إذا كان لسحر الألوان قوة جاذبة تدعونا للتأمل والغوص عبر جغرافيتها واستراتيجياتها البصرية وإيقاعاتها ورمزيتها المتفاعلة، التي تتسلل إلى مسالك الروح ودواخل الذات البشرية على اختلاف تفاعلاتها، فللقصيدة سحر خاص يعج بالمفردات والكلمات التي تنبثق منها الصورة الشعرية بكل دلالاتها ورمزيتها التي تشعرنا بذواتنا وبالآخرين أيضا، وبالتالي فهي ثنائية وثيقة الصلة فيما بينها، فألوان اللوحة قصيدة مرئية، وأبيات وبحور القصيدة لوحة شعرية. وتعتبر سلسلتنا هذه “قصيدة من وحي لوحة ” جسر تواصل وتلاقح بين الفن التشكيلي والقصيدة الشعرية من خلال باقة فريدة من اللوحات على اختلاف مستوياتها ومدارسها الفنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين المغاربة، ومجموعة قصائد شعرية لنخبة من الشاعرات و الشعراء الذين اجتهدوا لتأكيد هذه الثنائية التي تجمع بين فن الرسم وفن الشعر من خلال قصائد نظمت من وحي هذه اللوحات.

الحلقة -1

الشاعرة فاتحة الفتنان والفنان التشكيلي عبد الله الدياجي

الحلقة -1
الشاعرة فاتحة الفتنان والفنان التشكيلي عبد الله الدياجي

الفنان التشكيلي عبد الله الديباجي من مواليد مدينة آزمور سنة 1952 بدأ مسار الفني بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان سنة 1979 ليواصل دراسته بأكاديمية الفنون الجميلة بلييج ببلجيكا لحدود سنة 1983، ليمتهن مهنة تدريس مادة التربية التشكيلية، ثم مفتشاً تربوياً للمادة نفسها، عرض مجموعة من المعارض فردية و جماعية داخل المغرب و خارجه بكل من فرنسا و ألمانيا و إيطاليا و الولايات المتحدة الأمريكية و الجزائر. يعتمد في اشتغاله على الفن التجريدي المجرد من أي مرئيات أو تشخيص أو مشابهة في الأشكال الواقعية أو الطبيعية.

” السمفونية المحمومة”
حافية القدمين
تمشي على همس الخطى
تراقص الظلال
والخصر يداعب حزام الهوى
غجرية بحلم يشتكي الأنا
وحيدة في دروب الحياة تتحدى
أرقصي….
واصعدي جزر الأحلام
على سمفونية محمومة
تشعل ضوء القلب
بكامل الجنون تثير أوتار الحب
يا شدو الشعر
على جسد الروح
وعطش الصحراء
أارقصي
حتى يتهيج الوقت
يخضر المكان
نحن سرعة الرياح
كي تثير القوافي
يكبح الغضب
يتحرر الخجل
الرقص ثورة الروح
خيال المفردات
انتعاش البوح
دعك من رداء الدم
وطريق المجهول
فكل الأماكن مفتوحة
يتراءى جمالها على ضوء القمر.

< إعداد: محمد الصفى