الدولة بسحبها في وقت سابق وجعلها متاحة في المستشفيات العمومية فقط.
بالمقابل، شدد ولعلو الصيدلي بمدينة الرباط أن فقدان بعض الأدوية والمكملات كـ “فيتامين س” وغيرها، جاءت في فترات معينة لكن تم تدارك الأمر، مشيرا إلى أن الإشكال في غياب بعض الأدوية قد يرتبط بعدم توفر المختبرات والشركات المصنعة على المواد الأولية التي يتم استيرادها من الخارج، أو بسبب خلل في التوزيع على المستوى الوطني، وكذا السبب الرئيسي والذي يتمثل في تهافت بعض الأشخاص على الأدوية، وأخذ كميات كبيرة من دواء معين، كما سبق وأن جرى مع مادة “فيتامين س”، حيث اقتنى مجموعة من الناس بمختلف المدن كميات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى فقدان هذه المادة من عدد كبير من الصيدليات.
في هذا السياق، كشف المتحدث على أن الصيادلة ومن خلال هيئتم سبق وأن أكدوا على ضرورة احترام طلبات المواطنين، وعدم منحهم كميات كثيرة من أي دواء أو أي مادة، والاكتفاء بعلبة واحدة، مع مراعاة أن تقدم هذه الأدوية بناء على وصفات طبية وليس بطلب فردي.
وأضاف الصيدلي بمدينة الرباط أن بعض السلوكات، تساهم في فقدان بعض الأدوية، معتبرا أن هذا الإشكال يحدث بشكل دوري وكل سنة، إذ في كل فترة تفتقد بعض الأدوية نتيجة لخلل في التوزيع أو مشاكل على مستوى الإنتاج.
وأبرز ولعلو أن الصيادلة لا يتحملون أي مسؤولية في غياب الأدوية، لكون هذا المشكل يرتبط أساسا بوزارة الصحة ومديرية الأدوية التابعة لها، وكذا شركات ومختبرات إنتاج الأدوية، حيث شدد على أن دفتر التحملات ينص على أن جميع الشركات مطالبة بتوفير مخزون ثلاثة أشهر من كل دواء في السوق الوطنية، داعيا وزارة الصحة إلى تحمل مسؤوليتها والقيام بدورها في المراقبة، ليس في الجائحة فقط، وإنما على مدار السنة، التي تشهد اختفاء بعض الأدوية من السوق كما وقع مع دواء “ليفوثيروكس” سابقا.
وعاد ولعلو للتأكيد على أن فقدان أدوية الخاصة بعلاج كوفيد والتخفيف من آثاره موجودة في السوق الوطنية، باستثناء دواء “كلوروكين” الذي اعتمده المغرب بشكل رسمي لعلاج الحالات المصابة، بناء على تجارب عالمية كالتجربة الصينية والفرنسية.
في هذا الإطار، قال ولعلو إن قيام الدولة بسحب دواء “كلوروكين” من الصيدليات واحتكاره في المستشفيات العمومية كان قرارا صائبا في مرحلة معينة وهي مرحلة بداية الجائحة، مشيرا إلى أن الاستمرار في هذا الأمر في الفترة الحالية يبقى غير قرارا غير صائب.
وأوضح ولعلو أن عدد من المرضى المصابين بالملاريا، وبعض أنواع الروماتيزم، وبعض أمراض الجلد وأمراض أخرى متعددة، والذين يعتمدون في علاجهم على “كلوروكين”، أصبحت وضعيتهم صعبة في المرحلة الحالية نتيجة سحب هذا الدواء من الصيدليات واحتكاره بالمستشفيات العمومية، حيث أصبح هؤلاء المرضى ملزمون بالتوجه إلى المستشفيات العمومية وتحمل التنقل من أجل الحصول على علبة الدواء، فضلا عن المشاكل التي تعترضهم من قبيل الازدحام ببعض المستشفيات وتحمل ساعات طويلة من الانتظار وغير من المشاكل التي تضاعف معاناتهم مع المرض.
وخلص المتحدث إلى هذه المادة الحيوية من الطبيعي أن تعود للصيدليات من أجل تجاوز هذه المشاكل، مبرزا في هذا الصدد، أن جميع الصيادلة يطالبون في المرحلة الحالية بعودة “كلوروكين” إلى الصيدليات واستئناف بيعها، مع احترام شروط التوزيع والبيع والتقيد بالوصفات الطبية وبكميات محدودة في البيع لتجنب أي خلل في السوق الوطنية.
إلى ذلك، سجل ولعلو أن سبل الخروج من الأزمات المتكررة لغياب الأدوية وغيرها من المشاكل المرتبطة بضعف التوزيع، يرجع بالأساس إلى غياب التواصل بين الوزارة والهيئات المعنية بما فيها الصيادلة، مشيرا إلى أن الحل الجذري لمجموعة من المشاكل التي يعرفها القطاع يرتبط بضرورة إفراز سياسة دوائية مغربية قادرة على تلبية حاجيات المواطنات والمواطنين، وتواجه جميع الصعوبات التي قد تطرح سواء تعلق الأمر بجائحة أو غيرها.
كما شدد المتحدث على أن إصلاح قطاع الأدوية يرتبط أساسا بإصلاح جذري لمنظومة الصحة الوطنية، كما دعا إلى ذلك جلالة الملك في وقت سابق، حيث أكد على ضرورة وضع سياسة دوائية وطنية ناجعة تقوي القطاع.
> محمد توفيق أمزيان