شهدت مدينة الجديدة بالمغرب تنظيم النسخة السادسة لمؤتمر ديجي-كلاود أفريقيا أونلاين، الذي انعقد الأسبوع الماضي وسلطت من خلاله شركة مايكروسوفت الضوء على أهمية تعزيز ثقافة مؤسسية شاملة للتحول الرقمي داخل المنظمات. وقد سعى المنظمون من خلال هذا الحدث إلى الدفع بعجلة التحول الرقمي الذي يستهدف صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في القارة الإفريقية، كما ناقش المشاركون هذا العام نقاط عديدة من بينها الاستراتيجية الرقمية، البيانات الضخمة والكلاود والذكاء الاصطناعي وغيرها من الحلول والأنظمة الأساسية التقنية الأخرى.
تميزت السنوات الأخيرة بتأثير جائحة كوفيد 19 التي ألقت بظلالها على العالم وأعاق نمو الاقتصاد العالمي وتطور الشركات. وفي الوقت الذي لعبت فيه التكنولوجيا الرقمية دورا أساسيا خلال الجائحة، حيث كانت بمثابة شريان الحياة لإبقاء الشركات واقفة على قدميها وخدمة العملاء وتمكين الموظفين من مواصلة العمل. فقد أدى الوباء إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي للشركات والبلدان. فقد تبنت العديد من الشركات تقنيات جديدة بسرعة، بما في ذلك التكنولوجيا السحابية «cloud technology » لاستدامة الأعمال. ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في إعادة التفكير في الإستراتيجية وتحديد كيف يمكن أن تنتج قيمة على المدى الطويل.
الثقافة ضرورية لتحقيق تحول رقمي ناجح
خلال حديثه في هذا المؤتمر، قال المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت أفريقيا، أحمد اليحياوي، إنه بغض النظر عن الجانب التكنولوجي، فإن ثقافة الشركة لا تقل أهمية عن نجاح التحول الرقمي للشركة. “كشركة، جاء وقت كان علينا فيه تقييم أدائنا وأدركنا أن الثقافة هي جانب مهم في تمكين أجندة التحول الرقمي الخاص بنا، ويمكن أن أقول بأنه كان لها تأثير على أدائنا العام”.
يسعدني أن أبلغكم أن ثقافتنا الجديدة لعبت دورًا مهمًا في تغيير المنظمة، وهذا واضح من خلال عملنا الهجين الذي تم إعداده من بين مجالات أخرى نتوسع فيها لتشمل أعمالًا أخرى من خلال عرضنا للمنتجات”، وأضاف السيد اليحياوي قائلا: “يعد الاعتماد الرقمي للتكنولوجيا أمرًا بالغ الأهمية، ولكن يجب أن يكون مدعومًا بثقافة الشركة – أقصد بها الطريقة التي تستخدم بها الشركات أدوات التحول الرقمي للابتكار والتسريع -: باختصار، استخدام تطبيقات بطرق وعقلية إبداعية لريادة الأعمال من أجل ابتكار قدرات رقمية جديدة باستخدام تكنولوجيا متطورة”.
منصة بيانات ذكية واحدة وموجدة
خلال كلمته، عرض اليحياوي الاتجاهات التكنولوجية التي يجب مراعاتها هذا العام لتسريع التحول الرقمي، بما في ذلك البيانات الموحدة. “نحن ننتقل إلى عالم يكون فيه كل تطبيق ذكيًا ويتكيف في الوقت الفعلي. لكن المنظمات تواجه مشاكل عديدة متعلقة بقواعد البيانات والتحليلات والحوكمة. يواجه مهندسو البيانات وعلماء البيانات ومحللو الأعمال تعقيدات تهم تكامل البيانات وتخزين البيانات وعمليات التعلم الآلي وذكاء الأعمال. ويكافح مدراء البيانات والخصوصية للامتثال للوائح عندما لا تكون الحوكمة/الحكامة مترسخة بعمق في المنتجات التي من المفترض أن يشرفوا عليها”، يوضح.
لهذا السبب، وبدلاً من عرض قواعد البيانات والتحليلات والحوكمة كعناصر منفصلة، تدمج شركة مايكروسوفت هذه العناصر كجزء من منصة بيانات ذكية. وأضاف اليحياوي: “يتعلق الأمر بجمع جميع منتجات البيانات الخاصة بنا معًا في نسيج واحد بحيث يمكن للمطورين التركيز على إبداعك، وعلى ما يمكنك القيام به بطرق فريدة، بدلاً من قضاء الوقت في دمج خدمات البيانات والحوكمة”.
الحوسبة المضمنة في كل مكان
فيما يتعلق بالهجرة السحابية “cloud migration”، قال: “التطبيقات الرقمية اليوم هي سحابية أصلية. يبدأ التطوير بالخدمات المصغرة التي تساعد الفرق على إنشاء التطبيقات وتسليمها وتوسيع نطاقها بشكل أسرع من البنى التقليدية. أصبحت الحاويات معيار الصناعة للانتقال من التعليمات البرمجية “code” إلى السحابة الأصلية “cloud nativ” والتوسع من الصفر إلى اللانهاية، اعتمادًا على عبء الأعمال والعمليات. Microsoft Azure Container Apps، خدمة حاوية بدون سيرفر مُدارة بالكامل لبناء ونشر تطبيقات حديثة على نطاق واسع. تسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات حديثة على أساس المعايير المفتوحة”.
يعد انتشار السحابة “cloud” في كل مكان اتجاها مهما آخر يجب ملاحظته. يعلق اليحياوي قائلاً: “إننا نشهد تسارعًا كبيرًا في بناء نسيج حوسبة عالي التوزيع، من السحابة “cloud” إلى الحافة”edge”، حيث ندمج الحوسبة في كل مكان”. مع أكثر من 60 منطقة لمركز البيانات، يعد مايكروسوفت اَزور «Microsoft Azure» الكمبيوتر العالمي، حيث يوفر وصولاً أسرع إلى الخدمات السحابية “cloud services”، مع تلبية متطلبات موقع البيانات الهامة. في المغرب، قام العديد من العملاء بنشر Azure HCI كسحابة مختلطة “hybrid cloud”، ولدى مايكروسوفت أيضا شركاء يوفرون Azure HCI الموجود بوفرة في الأسواق.
“بمعية Azure Arc، نقدم قوة Azure في كل مكان. يمكن للعملاء الآن تشغيل أعباء عمل البيانات الهامة في محيطهم الخاص، مع تلبية متطلبات زمن الوصول والمتطلبات التنظيمية. نحن نعمل أيضًا في شراكة مع صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية بأكملها لإدخال الحوسبة إلى حافة الجيل الخامس”، يصرح اليحياوي.
يعتبر الاعتماد السريع على التكنولوجيا الصحيحة المفتاح لتسريع نمو الأعمال وتطور المقاولات. لذا، فإن مايكروسوفت تركز على عملائها وتوليهم أهمية كبرى، من خلال عقلية تتمحور حول الشريك والمهمة لتمكين الأشخاص وكل مؤسسة على هذا الكوكب من تحقيق المزيد من التطور، يقول اليحياوي، ليخلص إلى أن “إنشاء ثقافة تعاونية هو الأمر الذي يمكّن الشركات من إطلاق العنان لزيادة القيمة من خلال التحويل الرقمي لأساليب عملها وطرق اشتغالها”.