كانت أمسية مغربية بامتياز، رفع فيها العلم الوطني على أكتاف بطل من طينة الكبار، بعد فوز تاريخي بذهبية مسابقة 3000 متر موانع، رغم المنافسة القوية والشرسة من طرف كوكبة من العدائين الكينيين والاثيوبيين اللاهثين وراء الإنجاز الأولمبي.
تمكن البقالي بفضل إصراره وطموحه وتحديه الشخصي، من تحقيق ما يعتبره المختصون على الصعيد الدولي بمثابة معجزة حقيقية، فلأول مرة منذ سنة 1980، لم سبق لأي عداء آخر لا ينتمي لكينيا أن توج كبطل لهذه المسافة سواء بالدورات الأولمبية أو بطولات العالم، وحتى بالملتقيات الدولية.
إلا أن جاء من قادم من الأحياء الشعبية للعاصمة العلمية فاس، ليزاحمهم بمنصات التتويج، ثم يهزمهم شر هزيمة، بأكبر محفل دولي، ألا وهو الموعد الأولمبي الهام.
فمن سباقات المدارس انطلق، وكان ذلك سنة 2010 ، ومن 3600 تلميذ وتلميذة، يدرسون بمنطقة حي المرجة الشعبي، ضواحي فاس، كان هناك من العيون التقنية، من اكتشف الموهبة المبكرة لسفيان البقالي، حيث وجهت له دعوة الانتماء من طرف منقبي نادي فاس لألعاب القوى، الذي رعاه وهيأ له ظروف البداية، بكل ما تحمله من معاناة وخصاص، تبدو في هذه المرحلة طبيعية وعادية جدا.
وبعدما قدم كل مؤشرات النجاح، وأبان عن إمكانيات فردية قوية، تحت إشراف المدرب كريم التلمساني، انضم البقالي سنة 2013 لأكاديمية محمد السادس لألعاب القوى.
وبالفعل استطاع بطلنا تطوير أرقامه بشكل لافت، ليواصل مساره، إلى أن ظهر على الساحة الدولية كعداء قادر على منافسة الكبار .
خلال الألعاب الاولمبية لسنة 2016، وهى أول دورة أولمبية له، لم يتمكن من الصعود لمنصة التتويج، اكتفى بالمرتبة الرابعة.
سنة بعد ذلك، أي بدورة لندن من بطولة العالم، فاز البقالي بفضية، كانت بمثابة مؤشر جد إيجابي، جعل بطلنا محط أنظار المختصين بمجال العاب القوى، حيث سلطت عليه الكثير من الأضواء والشهرة.
خاصة وأن هذه الميدالية، انتزعها من فم السبع، أي من وسط الكتيبة الكينية، كما سبق أن فعل مواطنه من قبل، العداء على الزين الذي صارع من أجل الظفر بإحدى الميداليات، وتوفق في ذلك خلال دورة سيدني الأولمبية، وبطولة العام بايدمنتون الكندية سنة 2001، حيث كسب النحاس في المناسبتين معا.
سنة 2017، واصل حضوره اللافت، حيث حسن من إمكانياته الفردية، احتل ثانيا في سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم لألعاب القوى 2017 بلندن، كما توج بالميدالية الفضية في الدوري الماسي في نفس السنة.
خلال بطولة العالم بالدوحة سنة 2017، تألق البقالي مرة أخرى، واجبر الكوكبة الكينية على اقتسام الكعكة، رغم انه لم يفز إلا بنحاسية، جعلته رغم ذلك ضمن مصاف العدائين أصحاب المسار المتوازن والمتطور.
دراسة منجزة من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، تابعت مسار تطور بطلنا المغربي في رصد مختص ودقيق لكل المراحل إلى أن وصل لطوكيو ، كواحد من نجوم هذه الدورة الأولمبية.
سنة 2016 لم يتمكن البقالي من الصعود لمنصة التتويج، واكتفى بالمرتبة الرابعة، إلى أنه لم يفشل، ولم يخبط، بل بالعكس شكل هذا “الإخفاق” بمثابة حافز على الاجتهاد والتطور .
سنة 2017 تقول دراسة اللجنة الأولمبية، عاد البقالي للعمل بقوة وصلابة، إذ احتل المركز الثاني في ملتقى روما خلف الكيني كونسيسلوس كيبروتو، الفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو ديجانييرو، محققا أفضل توقيت شخصي له آنذاك وكان (8:05:17)، وكان ذلك خلال شهر يونيو، وفي الشهر الموالي (في 16 يوليوز 2017)، فاز في ملتقى الرباط ضمن الدوري الماسي، متفوقا على الكيني كيبروتو، كما حسن مرة أخرى توقيته الشخصي.
ودائما في نفس الدراسة، تمت الإشارة إلى أن البقالي، لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل تقدمه، مؤكدا ذلك خلال مشاركته بملتقى موناكو في يونيو 2018، حين حسن من توقيته الشخصي، ونزل عن 8 دقائق، محققا 7:58:15، مشيرة إلى أنه بهذا التوقيت “أصبح عاشر أسرع عداء في تاريخ هذه المسافة”.
كل المؤشرات والدراسات العملية، تؤكد أن سفيان البقالي سيواصل التألق في هذه المسافة، كما من الممكن جدا، أن يختص في مسابقة 1500 متر، التي اعتبرت في عهدي سعيد عويطة وهشام الكروج تخصص مغربيا بامتياز.
من الايجابيات التي تساعد على هذا التطور المتلاحق لسفيان، هناك صغر سنه، والحكمة في تدبير مساره باتفاق مع مدربه، وعدم المبالغة في المشاركات الدولية في السنة الواحدة، كما حاصل عند أغلب العدائين الافارقة، حيث استنزاف الطاقة الجهد طمعا في الحصول على المال، بأسرع وقت.
ولعل هذا التدبير في المسار، يذكر بنفس مسار البطل هشام الكروج الذي كان يكتفي بمشاركات سنوية معدودة ومدروسة يعناية فائقة، وهذا ما ساعده على ضمان مدة أطول بمساره الرياضي.
***
البقالي: برقية جلالة الملك شيء لا يوصف وأهدي له الميدالية الذهبية
أهدى البطل الأولمبي المغربي سفيان البقالي، الميدالية الذهبية التي فاز بها أول أمس الاثنين، في سباق 3000 متر موانع، لجلالة الملك محمد السادس.
وقال البقالي في تصريح لقناة “الرياضية”، “إنه برقية التهنئة التي توصل بها من طرف جلالة الملك محمد السادس شيء لا يوصف”، مشيرا إلى أنه سيبقى رهن إشارة المغرب واصفا الميدالية الذهبية بالغالية.
وأضاف المتحدث نفسه، أنه نجح في الفوز بالميدالية الذهبية بعدما غاب المغرب عن منصة الميداليات الذهبية لسنوات طويلة، مبرزا أنه لم يسبق لأي عداء أن فاز بالسباق باستثناء دولة كينيا.
وأكد البقالي، أنه فخور بما حققه في الألعاب الأولمبية بطوكيو اليابانية، في الوقت الذي أهدى فيه الميدالية الذهبية لجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي.
***
تأهل صديقي إلى نصف نهاية سباق 1500م وإقصاء الساعي والبقالي
ضمن العداء المغربي عبد اللطيف صديقي، أمس الثلاثاء، تأهله إلى نصف نهاية سباق 1500م، لمسابقة ألعاب القوى، ضمن دورة الألعاب الأولمبية الـ 32 التي تحتضنها حاليا طوكيو وتستمر إلى غاية 8 غشت الجاري.
وحل صديقي في المركز الخامس للسلسلة الأولى بعد قطعه مسافة السباق في ظرف 3 د و36 ث و23 /100.
وعاد المركز الأول للسباق للبلجيكي إسماعيل الدبجاني (3 د و36 ث و00 /100)، متقدما على الكيني شيريوت ثيموتي (3 د و36 ث و01 /100) والأسترالي هواري أولفير (3 د و36 ث و09/ 100).
وأنهى مواطنه الساعي السباق في المركز الحادي عشر للسلسلة الإقصائية الثانية بتسجيله توقيت 3 د و45 ث و92 /100، وخرج بالتالي من دائرة المنافسة.
وفاز بالسباق الكيني أبيل كيبسانغ بإنهائه المسافة في زمن قدره 3 د و40 ث و68 /100، أمام الأمريكي سونترويتز ماتيو (3 د و41 ث و12 /100) والبريطاني ويثمان جاك (3 د و41 ث و18 /100).
وفي السلسلة الإقصائية الثالثة والأخيرة، لم يتمكن سفيان البقالي من إتمام السباق وانسحب في الأمتار الأخيرة.
واحتل العداء البريطاني الرتبة الأولى هيوارد جاك (3 د و36 ث و14 /100)، متبوعا بالإثيوبي ليمي تيديس (3 د و36 ث و26 /100) والأسترالي ماك سوين ستيوارت (3 د و36 ث و39 /100).
ويذكر أن سفيان البقالي كان أحرز أول أمس الإثنين، الميدالية الذهبية لسباق 3000م موانع بعد قطعه المسافة في زمن قدره 8 د و08 ث و90 / 100،متقدما على الإثيوبي لاميشا غيرما بتوقيت (8 د و10 ث و38 /100) والكيني كيغن بنجمان (8 د و11 ث و45 /100).
وسيجرى سباق نصف نهاية 1500م يوم خامس غشت، على أن يقام السباق النهائي يوم السابع منه.
***
البقالي في سطور..
في ما يلي سجل أبرز إنجازات العداء المغربي سفيان البقالي الفائز، أول أمس الإثنين، بالميدالية الذهبية لسباق 3000م موانع، ضمن دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا في طوكيو.
سفيان البقالي: من مواليد 7 يناير 1996 في مدينة فاس
2014: الرتبة الرابعة في بطولة العالم للناشئين في يوجين بالولايات المتحدة 3000 م موانع
2016: المركز الرابع في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو بالبرازيل 3000 م موانع
2017: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة ستوكهولم) 3000 م موانع
2017: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة الرباط) 3000 م موانع
2017: الرتبة الثانية في بطولة العالم بلندن 3000 م موانع
2017: الرتبة الثانية في الدوري الماسي (محطة بروكسيل) 3000م موانع
2017: الرتبة الثانية في الدوري الماسي (محطة روما) 3000م موانع
2018: الرتبة الثانية (فضية) في الدورة ال21 للبطولة الإفريقية لألعاب القوى بنيجيريا.
2018: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة موناكو) 3000م موانع (أحسن توقيت عالمي في الموسم وأفضل توقيت شخصي في مسيرته 7 د و58 ث و15 /100).
2018: الرتبة الثالثة في الدوري الماسي (محطة الرباط) 3000 م موانع
2018: الرتبة الأولى (ذهبية) في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط (تاراغونا 2018)
2019: المرتبة الثالثة في بطولة العالم (الدوحة 2019) 3000م موانع (أحسن توقيت شخصي خلال الموسم 8د و04 ث و82/ 100).
2019: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة الدوحة) (أحسن توقيت شخصي جديد له هذه السنة)
2019: الرتبة الثالثة (البرونزية) في دورة الألعاب الإفريقية (الرباط) 3000م موانع
2019: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة موناكو)، 3000م موانع
2020: الرتبة الثالثة في الدوري الماسي (محطة الدوحة) 1500م (أحسن توقيت 3 د و33 ث و45 /100).
2021: الرتبة الأولى في الدوري الماسي (محطة روما) 3000م موانع (أسرع توقيت عالمي للموسم 8 د و8 ث و54 / 100) 2021: الرتبة الأولى (ذهبية) في دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020)
< مبعوث بيان اليوم إلى طوكيو: محمد الروحلي