شهد مركز الكركارات الحدودي، التابع لجماعة بير كندوز، تطورا اجتماعيا واقتصاديا هاما خلال السنوات الأخيرة، بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي على الحدود المغربية الموريتانية.
وبالإضافة إلى مصالح الدولة، أنشأت العديد من المقاولات فروعا لها في هذا المركز لتقديم الخدمات للساكنة وللمسافرين.
وتعبر حوالي 200 شاحنة هذا المحور الطرقي يوميا في طريقها إلى موريتانيا وباقي دول غرب إفريقيا.
وكانت حركة مرور البضائع والأشخاص بمعبر الكركارات الحدودي قد استؤنفت، يوم السبت المنصرم، بعد التدخل الحازم للقوات المسلحة الملكية ضد مليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة بعدما اقتحمتها هذه الأخيرة يوم 21 أكتوبر المنصرم، وعرقلت حركة المرور بين المغرب وموريتانيا.
فالمغرب مثله مثل أية دولة ذات سيادة دافع عن وحدته الترابية من خلال وضع حد لاستفزازات مليشيات “البوليساريو” التي
التي دخلت منطقة الكركرات منذ 21 أكتوبر الماضي، وقامت باستفزازات وتهديدات مخالفة للقانون الوطني والدولي. وضع هدد السكان المحليين وحاولت من خلاله “البوليساريو” منع حرية تنقل الأشخاص والبضائع والسلع في منطقة الكركرات، التي تربط المغرب بموريتانيا.
لقد كان المغرب حازما مؤكدا من جهة،أنه لا يجب الالتفات أو إيلاء أي اهتمام لرجال عصابات أو مقاتلين وهميين، يحاولون مهاجمة والإضرار بالبلدان على مختلف المستويات في الداخل والخارج على حد سواء، معلنا من جهة أخرى تشبثه بكل شبر من أراضيه وعزمه المضي على درب التنمية.
مسجد كبير
بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، أعلنت الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن الشروع في تشيد مسجد كبير في مركز الكركرات الحدودي بكلفة تقدر بنحو 8.8 ملايين درهم.
وكشف عامل إقليم أوسرد، عبد الرحمان الجوهري، أن أشغال تشييد هذا المسجد، الذي سيفتح أبوابه أمام المؤمنين في غضون 12 شهرا، قد انطلقت أول أمس الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ65 لاستقلال المملكة.
هذا المشروع الذي سيشيد على مساحة 3767 مترا مربعا، سيضم قاعة للصلاة خاصة بالرجال، وأخرى خاصة بالنساء، وقاعات للوضوء ومئذنة وسكنا للإمام.
من جانبه، أوضح مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بجهة الداخلة وادي الذهب، عبد القادر عليوي، أن بناء هذا المسجد يأتي استجابة للحرص على تمكين المؤمنين من أداء واجباتهم الدينية في ظروف جيدة، ومواكبة دينامية التنمية الحضرية التي يعرفها مركز الكركارات الحدودي وجماعة بير كندوز.
وأضاف عليوي في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “ومع”، أنه سيتم تشييد هذا الصرح الديني في احترام لمعايير المعمار الإسلامي وفقا لتعليمات الملك محمد السادس، أمير المؤمنين.
طريق معبدة
شرعت المصالح المختصة بمنطقة الكركارات، في أشغال تعبيد الطريق الرابط بين المعبر الحدودي الكركارات، ومعبر النقطة 55 الموريتاني.
وتأتي أشغال تعبيد الطريق بهذا المعبر الحيوي الذي يربط المغرب بموريتانيا وباقي الدول الإفريقية، التي من شأنها أن تساهم في انسيابية الحركة التجارية والمدنية من وإلى معبر الكركارات، بعد أيام من التدخل الذي نفذته القوات المسلحة الملكية بهذه المنطقة، والذي تم خلاله فتح وتأمين الطريق، بعد أن تم إغلاقها من طرف موالين لجبهة البوليساريو لثلاثة أسابيع.
وكانت الحركة التجارية والمدنية عبر المعبر الحدودي الكركارات، قد تم استئنافها، وذلك بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، في بلاغ لها الجمعة الماضي، أن المعبر أصبح آمنا تماما بين المغرب وموريتانيا.
مشيرة في ذات السياق إلى أن تأمين هذا الممر، تم بعد إقامة حزام أمني من قبل القوات المسلحة الملكية، بناء على تعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
هذا ويشار إلى أن هذا المحور الطرقي تعبر من خلاله حوالي 200 شاحنة يوميا في طريقها إلى موريتانيا وباقي دول غرب إفريقيا.
جدار رملي
كشف رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن المغرب انتهى من بناء جدار رملي بمعبر الكركرات، يمتد إلى حدود موريتانيا.
وأوضح العثماني، في مقابلة مع وكالة “رويترز” أن “الهدف من الجدار الذي يصل إلى الحدود الموريتانية هو التأمين النهائي لحركة مرور المدنيين والتجارة في طريق الكركرات الواصل بين المغرب وموريتانيا”.
وأكد العثماني أن المغرب ملتزم بوقف إطلاق النار وقال إنه لم يكن هناك سوى “مناوشات” واشتباكات متفرقة في الأيام الماضية.
وأضاف أن الجيش المغربي تلقى أوامر بالرد على الهجمات، موضحا “إلى حدود الساعة ليس هناك (بشكل عام) شيء يستدعي القلق على طول الجدار العازل وفي الصحراء المغربية”.
وكانت القوات المسلحة الملكية أمنت معبر الكركرات، يوم الجمعة الماضية، بعدما عرقلت ميليشيات البوليساريو حركة السير به. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الثلاثاء إن بعثة الأمم المتحدة “تواصل تلقي تقارير عن إطلاق أعيرة نارية خلال الليل في مواقع مختلفة على طول الجدار الرملي”.
عاشت الجارة الجنوبية للمغرب خصاصا كبيرا في المواد الغذائية أدى إلى تضاعف أُثمنتها عدة مرات، على خلفية إغلاق معبر الكركرات من طرف عناصر تابعة لجبة البوليساريو الانفصالية لمدة تقارب شهرا.
وتنفس الموريتانيون الصعداء أخيرا بفضل تمكن المغرب من فتح معبر الكركرات الذي تعبر من خلاله حوالي 200 شاحنة يوميا في طريقها إلى موريتانيا وباقي دول غرب إفريقيا.
وقال الناشط السياسي والقيادي سابقا في جبهة البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يقيم حاليا بموريتانيا، إن “سعر الطماطم انخفض منذ الإثنين بمعدل ستة أضعاف عما كان عليه في الأسبوعين الأخيرين”.
وعلق على هذا الانخفاض الكبير في سعر الطماطم “وهي أضعف مكاسب المنطقة من عودة الحركة التجارية بين المغرب وموريتانيا”.
من جهتها، أكدت صحيفة “القدس العربي” الثلاثاء الماضي، أن سوق الخضر المركزي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط والذي يمسى بـ”سوق المغرب”، عرف انتعاشا بعد ركود دام أسابيع، مع انتظام وصول الخضار المغربي الطازج عبر شاحنات التبريد المغربية العملاقة.
وأضافت أن أسعار الخضر عرفت تراجعا، حيث بلغ سعر كيلوغرام الطماطم حوالي 120 أوقية أي ما يعادل 0.34 دولار بدلا من 250 أوقية (0.71 دولار)، وانخفض سعر كيلو الجزر من 180 أوقية (0.51 دولار) إلى 0.34 دولار.
ونقلت الصحيفة التي يوجد مقرها في لندن عن أحد التجار في السوق المذكور قوله “ما يهمنا هو ألا يسد معبر الكركرات وأن تصل إلينا التموينات وأن نتمكن من التصدير”، واعتبرت أن كلام التاجر المدعو محمد سالم لود محمد “لخص نظرة الموريتانيين للأزمة الدائرة حاليا بين المغرب والبوليساريو على حدود موريتانيا مع الصحراء الغربية”.
تأييد وتضامن أفريقيين
منذ إعلان المغرب عن المبادرة السلمية من أجل ضمان انسياب حركة تنقل الأشخاص والبضائع بالمعبر الحدودي الكركرات، توالت ردود الفعل الافريقية المتضامنة والمؤيدة لشرعية هذه الخطوة في انسجام تام مع الشرعية الدولية.
وأعربت منظمات وبلدان إفريقية في بلاغات صحفية عن قلقها ورفضها للأعمال العدائية لمليشيات “البوليساريو”. بالنسبة إليهم ، تشكل هذه الأعمال “البغيضة” تهديدا للأمن والسلام في المنطقة وتدل على الطابع “العنيف” للانفصاليين في جبهة “البوليساريو”. وأجمع تجمع دول الساحل والصحراء ،ودول غرب وشرق ووسط وجنوب إفريقيا على حق المغرب المشروع في العمل على استعادة تدفق الأشخاص والبضائع في الصحراء المغربية.
وفي هذا الإطار، أكدت الحكومة الصومالية وقوفها إلى جانب المغرب في كافة الإجراءات التي يتخذها لحماية أمنه وسيادته على أراضيه من خلال تدخل المملكة لاعادة الحركة المدنية والتجارية الحرة عبر معبر الكركرات الحدودي.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الصومالية على موقع “تويتر” ، إن “حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية تعرب عن وقوفها إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في كافة الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها وسيادتها على أراضيها عند معبر الكركرات على الحدود بين المغرب وموريتانيا”.
من جهتها، أشادت حكومة جمهورية زامبيا بـ “العملية السلمية والحاسمة” التي اتخذتها المملكة المغربية لتأمين تدفق البضائع والأشخاص في المنطقة العازلة للكركرات.
وفي بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية لزامبيا، أعلنت حكومة زامبيا دعمها، بشكل كامل، انسيابية الحركة التجارية والمدنية في هذا المعبر المهم،مجددة “اعترافها بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وفي ذات السياق، أعربت غينيا الاستوائية عن دعمها وتضامنها مع المغرب في إطار مبادرته العادلة والمشروعة الهادفة إلى استعادة النظام وضمان حرية حركة تنقل البضائع والأشخاص في منطقة الكركرات.
وأكدت حكومة غينيا الاستوائية في بلاغ، أنها تابعت العملية السلمية التي قادتها القوات المسلحة الملكية المغربية لاستعادة النظام وضمان حرية حركة تنقل البضائع والأشخاص ، مشيرة إلى أن المبادرة المغربية عادلة وشرعية في انسجام تام مع الشرعية الدولية.
من جهتها، عبرت غينيا بيساو عن تشجيعها لخطوات المغرب من اجل تعزيز الاستقرار والسلم في منطقة الكركرات وتفادي المواجهة.
وقالت في بلاغ لوزارة خارجيتها، إنها “تتابع ببالغ القلق والانشغال تطور الوضع الامني بمنطقة الكركرات”، وتشجع “خطوات المغرب من اجل ضمان الاستقرار السلمي بالمنطقة وتفادي المواجهة، داعية إلى العودة في أقرب وقت ممكن لطريق المفاوضات لتسوية هذا النزاع.
واقتناعا منها بعدالة العملية المغربية، أعربت غينيا بيساو أيضا عن تشجيعها لتحرك المغرب من أجل الاستقرار السلمي في الكركرات من أجل تفادي المواجهة.
بدوره أعرب تجمع دول الساحل والصحراء عن دعمه للإجراءات التي اتخذها المغرب لتأمين حركة المرور الطبيعي في منطقة الكركرات.
وأكد تجمع الساحل والصحراء، في بلاغ ،دعمه للسلطات المغربية في كافة الإجراءات التي ستتخذها ضمن السيادة الكاملة ووفقا للشرعية الدولية لاستعادة الأمن والحفاظ عليه بشكل مناسب وكذا حرية تنقل الأشخاص والممتلكات، “في إطار دينامية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية”.
وفي ذات السياق ، أشادت غامبيا بالعمل “السلمي” و”الحاسم “الذي قام به المغرب لضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع عبر المعبر الحدودي للكركرات.
وجددت غامبيا في بلاغ صادر عن وزارة خارجيتها، “اعترافها بالوحدة الترابية للمملكة المغربية”، معربة عن “قلقها” إزاء تطورات الوضع في المنطقة العازلة للكركرات، ومشيدة ب”الجهود السلمية التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل دائم تحت اشراف الأمم المتحدة، كما هو منصوص عليه بشكل صريح في قرارات مجلس الأمن”.
بدورها، جددت مملكة إيسواتيني التأكيد على تضامنها مع المملكة المغربية في الحفاظ على سيادتها ووحدتها الترابية.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لإيسواتيني، أن “مملكة إيسواتيني تعترف، بشكل كامل، بسيادة المغرب على جميع أراضيه، وبحق حكومته في استعادة وضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع في المنطقة العازلة للكركرات” في الصحراء المغربية”.
من جهته عبر رئيس الجمعية الوطنية لساو تومي وبرانسيب، ديلفيم سانتياغو داس نيفيس، عن تضامنه مع المملكة المغربية، وتنديده بالأعمال الاستفزازية التي تقوم بها ميليشيات “البوليساريو” بمعبر الكركرات.
وقال ديلفيم سانتياغو داس نيفيس في بلاغ “علمنا بأسف كبير وببالغ القلق، تحرك ميليشيات البوليساريو منذ 21 أكتوبر الماضي في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، ما تسبب في عرقلة مرور الأشخاص والبضائع عبر هذا المعبر”.
وعبرت جمهورية جيبوتي، عن تضامنها وتأييدها التام للإجراءات التي اتخذها المغرب لضمان انسياب حركة السلع والبضائع والأفراد عبر منطقة الكركرات.
وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجيبوتي في بلاغ، عن استنكارها لأية ممارسات من شأنها أن تهدد حركة المرور في هذا المعبر الحيوي للتجارة بين المملكة المغربية وإفريقيا.
بدورها أعربت الغابون عن دعمها للخطوات التي اتخذها المغرب لحماية المنطقة العازلة الكركرات من أجل ضمان التنقل المنتظم للبضائع والأشخاص.
وعبرت الغابون في بلاغ عن قلقها البالغ إزاء الأعمال غير القانونية التي نفذتها مليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة الكركرات.
من جهته، عبر اتحاد جزر القمر عن دعمه الكامل للمغرب الذي اتخذ قرارا بالتدخل لإعادة حركة تنقل البضائع والأشخاص عبر المنطقة العازلة الكركرات.
وأعرب اتحاد جزر القمر في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالجالية، عن دعمه الكامل للمملكة في معركتها المشروعة ، منوها بالتدخل البطولي للقوات المسلحة الملكية.
بدورها، عبرت جمهورية إفريقيا الوسطى عن دعمها للخطوات التي اتخذها المغرب في منطقة الكركرات.
وفي بلاغ لوزارة خارجية إفريقيا الوسطى، أعربت عن إشادتها برد الفعل السلمي للمملكة المغربية الهادف الى ضمان حرية تنقل الاشخاص والبضائع في منطقة الكركرات، معبرة، باسم حكومة افريقيا الوسطى، عن دعمها للمغرب، المتشبث باتفاق وقف اطلاق النار ولموقفه الثابت في ايجاد تسوية سياسية بما يضمن أمن واستقرار المنطقة.
دفاع شرعي
تجدد تبادل إطلاق النار بين المغرب وجبهة بوليساريو ليلة الإثنين-الثلاثاء، وفق الأمم المتحدة التي لم تعلن سقوط أي قتلى.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة سيتفان دوجاريك إن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية التي تتولى حفظ السلام “تتلقى تقارير عن إطلاق نار ليلا في مواقع عدة”.
وتابع “نحض الفرقاء على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لسحب فتيل التوتر”.
وقال دوجاريك إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أجرى محادثة مع العاهل المغربي محمد السادس ومع بقية الفرقاء.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس جدد ليلة الإثنين التأكيد على “تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار”، لكنه أضاف “وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها”، بحسب ما أفاد بيان للديوان الملكي.
والثلاثاء رحبت فرنسا بـ”تشبث” الرباط باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنها “أخذت علما” بالإجراءات التي اتخذتها المملكة في معبر الكركرات.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا ترحب بتشبث المغرب بوقف إطلاق النار. ينبغي الحفاظ على هذا الأمر تماما كما ينبغي إعادة إطلاق العملية السياسية في إطار الأمم المتحدة”.
وكانت البوليساريو أعلنت الجمعة “حالة الحرب” ردا على عملية عسكرية شنها المغرب لإعادة فتح معبر الكركرات الحدودي في المنطقة العازلة باتجاه موريتانيا، وذلك بعد “عرقلة” المرور منه من طرف أعضاء في بوليساريو لثلاثة أسابيع، بحسب الرباط.
وأضافت الخارجية الفرنسية في بيانها أن “فرنسا أعربت علنا عن قلقها بشأن إغلاق هذا المعبر وتذ ر بأهمية حرية حركة البضائع والأشخاص في المنطقة. وقد أخذت علما بالإجراءات التي اتخذها المغرب” في هذا الإطار.
عمل مشروع
اعتبرت المحكمة الدولية للوساطة والتحكيم ما قام به المغرب في الكركرات عمل مشروع ويجد سنده في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبرت المحكمة الأعمال التي قامت بها جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات، من منع لمرور البضائع والشاحنات عبر الكركرات في اتجاه موريتانيا ودول إفريقية، شكلا من أشكالا عرقلة حرية التجارة الدولية، وتستوجب المسؤولية الدولية، باعتبار أن مبدأ حرية التجارة الدولية مبدأ ثابت في القانون الدولي.
كما اعتبرت المحكمة الدولية، في بلاغ صادر عنها، إثر انعقاد مجلسها الإداري لتقييم التطورات الحاصلة بالمنطقة، أن “تدمير جبهة البوليساريو الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا وتسليح مجموعات للقيام بأعمال تخريبية في منطقة منزوعة السلاح، أعمال عدوانية تستوجب تدخل مجلس الأمن، وتعطي الحق للمغرب في الدفاع عن نفسه، بل وفي إثارة المسؤولية الدولية لجبهة البوليساريو والدول الداعمة لها.
المحكمة، اعتبرت كذلك، أن رد فعل المغرب لوضع حد للأعمال العدوانية لجبهة البوليساريو في منطقة الكركرات، عمل مشروع، ويجد سنده في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على أنه ليس فى ميثاق الأمم المتحدة ما ينقص حق الدول، فى الدفاع عن نفسها، إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولى.
وبحسب بلاغ المحكمة، فإن رد المغرب جاء كذلك بعد استنفاذ الطرق الدبلوماسية وبعد إبلاغ الملك الأمين العام للأمم المتحدة، بعدوان جبهة البوليساريو، وتأكيد الملك على احتفاظ المملكة بحقها في الرد عليه في الوقت وبالطريقة التي تراها ضرورية للحفاظ على وضع المنطقة وإعادة إرساء حرية التنقل والحفاظ على كرامة المغاربة .
وهذه الاجراءات التي قام بها المغرب تؤكد بحسب المحكمة، تقيده بالتدابير التي أوصت بها المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والمتعلقة بإشعار مجلس الأمن بكل التدابير التي تنوي الدول اتخاذها لرد أي عدوان عليها.
واعتبرت المحكمة رد المغرب الدقيق، ممارسة لحق من حقوق الدول في الدفاع في إطار الشرعية الدولية، وأكدت دعمها للحق في الدول في ضمان حركية التجارة الدولية وحرية تنقل الأفراد والبضائع.
المحكمة ختمت بلاغها بدعوة جبهة البوليساريو والأطراف الداعمة لها، بالتقيد بالشرعية الدولية، وبالابتعاد عن كل ما من شأنه إشعال فتيل التوتر في المنطقة، مؤكدة بأن ما قام به المغرب لا يمكن اعتباره بتاتا وقفا من جانبه، لاتفاق إطلاق النار، الذي كان برعاية من الأمم المتحدة.
****
3 أسئلة للناشط الموريتاني أحمدُ النحوي *
< ما هو موقفكم في المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة من أحداث أزمة الكركارات ؟
> أحطنا في المكتب التنفيذي للمنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون علما، بالتطورات الأخيرة على مستوى معبر الكركارات الحدودي الدولي الرابط بين المملكة المغربية والجمهورية الاسلامية الموريتانية، فبعد توقيف حركة السير بالمعبر منذ 21 أكتوبر الماضي، شكلت هذه الخطوة عرقلة واضحة للمصالح الاقتصادية في المنطقة مما أضر بالمصالح الاقتصادية لشعوب المنطقة نظرا لأهمية المعبر الاستراتيجية.
وأمام التمادي في حالة الإغلاق هذه، قامت المملكة المغربية هذا اليوم بالتحرك، وفي احترام والتزام تامين بالسلطات المخولة لها والمسؤولية الملقاة على عاتقها وبالتزام أكبر قدر من ضبط النفس، وتحت مراقبة بعثة المينورسو، بإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري في المعبر الحدودي.
و بالموازاة مع ذلك، جددت اليوم الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي سعت منذ اللحظة الأولى إلى بذل كل مساعيها الحميدة من أجل وقف التصعيد في هذا المعبر، بالتنسيق مع مختلف الأطراف، دعوتها لجميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس وتغليب منطق الحكمة، لتهيب بكل الفاعلين للسعي إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار وإلى حل توافقي عاجل للأزمة وفقا لآليات الأمم المتحدة، يحفظ مصالح الأطراف ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر.
< في رأيكم، أي أهمية اقتصادية لهذا المعبر على المغرب وموريتانيا؟
> لهذا المعبر فوائد اقتصادية كبيرة تتجاوز الحدود الإقليمية للمغرب وموريتانيا فيستفيد منه اقتصاديا عدة دول أفريقية، فهو نافذة اقتصادية مهمة للمملكة المغربية علي أفريقيا من خلال موريتانيا كما أنه يشكل جسرا اقتصاديا للصادرات الموريتانية إلي أوروبا مرورا بالمغرب.
وتجري معظم المبادلات التجارية بين موريتانيا والمغرب من خلال هذا المعبر الحدودي الدولي وتقددر هذه المبادلات بمليارات الدولارات.
< ما هو رأيكم في العلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب؟
> العلاقات مميزة وفي تطور مستمر وهي علاقات استثنائية بفضل إرادة قائدي البلدين
صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ونحن في المنتدي المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون كهيئة مجتمع مدني ساهمنا في تعزيز هذه العلاقات ودعم الجهود الدبلوماسية الرسمية وذلك من خلال دبلوماسية موازية تركز علي الجوانب الثقافية والأكاديمية والعلمية.
*رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون
> إعداد: عبد الصمد ادنيدن