انتزع المنتخب الوطني المغربي، بجدارة واستحقاق، بطاقة التأهل الثانية إلى الدور النهائي لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين “الشان 2021″، عقب تحقيقه فوزا عريضا على الكاميرون، برباعية نظيفة، في المباراة التي جمعت بينهما، أول أمس الأربعاء، على أرضية ملعب ليمبي بياوندي، برسم نصف نهائي ذات المسابقة.
وخلال هذه المواجهة الحاسمة، أكد المنتخب المغربي نسقه التصاعدي وبلوغه مستوى متميز جدا من حيث النضج التكتيكي والفعالية الدفاعية والنجاعة الهجومية، التي عكستها نسبة التهديف المرتفعة خاصة خلال المباريات الثلاث الأخيرة.
ومنذ بداية اللقاء، كشر أسود الأطلس على أنيابهم واستطاعوا برباطة جأش ثابتة، أن يخضعوا منتخب الأسود غير المروضة، في ميدانه وأمام جماهيره، لسيطرتهم الميدانية المطلقة، ويلحقوا به خسارة تاريخية ترجمتها الرباعية النظيفة التي وقعها رجال الإطار التقني الوطني حسين عموتة الذي أدار لاعبيه باحترافية عالية.
واستهل المنتخب المغربي الدقائق الأولى من اللقاء بتوخي الحيطة والحذر، وعدم الاندفاع، مع ممارسة ضغط عالي على المنتخب الكاميروني واعتماد التفوق العددي على حامل الكرة لاستخلاصها، والقيام بهجومات مركزة كادت أن تثمر هدفا في الدقيقة 18 من عمر الجولة الأولى، حين أهدر المهاجم الأوسط أيوب الكعبي فرصة سانحة للتسجيل، بعد أن تسلم كرة على طبق من قبل المتميز سفيان رحيمي .
ومن جهة أخرى، استغل المنتخب الوطني المغربي سلاح الضربات الحرة التي كان ينفذها بدقة متناهية الاختصاصي، الظهير الأيمن عمر النمساوي الذي رمى بكرة ساقطة في مربع عمليات الخصم، لم يحسن حارس المرمى هاتشو كيريدو التقاطها ليضعها أمام المدافع سفيان البوفتيني الذي أسكنها بسهولة في الشباك، معلنا بداية مهرجان الأهداف في الدقيقة 29 .
وبعد ذلك بعشر دقائق، بصم اللاعبون المغاربة على جملة تكتيكية من لمسة واحدة من توقيع أيوب الكعبي وعبد الإله الحافيظي، أنهاها سفيان رحيمي داخل الشباك ليعطي بالتالي أفضلية معنوية لأسود الأطلس، منحتهم مزيدا من الثقة لدك شباك الخصم، وانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور النهائي.
وفي الجولة الثانية، رمى المنتخب الكاميروني بثقله في معترك المنتخب الوطني المغربي في محاولة لتدارك تأخره، مما وفر مساحات كبيرة للمناورة استغلتها العناصر الوطنية أحسن استغلال، لتوقع هدفا ثالثا بواسطة هداف البطولة سفيان رحيمي في الدقيقة 73 .
وخلال العشر دقائق الأخيرة من اللقاء، بدا أن الأسود غير المروضة قد استسلمت لقوة اسود الأطلس المنطقية، حيث ظهر تفكك كبير في خط دفاعها استغله رفاق أيوب الكعبي لتوقيع الهدف الرابع عن طريق متوسط الميدان المتألق، محمد علي بامعمر في الدقيقة 83، لينهي الأسود المباراة بفوز مستحق عرضا ونتيجة.
ويعد هذا التأهل نحو الدور النهائي، الثاني على التوالي للمنتخب الوطني للاعبين المحليين حامل لقب النسخة السابقة التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء سنة 2018، ليضرب موعدا من نظيره المالي في المباراة النهائية التي ستجرى، يوم الأحد المقبل، على أرضية ملعب أحمدو أحجو .
إلى ذلك، أكد الحسين عموتة، مدرب المنتخب المغربي للمحليين، أن المباراة كانت صعبة كما كان متوقعا، موضحا أن المنتخب الوطني المغربي وجد صعوبات كثيرة في الدقائق العشر الأولى حيث اصطدم بالجدار الدفاعي للفريق الخصم ، إلى حدود تسجيل الهدف الأول الذي جاء في توقيت مناسب منح العناصر الوطنية كثيرا من المساحات للمناورة .
وأضاف عموتة في تصريحات صحفية، أنه تم الاشتغال على العناصر المهمة في الفريق الخصم من خلال تطوير الأداء الجماعي، وتضييق الخناق على اخطر المهاجمين لدى الفريق الكاميروني، وهو الشيء الذي توفقت فيه النخبة الوطنية.
وأبرز ذات المتحدث، أن العناصر الوطنية نجحت في غلق المساحات أمام الفريق المنافس، وبالتالي تعذر على المنتخب الكاميروني خلق فرص التسجيل.
وفي معرض حديثه عن مباراة النهاية ضد منتخب مالي، أوضح عموتة، أنه بطبيعة الحال سيدافع المنتخب الوطني عن اللقب وتساور المجموعة الوطنية رغبة جامحة لدخول التاريخ، كما أن المجموعة الحالية، تغيرت مقارنة بالمجموعة التي فازت باللقب في المغرب، مضيفا أن المنتخب المغربي يستفيد في كل مباراة ويتعلم الكثير من المنافسين.
< إنجاز: عادل غرباوي