في بروكسيل بدأ يوم الخميس الماضي زعماء الاتحاد الأوروبي الـ27 المناقشات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030، حيث سيكون المناخ على القائمة مرة أخرى في جدول أعمال القمة الأوروبية والتي ستناقش نقاطا أخرى على مدى يومين، وسيكون من المفروض على الدول السبعة والعشرين إيجاد طريقة لاحترام بروتوكول باريس للمناخ الذي نص على أن ترفع جميع البلدان طموحاتها المناخية قبل نهاية عام 2020 للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذا هو السبب في أن “حركة الشباب من أجل المناخ” تطالب من الاتحاد الأوروبي أن يستمع أخيرا إلى العلم: “لقد أظهرت أوروبا أنها تستطيع التصرف ردا على أزمة ما، لذلك دعونا نفعل الشيء نفسه مع أزمة الكواكب هذه” تقول الناشطة المناخية البلجيكية “أنونا دي ويفر”.
ويفترض أن تكون الدول الأعضاء قد حددت شروط النقاش جون البت في الأهداف المحددة للعام ،2030 الأمر الذي سيحصل خلال القمة الأوروبية المرتقبة في منتصف شهر دجنبر المقبل، إلا أن 11 دولة من بينها فرنسا وإسبانيا وهولندا أعربت الأربعاء الماضي في رسالة مشتركة عن دعمها لخفض الانبعاثات بنسبة “55%” على الأقل بحلول 2030عام، لكن تحفظ دول أوروبية شرقية من بينها بولونيا التي تعتمد كثيرا على الفحم وترفض التعهد بتحييد أثر الكربون بحلول عام 2050، ما سيعقد الوضع إذ أنها قد تطالب هذه الاخيرة بتمويل إضافي.
وهذه هي المرة الأولى منذ قمة المناخ بباريس التاريخية التي تطلق فيها أوروبا عملية مراجعة طموحها المناخي، حيث تدعو “حركة الشباب من أجل المناخ” رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى كسر حاجز الصمت في النقاش حول زيادة طموح المناخ الأوروبي والانخراط بشكل كامل في المعركة لوضع هدف أوروبي مساو لأزمة المناخ أمام تخوف كبير من الدول المعارضة لتسريع التحول البيئي في القارة وعلى رأسها بولونيا.
وكان البرلمان الأوروبي قد اتخذ يوم 7 أكتوبر الجاري الخطوة الأولى نحو المشورة العلمية من خلال التصويت لصالح هدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 60٪ بحلول عام 2030، كجزء من قانون المناخ الأوروبي، وفي مواجهة هذه الديناميكية تطلب “حركة الشباب من أجل المناخ” من رؤساء الدول الأعضاء المشاركة الكاملة في هذه المفاوضات في القمة الأوروبية.
حركة الشباب من أجل المناخ من التنظيم إلى النضال
في بلجيكا، جمعت المسيرات المناخية عشرات الآلاف من الشباب استجابة لنداء حركة “الشباب من أجل المناخ”، حيث تعبأ الطلاب وتجاهلوا الفصول الدراسية للاحتجاج في الشوارع والمطالبة باتخاذ إجراءات لصالح المناخ، وبينما بدأت المسيرات الأولى في شهر دجنبر 2018، كان العام الماضي هو عام ظهور الحركة بالفعل وجعل صوتها مسموعا، وفي نهاية شهر يناير من العام الماضي، جمعت مسيرة من أجل المناخ ما بين 70 و 80 ألف شخص في شوارع بروكسيل.
وبعد عام حافل بالأنشطة التي نظمها النشطاء البيئيون الشباب، تتحدث “يونا ماريت” باسم حركة “الشباب من أجل المناخ” بروكسيل عن آفاق الحركة قائلة: ” كان عام 2019 عاما كبيرا وكانت الخطوة الأولى في مرحلة طويلة هي تكريس الوعي المناخي، وإذا كانت لدي رغبة واحدة لعام 2020 فهي أن نتحدث أكثر عن كثير من العمل”، ومن أجل تحويل الحركة إلى قوة أكثر نشاطا تضيف الناشطة البلجيكية: “اعتقد أننا سنواصل الضغط بالمسيرات ومن ثم بوسائل العمل الأخرى”
وبما أن الخطابات السياسية مثل خطابات “أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية ومشروعها “الصفقة الخضراء” أو مشروع “تشارلز ميشيل” الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي الذي يريد أن يجعل من المناخ أولوية لها طموح حقيقي، فإن الناشطة المناخية تقول أن: “الخطابات الكبيرة التي تعد بإجراءات والتي تعد بالتغييرات فهي جيدة جدا بمعنى أنها تظهر جزءا من حسن النية ولكن طالما أننا لا نحقق نتائج ملموسة بالفعل، وهو ما سيتم توضيحه في الأرقام بتواصل الضغط” وتضيف: “السياسات ليست في الواقع على مستوى المشكلة” ومع اتخاذ إجراءات لصالح المناخ خاصة الحظر في بعض المدن على المركبات الأكثر تلوثا تقول: “إنه أمر جيد جدا لأنه يجب اتخاذ كل خطوة وعلينا أن نبدأ من مكان ما، وبالتالي سيكون كل شيء أفضل إذا فعلنا ذلك، ولكن الفكرة الآن هي أن نقول لأنفسنا حقا كيف مرة واحدة وإلى الأبد، يمكننا اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تغيير الوضع وليس الإجراءات التي ستثبت أنها عديمة الفائدة لأنها ربما تكون قد غيرت الوضع، ولكن بنسبة 0.03٪.”
مرحلة الفكرة: الحركة الشباب من أجل المناخ بلجيكا
بمبادرة من حركة الشباب من أجل المناخ بلجيكا – حركة شبابية أنشأتها الناشطتان المناخيتان البلجيكيتان “أنونا دي ويفر” و”كيرا جانتوا”- وعلى نهج الشابة السويدية غريتا تونبرغ، دعت الشابة البلجيكية “أنونا دي ويفر” من خلال مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي الشباب الاوروبي إلى التعبئة من أجل المناخ، حيث تجمع آلاف طلاب المدارس الثانوية في العاصمة البلجيكية بروكسيل بداية شهر يناير من العام الماضي، لمطالبة الحكومة والاتحاد الاوروبي بنهج سياسة طموحة لمكافحة الاحتباس الحراري، وتمثل هذه المسيرة بداية عشرين أسبوع من الحشد والتعبئة في صفوف الشباب، مسيرة جمعت حوالي 35000 شابا في شوارع بروكسيل، حيث انتهت هذه التعبئة عبر تنظيم إضراب مدرسي أسبوعي، وفي يوم 9 ماي 2019 قدمت الشابة البلجيكية لوسائل الاعلام رسالة تحت عنوان: ” نحن المناخ” تقول فيها: “إذا كان النظام الذي نعيش فيه يمنعنا من الاهتمام بالكوكب، فهو نظام لا يعمل وعلينا تغييره، فليس لدينا هناك سوى كوكب واحد، ومصيرنا مترابط معا حكومة ومواطنين، ويمكننا أن نبدأ اليوم في التحرك نحو مستقبل أفضل” وتضيف الناشطة المناخية أن: “المناخ ليس يساريا ولا يمينيا”.
وتقول أنونا دي ويفر: “عندما بدأنا إضرابات المناخ المدرسية، حصلنا على دعم جميع السياسيين اليساريين حيث كان يعبر أغلبهم بعبارات من مثيل: “أنتم رائعون ويجب أن تستمروا!”، بينما كانت كل الأحزاب اليمينية تقول لنا: “هذا أمر غير مقبول، عودوا إلى مدارسكم! “
وتؤكد الناشطة المناخية البلجيكية: “على الفور، وفي جميع أنحاء العالم، تم تحليل هذه التعبئة من منظور الانقسام بين اليسار واليمين، حيث ينظر البعض إلى تغير المناخ على أنه قضية يسارية، حيث بدا لنا الأمر غريبا حقا لأن أزمة المناخ هي أكثر الأشياء حيادية وعالمية وتؤثر حرفيا على الجميع، فإذا كنت مهددا بالفيضان، فلا يهم إن كنت من اليساريين أو من اليمينيين فحتما أنت معرض للغرق، وعندما يقول 97٪ من علماء العالم إننا نواجه موجة الانقراض الجماعي السادس في صفوف النوع البيولوجي، فحتما ستنقرض الملايين من الأنواع الحيوانية و النباتية، حيث لا ينفع لا يسار ولا يمين في حماية المنظومات الإيكولوجية من الدمار البشري الممنهج، فقد حان وقت العمل الآن، بغض النظر عن مكان وجودك، وحتى لو كنت يمينيا، يمكنك محاربة الاحتباس الحراري لأنه ليس موضوعا حزبيا، إنه شيء يحدث الآن، وهو يتسارع، ويجب أن يشعر الجميع بالقلق بشأنه”.
نضال حركة الشباب من أجل المناخ والرأسمالية
لكن هل يتعارض نضال حركة الشباب من أجل المناخ بالضرورة مع الرأسمالية، تجيب الناشطة المناخية “أنا دي ويفر” أن: “هناك مشكلة كبيرة في هذا النظام الرأسمالي، نحن هنا بسببه، لكننا بشكل خاص لسنا مناهضين للرأسمالية ولسنا شيوعيين بالضرورة حتى نترافع عن المناخ، فنحن نؤمن بتغيير النظام المناخي لكن نحن لا نعرف كيف سيكون ذلك، ففي بلجيكا مؤخرا وضع مجموعة من عشرات الخبراء في المناخ والاقتصاد وعلم النفس خطة عمل مناخية يمكن تطبيقها على الفور في السياسات العمومية، لكن يجب أن يتم تعميم ذلك على المستوى العالمي، لأننا بلد صغير، والطريقة التي يستثمر بها المال في العالم الآن ليست صحيحة، حيث حوالي 50٪ من التلوث العالمي ناتج عن 1٪ من السكان إذن هناك شيء خاطئ، سيتعين على الدول الغنية أن تدفع الكثير من استثماراتها وتوجهها من أجل إنهاء هذه الأزمة المناخية، فلا يستطيع المزارع الإثيوبي الذي يكافح بالفعل لإطعام أسرته والعثور على عمل أن يساهم بنفس الطريقة مثل المزارع الكندي أو الامريكي الذي يكسب مليارات الدولارات في الأسبوع، حيث من المفروض أن يتحمل أصحاب الشركات الكبرى المسؤولية المناخية”، وتضيف الناشطة المناخية البلجيكية أنا دي ويفر: “نحن مثاليون ونطمح أن تصبح المثالية والواقعية لدينا معدية، معا نحن المناخ”.
تعبئة شبابية قوية
في شهر دجنبر 2018 ومع انتهاء أشغال الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف للمناخ بمدينة كاتوفيتشي البولونية، علمت الشابتان البلجيكيتان أنونا وكيرا بخبر عدم وجود توافق في آراء الوفد البلجيكي المشارك في قمة المناخ، حيث لم يتمكن ممثلوا بلجيكا من الموافقة على توجيهين أوروبيين بشأن النجاعة الطاقية والطاقات المتجددة، وكرد فعل على هذا الأمر وبطريقة مستوحاة من الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، قررت حركة الشباب من أجل المناخ البلجيكية تنظيم أول مظاهرة مناخية في 10 يناير 2019 في بروكسيل حيث تم حشد حوالي ثلاثة آلاف شاب في الجمعة الأولى، وبعد أسبوع واحد كان هناك 12500 شاب، وفي الجمعة التالية تم حشد 35000 شاب وشابة لكن في 27 يناير بلغت الحركة ذروتها في “مسيرة من أجل المناخ” حيث تجمع 70.000 حوالي شاب، ثم أصبحت أنونا وكيرا وجهان لجيل شاب يرفض أن ينام بسبب خطابات السياسيين المطمئنة، وتضيف الناشطة المناخية البلجيكية أنا دي ويفر: “مبادرة نحن المناخ يد ممدودة إلى كل السياسيين وصانعي السياسات ولكن أيضا ممدودة لكل واحد منا، وبهدف واحد العمل معا قبل فوات الأوان”.
هل حركة الشباب من أجل المناخ حركة عفوية؟
ويعرف بعض الإعلاميين والمتتبعين لأعضاء حركة الشباب من أجل المناخ على أنها حركة عفوية، لكن إذا أردنا أن نعرف كيف تنطبق هذه العفوية بشكل ملموس على الحركة فيجب علينا دراسة حركة الشباب من أجل المناخ وفقا لأربعة أبعاد: برنامج العمل، والخيارات التنظيمية، وشكل الالتزام، وقضايا النضال والعلاقة بالسياسة، وانطلاقا من هذه الأبعاد الأربعة يمكننا أن نجد مكامن “العفوية” وعواقبها على تعبئة الشباب.
ولتمييز “حركة الشباب من أجل المناخ” عن الحركات الاجتماعية القديمة والحركات الاجتماعية الجديدة، كان لابد من الوقوف عند الفرنسي “ليليان ماثيو” دكتور العلوم السياسية وعالم اجتماع ومدير أبحاث في المركز الوطني للأبحاث الاجتماعية بمدينة ليون الفرنسية، والمتخصص في دراسة الحركات الاجتماعية، وستسمح لنا دراسة برنامج عمل الحركة، فهم الذخيرة والموارد وهيكلة الفرص السياسية المتاحة التي طورها “تشارلز تيلي” و”سيدني تارو” بفهم سبب اختيار الحركة لإعطاء شكل معين لتعبئتها، بالنسبة للبعد المتعلق بالخيارات التنظيمية، فإن مفهوم “جو فريمان” عن استبداد الهيكل سيقودنا إلى تأهيل فكرة عن أن الحركة يمكن تنظيمها بطريقة أفقية تماما، أما فيما يتعلق بشكل المشاركة، نستخدم نموذج جاك أيون للمشاركة المتباعدة، أما بالنسبة لقضايا النضال، فإننا سنستخدم التمييز الذي قدمه ماتيو بين الحركات الداعية إلى تحول سياسي جذري والحركات ذات الأهداف المحدودة والبراغماتية.
حركة الشباب من أجل المناخ حركة الاستماع للعلم
وعلى عكس مجموعة من المنظمات الشبابية البيئية العريقة خصوصا الكندية منها، والتي تشتغل منذ أزيد من أربعين سنة حيث راكمت عدة موارد على أرض الواقع، فإن الطبيعة التلقائية للحركة ستنعكس بشكل أساسي على الإنتاج فالتركيز على تنظيم الحشد سيكرس كل الوقت للتعبئة دون الاهتمام ببناء الحركة ولا بإنتاج الموارد.
ويعتبر البحث العلمي هو قبل كل شيء عملية صارمة، حيث لا ينبغي ترك أي خطوة فيها للصدفة في الواقع، ويمكن أن يؤثر اختيار طريقة واحدة لجمع البيانات بدلا من طريقة أخرى بشكل كبير على النتائج، لذلك يتضمن كل مشروع بحثي انعكاسا منهجيا مسبقا وبناء طريقة جمع البيانات المناسبة لهدف الباحث.
ونظرا لأن الأمر يتعلق هنا بفهم ممارسات حركة الشباب من أجل المناخ بناء فقط على سلسلة من المقابلات شبه المنظمة مع أعضاء الحركة، نظرا لأن حركة الشباب من أجل المناخ هي حركة حديثة النشأة، فلا يوجد أدبيات مرتبطة بها بشكل مباشر، ومع ذلك هناك العديد من المقالات والكتب حول دراسة سياسات الصراع بشكل عام وكذلك في علم اجتماع الحركات الاجتماعية على وجه الخصوص شكلت الأدبيات المكرسة لنظرية الحركات الاجتماعية الجديدة ونقد هذه النظرية نفسها موردا مهما لبناء النهج النظري لهذا العمل.
ونظرا لغياب الأدب المخصص مباشرة للحركة المدروسة، شكل العمل الميداني جزءا مهما لمعرفة ماهية الحركة وطبيعة تكوينها، ففي الواقع على الرغم من أن قراءة العديد من المقالات الصحفية جعلت من الممكن إنشاء تاريخ للحركة والإجراءات المتخذة وكذلك المضي قدما في تحديد بعض الفاعلين المركزيين، إلا أن الطريقة الوحيدة لتجميع المعلومات المتعلقة بالحركة يبقى هو التقرب من اعضاء النواة المركزية ومعرفة مخططاتهم المستقبلية ونظرتهم للواقع المناخي المعاش وكذا التعرف على طرق تمويل أنشطة الحركة وتعزيز الموارد المادية واللوجيستيكية، إلا أن الأمر يعتبر من الصعوبة بمكان لتواجد مجموعة من العراقيل تحول دون الوصول الى الهدف المنشود، ومع الأخذ في الاعتبار هذه القيود، تم التواصل مع أعضاء النواة المركزية لحركة الشباب من أجل المناخ من أجل تحديد الجهات الفاعلة التي تفاعلت معها الحركة والتي ستكون ذات صلة بالعمل معها، ولاستكمال جمع المعلومات تم التواصل مع الناشطة المناخية البلجيكية “أديلايد شارلييه” مبدعة الحركة في إقليم والونيا البلجيكي، ومكن هذا التواصل الأخير من تأكيد فرضيات معينة والإجابة على الأسئلة.
وتجمع حركة الشباب من أجل المناخ ببلجيكا عددا معينا من الأعضاء النشطين، وقد جمعت عدة آلاف من الأشخاص خلال كل نشاط من نشاطها، لذلك هذا عمل جماعي، وعنصر الصراع حاضر أيضا حيث تطالب الحركة من القادة السياسيين بتبني أولوية جديدة: مكافحة الاحتباس الحراري، وبما أن المطالب موجهة مباشرة إلى القادة السياسيين تجد الدولة نفسها متورطة في الصراع، وبالتالي فإن تعبئة الشباب من أجل المناخ تشكل شكلا من أشكال سياسة الصراع، ومع ذلك من أجل التبسيط التحريري، من المستحب تأهيل الشباب من أجل المناخ كـ”حركة”.
مبادئ وأبعاد حركة الشباب من أجل المناخ
وتستند الحركة إلى شكل أكثر مرونة من التعبئة يحترم استقلالية الأفراد، ويسير جنبا إلى جنب مع الأشكال الأفقية و “الشبكية” للتنظيم؛ وتستخدم الحركة تمثيلات مبتكرة وخلاقة تحاول من خلالها إيجاد حلول لعدة قضايا تهم تغير المناخ.
في الواقع، بدلا من اعتبار الحركات الاجتماعية “القديمة” و”الجديدة” شكلين متتاليين من الحركات الاجتماعية بمرور الوقت، يمكن اعتبارها نموذجين مرجعيين، كما يوضح “ماتيو” من خلال عدة أمثلة حيث نجد حركات اجتماعية في جميع الأوقات بخصائص هذا النموذج أو الآخر، لذلك فهو يميز بين قطبين لكل من الأبعاد الأربعة: ذلك المرتبط بالحركات الاجتماعية “القديمة” و”الحركات الاجتماعية الجديدة”، وهكذا فيما يتعلق بمرجع الأعمال، يميز المؤلف الأشكال التقليدية للتعبئة: المظاهرات، الإضرابات، الملتمسات عن التمثيلات الفنية الأكثر إثارة القائمة على الدعابة أو الاستفزاز.
بالنسبة للخيارات التنظيمية فإن الهيكل الرأسي والصلب والبيروقراطي هو الذي يعارض التنظيم الأفقي غير الرسمي الذي يتم فيه اتخاذ القرارات بالإجماع، وتتناقض أشكال المشاركة مع نموذج النشاط المنتسب مع نموذج المشاركة المتباعدة، أما بالنسبة لرهانات النضال، فيفرق “ماثيو” بين الحركات التي تحمل مطالب أيديولوجية تسعى إلى إحداث تحول شامل في النظام الاجتماعي وتسعى للدخول إلى النظام السياسي لمواصلة النضال، ومن ناحية أخرى حركات تدافع عن قضايا أكثر محدودية، بأهداف أكثر براغماتية وأقل راديكالية وتبقي نفسها أكثر عزلة عن العالم السياسي.
ونظرا لأنه ليس من المناسب التحدث بمصطلح “قديم” و”جديد”، فإن الهدف ليس هو تحديد ما إذا كانت حركة الشباب من أجل المناخ تقترب من أحدهما أو من الآخر، حيث يتحتم علينا فهم كيفية هذه العناصر الأربعة: مرجع العمل، والتنظيم، ونموذج المشاركة وقضايا النضال والعلاقة بالسياسة في حالة حركة الشباب من أجل المناخ.
العمل الجماعي للحركة
“التمثيلات مألوفة نسبيا وطرائق موحدة يستخدمها مجموعة من الفاعلين السياسيين لمعالجة طلب جماعي لمجموعة أخرى من الفاعلين السياسيين”، من بين التمثيلات الأكثر استخداما، يمكننا على سبيل المثال الاستشهاد بالمظاهرة، والعريضة، والضغط، والاعتصام، والمقاطعة، ويمكن لمجموعة من النشطاء اختيار استخدام نموذج واحد فقط للتمثيلات أو على العكس من ذلك الجمع بين عدة نماذج من التمثيلات، ويعتمد اختيار التمثيلات وتطور الشكل المعطى للعمل الجماعي على عدة عوامل، ومن بين هذه العوامل فإن الذخيرة المتاحة وهيكل الفرصة السياسية وموارد النشطاء لها تأثير كبير وتستحق التوضيح.
ويبقى المرجع هو مجموعة التمثيلات التي تكون في مكان وزمان معين، معروفة ويمكن الوصول إليها من قبل عدد معين من الفاعلين السياسيين، وهكذا، عندما تقرر مجموعة ما التعبئة، فإنها ستختار من بين جميع التمثيلات التي تعرفها، والتي تعتبرها الأكثر فعالية في تقديم مطالبها، ضمن مرجع ما، يتم تصنيف بعض التمثيلات على أنها “معيارية”، أي أنها نموذج واسع الانتشار جدا للتمثيلات التي يمكن تكييفها مع عدد كبير من المواقف، هذه هي حالة المظاهرة بشكل خاص، وهو تمثيل تستخدمه على نطاق واسع حركة الشباب من أجل المناخ.
هيكل الفرصة السياسية هو “مجموعة خصائص النظام أو مؤسساته التي تسهل أو تعيق العمل الجماعي لـ بعض الفاعلين السياسيين”، وبعبارة أخرى، هذه كلها سمات النظام السياسي التي ستؤثر على النشطاء في قرارهم بالبدء في التعبئة أم لا وبأي تمثيلات، وحدد “تشارلز تيلي” و”سيدني تارو” ستة خصائص رئيسية للنظام السياسي يمكن أن تؤثر على مسار العمل الجماعي: عدد مراكز القوة المستقلة داخل النظام، درجة انفتاح النظام على الجهات الفاعلة الجديدة، مستوى استقرار الاصطفاف السياسي وقت العمل الجماعي، توافر الحلفاء المؤثرين لأحد أطراف النزاع، الطريقة التي يقوم بها النظام بقمع أو تسهيل المطالب الجماعية، تغيير حاسم في أحد هذه العناصر الخمسة.
لذلك، من المهم الإسهاب قليلا في دراسة هذا الهيكل وبالتالي على النظام السياسي لفهم كيف ولماذا اختارت حركة معينة تمثيلا على آخر، ومع ذلك، أكثر من الخصائص الموضوعية لهذا النظام، فإن الطريقة التي ينظر بها النشطاء إلى هذه الخصائص على أنها تشكل فرصا أو تهديدات هي التي ستشكل العمل الجماعي، في الواقع إذا حشدت جماعة ما، فإنها تقاتل ضد شيء تعتبره تهديدا، وتعتمد الطريقة التي يختار بها التعبئة على عدة عوامل، لكن من الواضح أن بعض خصائص النظام السياسي ستؤثر على هذا الاختيار لأن المتشددين يعتبرونها إما فرصا أو تهديدات أو قيودا.
في النظام الديمقراطي، يتم إضفاء الطابع المؤسساتي على بعض أشكال الصراع، وبعضها غير قانوني ولكن يتم التسامح معه، في حين أن البعض الآخر يعتبر غير قانوني ويتم قمعه، لذلك هناك تمييز بين “تعارض المحتوى” و”الصراع المتجاوز”، ويتسم النزاع المحتوي بوسائل عمل مصرح بها أو على الأقل يسمح بها النظام القائم. على العكس من ذلك، فإن الصراع المتجاوز هو صراع يلجأ فيه النشطاء إلى أشكال غير قانونية من الاحتجاج، لذلك من خلال اختيار شكل من أشكال التعبئة المسموح بها بدلا من شكل تعبئة غير قانوني أو العكس، يعرف النشطاء أنهم لن يثيروا نفس رد الفعل من الدولة، ومع ذلك في النزاع المحتوي، قد يلجأ النشطاء في مرحلة ما إلى وسائل عمل غير قانونية، لذلك فإن الخط الفاصل بين تعارض المحتوى والصراع المتجاوز ليس دائما محددا بوضوح.
الموارد المالية واللوجستيكية للحركة
تنفيذ العمل الجماعي يعني توافر الموارد السابقة، ومع ذلك فإن مفهوم الموارد هو أحد المفاهيم الأقل تطورا في دراسة الحركات الاجتماعية، وهكذا “بطريقة الحشو، لا يتم تعريف الموارد أبدا بخلاف العناصر المختلفة الضرورية للعمل”. حاول العديد من الخبراء تصنيف الموارد التي يمكن حشدها بواسطة حركة اجتماعية، هذه هي الطريقة التي يقترح بها “مكارثي” و”إدواردز” على سبيل المثال، التمييز بين الموارد المادية والثقافية والإنسانية والمعلوماتية والأخلاقية والاجتماعية التنظيمية، ومع ذلك إذا كنا نحاول تحديد الموارد المتاحة لحركة ما، فإن هذا التصنيف أو ذاك ليس مفيدا مثل هذه المبادئ الرئيسية الثلاثة: كل شيء من المرجح أن يصبح موردا، لذلك لا توجد مجموعة كاملة محرومة من الموارد؛ وبينما يجب أن تتوافر الموارد قبل إنشاء الإجراء، يمكن ويجب إنتاج موارد أخرى أثناء التعبئة، في الواقع، إذا أردنا منع التعبئة من نفاذ قوتها، فيجب علينا على وجه الخصوص الحفاظ على التزام النشطاء النشطين، أو تعبئة نشطاء جدد، أو إدارة النزاعات الداخلية، أو إيجاد حلفاء أو حتى جمع الأموال، هذا هو السبب في أن المسؤولين يضطرون إلى تحقيق التوازن بين نوعين من النشاط العدائي في بعض الأحيان: من ناحية النضال الجماعي؛ ومن ناحية أخرى، بناء المنظمة وسبل عيشهم” ولا توجد الموارد إلا إذا نظرت إليها المجموعة على هذا النحو، لذلك فإن المورد ليس له قيمة موضوعية ولكنه صالح فقط لأن المجموعة تنظر إليه بشكل شخصي على أنها ميزة تكتيكية يمكن أن تخدم عملها، على أساس هذه المفاهيم الثلاثة:مرجع العمل، وهيكل الفرص السياسية والموارد.
تمثيل واسع الانتشار من قبل الحركة
على الرغم من لجوء حركة الشباب من أجل المناخ إلى أشكال تعبئة أخرى، فإن المظاهرة هي التي استخدمتها الحركة بشكل أساسي منذ 10 يناير إلى 24 ماي 2019، حيث نظمت الحركة مسيرات أسبوعية في بروكسيل و في مدن أخرى من البلاد، تعرف التظاهرة بأنها: “احتلال مؤقت من قبل عدة أشخاص لمكان عام أو خاص مفتوح، والذي ينطوي بشكل مباشر أو غير مباشر على التعبير عن آراء سياسية”، لذلك يمكن أن تتخذ المظاهرة أشكالا متنوعة جدا مثل موكب، أو تجمع ثابت في مكان مفتوح أو مغلق، أو اعتصام أو حاجز، أو حتى الجمع بين العديد من هذه الأشكال، ومع ذلك على الرغم من أن المظهر هو تمثيل معياري يمكن استخدامه وتكييفه مع العديد من المواقف، حيث يمكن طرح أسئلة معينة: ما هو الوضع القانوني للحدث؟ وما هي الخصائص المورفولوجية للمظهر: عدد المتظاهرين، شكل المظاهرة، ومن يدعو للاحتجاج؟ وما هي ملامح المتظاهرين؟ وما هي المطالب ولمن توجه؟ وكيف سار الحدث وكيف تم تأطيره؟ حيث تشير هذه الأسئلة إلى دراسة الحركة بشكل عام وإلى الطريقة التي يتم بها تنظيمها داخليا.
التنظيم في حركة الشباب من أجل المناخ
كان التنظيم في السابق يأخذ بعدا أساسيا للعمل الجماعي وكذلك شرطا لنجاحه واستمراريته بمرور الوقت، وبالتالي فهو يستحق مزيدا من الاهتمام، ويميز “ليليان ماثيو” من ناحية البنى العمودية، الهرمية، والبيروقراطية للحركات التقليدية، ومن ناحية أخرى، البنى الأفقية والمرنة “للحركات الاجتماعية الجديدة”، وأظهرت العديد من الدراسات حول حركات العولمة المتغيرة في السنوات الأخيرة، يرفض هذا النوع من الحركات إضفاء الطابع المؤسساتي ومركزية السلطة التي تميز الحركات التقليدية وتفضل أنماط التنظيم التي يكون لكل فرد فيها الحق في الحديث وحيث يتم اتخاذ القرارات بشكل جماعي، حيث توجد هذه المرونة أيضا في الروابط بين المنظمات، في الواقع ترتكز على هيكل وطني هرمي مدرج في شبكة إيديولوجية ممثلة في المشهد السياسي، فإن ترتبط “الحركات الاجتماعية الجديدة” ببعضها البعض عن طريق روابط أفقية وعابرة في كثير من الأحيان، في شبكة مفتوحة وقابلة للتوسيع.
حركة الشباب من أجل المناخ حركة أفقية وغير رسمية
وتسمح المرونة والطبيعة غير الرسمية للشبكة بجميع أنواع التكوينات لتسهيل التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في تنظيم الإجراءات في الميدان، وهكذا يمكننا أن نعطي مرة أخرى مثال شبكة العولمة البديلة التي تجمع معا سلسلة كاملة من المنظمات والمجموعات التي تكون في بعض الأحيان مختلفة جدا ولكنهم قرروا التعاون في مشروع يتوافق مع أهداف بعضهم البعض، في حين يمكن أيضا تفسير الطبيعة غير الرسمية للهيكل من خلال خاصية أخرى لهذه الحركات مع الأولوية المعطاة للعمل، في الواقع ومن أجل الكفاءة تسعى هذه الحركات إلى الحد الأدنى من القيود التنظيمية ولا تريد تضييع الوقت في الأسئلة الإدارية، نتيجة لذلك غالبا ما يقضون القليل من الوقت في وضع هيكل وقواعد تشغيل تضمن استدامتهم، ومع ذلك إذا عرفت حركة الشباب من أجل المناخ نفسها بأنها “عفوية” وبدون قادة فمن الخطأ الاعتقاد بالغياب التام للهيكلية، كما أشار “جو فريمان” “على عكس ما نود تصديقه، لا يوجد شيء اسمه مجموعة غير منظمة، أي مجموعة من الناس مهما كانت طبيعتها تجتمع معا لأي فترة زمنية ولأي غرض ستنظم نفسها حتماً بطريقة ما. قد يكون الهيكل مرنا قد تختلف بمرور الوقت قد توزع المهام والسلطات والموارد بشكل متساوٍ أو غير متساو على أعضاء المجموعة، ولكن سيتم تشكيلها بغض النظر عن قدرات أو شخصيات أو نوايا الأشخاص المعنيين. حقيقة أننا أفراد، لدينا مواهب وميول وخلفيات مختلفة تجعل هذا أمرا لا مفر منه” لذلك فإن “فكرة” عدم الهيكلة “لا تمنع تشكيل هياكل غير رسمية، بل هي مجرد هياكل رسمية”، وبالتالي وفقا لفريمان، فإن المشكلة الرئيسية لهذه الهياكل غير الرسمية هي أن تؤدي إلى إنشاء نخبة غير شرعية ولا يمكن السيطرة عليها، مما قد يؤدي إلى الإحباط لدى الأعضاء الآخرين، ويضيف فريمان: “لا يمكن للمجموعة التي يقودها هيكل غير رسمي أن تعمل إلا في الحالات النادرة حيث يتم استيفاء الشروط الأربعة التالية: هدف المجموعة هو تنفيذ إجراء ملموس ومحدد جيدا، والمجموعة لديها القليل من الأعضاء ومتجانسة حيث أن التواصل بين الأعضاء دائم وأخيرا تكون درجة تخصص الأعضاء منخفضة بحيث لا يمكن الاستغناء عن أي منهم.
وهناك مشكلة أخرى مرتبطة بالطبيعة الأفقية وغير الرسمية لهذه الهياكل وتتعلق بفعالية الحركة في إعداد الإجراءات، في الواقع وفقا لإيون من الصعب جدا التوفيق بين هدف الكفاءة ونمط التنظيم يكون فيه لكل فرد الحق في الكلام وحيث يتم اتخاذ القرارات بشكل جماعي، حيث يصعب أحيانا الوصول إلى توافق في الآراء أو حتى من المستحيل الوصول إليه، مما قد يؤخر أو حتى يمنع اتخاذ القرار وبالتالي تنفيذ الإجراء، وقد أكد ألبرتو ميلوتشي على هذه المشكلة أيضا، حيث إن انتشار السلطة بين عدد كبير جدا من الأفراد وكذلك التقسيم السيئ للعمل وغياب وظائف محددة يجعل هذا النموذج من التنظيم غير فعال، بالإضافة إلى ذلك إذا كانت المرونة والتضامن الكبير بين أعضاء الشبكة أو المنظمة يسمحان بتعبئة عدد كبير من الأفراد بسرعة فإن هذه المجموعات حسب رأيه تواجه صعوبة كبيرة في الحفاظ على أهداف طويلة المدى.
أشكال احتجاج حركة الشباب من أجل المناخ
يبدأ أي عمل احتجاجي جماعي بتعبئة مجموعة من الأفراد، بينما يمكن أن تتخذ التعبئة أشكالا مختلفة كذلك يمكن لمشاركة الأفراد بمجرد التعبئة، وهكذا يميز ماثيو النشاط الكلاسيكي عن نموذج المشاركة المتباعدة الذي طوره “جاك أيون” في نموذج الاشتباك الكلاسيكي، يلعب الناشط دورًا محددا ومنسقا مسبقا داخل كتلة مقاتلة مجهولة وموحدة تتناسب مع شبكة أيديولوجية موجودة مسبقًا. علاوة على ذلك، فإن أهمية هذه الكتلة الموحدة هي التي تقوي الحركة، وبالتالي فإن “نحن” وحدة الجماعة، يتم طرحها من خلال العديد من الطقوس والرموز التي تسعى لتمييز عضوية أعضاء المجموعة (بطاقات العضوية، والاجتماعات العامة، والاحتفال السنوي، والزي الرسمي، ويتطلب هذا النموذج التزاما متفرغا من النشطاء بالإضافة إلى تكريس كامل للجماعة والقضية.
بناء الهوية الجماعية للحركة
على العكس من ذلك، وفقا لـــ”إيون”، فإن المشاركة البعيدة أو المحررة أكثر تخصيصا ومحدودة، الخط الفاصل بين الحياة الخاصة والحياة النشطة أكثر وضوحا والنشطاء أحرار في اختيار درجة التزامهم، وبالمثل فإن هذا التمييز بين الحياة الخاصة وحياة النشطاء يعني أن النشطاء أحرار في الانضمام إلى المنظمات التي تكون أحيانا مختلفة تماما، والتي لا تنتمي دائما إلى نفس الشبكة، و بشكل عام ، يتم إعطاء مكانة مهمة لفرد الأعضاء، على حساب و”نحن” وبناء الهوية الجماعية وتستمد الحركة جزءا من مواردها من المهارات الخاصة لكل عضو من أعضائها: كفاءة العضو في التواصل مع وسائل الإعلام، لإنشاء موقع على شبكة الإنترنت، لإدارة الحسابات أو حتى دفتر العناوين، لذلك لم تعد قوة الكتلة الموحدة والمجهولة هي التي تمنح الجماعة قوتها، بل بالأحرى درجة كفاءة أعضائها، الذين لديهم أحيانا سمات مختلفة جدا، إذن باختصار: “النموذج البعيد، من جانبه يفترض الأفراد غير المقيدين بانتماءاتهم، ويقدرون الموارد الشخصية، ويحشدون أنفسهم أحيانا لتحقيق الأهداف ومحدودة لفترة محددة، لصالح العمل المباشر والفعالية الفورية، حتى لو كانت محدودة.
مع ذلك يجب ألا ننسى أنه بدلا من نموذجين يتم اتباع أحدهما الآخر بمرور الوقت، يمثل هذان النموذجان من المشاركة نوعين مثاليين يعتبران قطبين لسلسلة متصلة وأن كل شخص منخرط في مجموعة ناشطة. يقع في مكان ما بين هذين القطبين، لذلك، لا يتمثل الهدف هنا في تحديد نموذج المشاركة الأكثر تشابها مع أعضاء حركة الشباب من أجل المناخ، ولكن ببساطة تحديد خصائص كلا النموذجين ذات الصلة. ينطبق هذا على مشاركة الشباب في الحركة، بالإضافة إلى ذلك دون محاولة إنشاء ملف تعريف كامل لناشط الشباب من أجل المناخ، سنهتم بمسألة من يمكن أن يكون عضوا في الحركة وكيف يتم تجنيد الأعضاء، مما سيسمح لنا بفهم كيفية تصور المجموعة.
> بقلم: محمد بنعبو*
•خبير في المناخ والتنمية المستدامة
رئيس المكتب الوطني لجمعية مغرب أصدقاء البيئة