أكد الدولي المغربي ومهاجم نادي هاتاي سبور التركي أيوب الكعبي إلى أن المنتخب الوطني يهدف على الأقل إلى تجاوز دور المجموعات خلال مشاركته المنتظرة بنهائيات كأس العالم المقررة في قطر هذا العام.
وقال الكعبي (29 عاما) في حوار أجراه معه موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا.كوم) أن المجموعة ككل تألقت في مرحلة التصفيات المؤهلة للمونديال وليس وحده فقط، حيث سجل 5 أهداف وصنع 3 آخرين.
وبعدما عبر عن فخره بتمثيل المنتخب المغربي، وتعهد بتقديم أفضل ما لديه في المستقبل، أشاد الكعبي بزميله في المنتخب الحارس ياسين بونو ودوره في النتائج الإيجابية التي حققتها كتيبة “أسود الأطلس”.
واستعرض المهاجم السابق لفرق الوداد والراسينغ البيضاويين ونهضة بركان ونادي هيبي شينا فورتون الصيني، ذكرياته طفولته مع كرة القدم وعلاقة المغاربة باللعبة والأجواء في مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
ويأمل الكعبي في أن يتواجد ضمن قائمة “أسود الأطلس” في المونديال كإنجاز تاريخي على المستوى الشخصي، مستعيدا ذكريات مباراة إياب الدور الفاصل ضد الكونغو الديمقراطية، والتي انتهت بفوز كبير (4-1).
وعن خصوم المغرب في كأس العالم، أقر الكعبي بقوة منتخبي بلجيكا وكرواتيا وتوفر كندا على نجوم شباب، مؤكدا أنهم سيحاول الخروج بأفضل نتيجة أمام هذه المنتخبات رغم أفضلية الأولين على الورق.
كما شدد على أن المنتخب المغربي يؤمن بقدراته في التأهل إلى الدور الثاني، مبرزا أنه يحلم بمواجهة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مشيرا إلى أن هدفه نجمه المفضل البرتغالي كريستيانو رونالدو هو أفضل بالنسبة له.

أيوب، لقد قمت بعمل مذهل في التصفيات، سجلت خمسة أهداف وصنعت ثلاثة، هل يمكنك أن تحدثنا عن مستواك في تلك الفترة؟
< تأهلنا إلى كأس العالم جاء بعد الكثير من العمل الشاق، لقد قامت المجموعة كلها بعمل رائع في التصفيات. أريد أن أشكر الجهاز التقني والمدرب وحيد (خاليلوزيتش)، لقد جعلنا أنفسنا والشعب المغربي سعداء. تأهلنا إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وكنا مجموعة متحدة. الأهداف التي سجلها الفريق أو سجلتها بنفسي جاءت نتاج عمل جماعي. والحمد لله نجحنا في تحقيق الأهم وهو التأهل.

> لقد حققت أرقام جيدة مع المنتخب المغربي، كم تستمتع باللعب مع الفريق الوطني؟
< اللعب من أجل وطنك وبلدك هو في الأساس مصدر فخر، وأنا فخور للغاية لتمثيل بلدي، وأتمنى أن أمثلها بشكل جيد للغاية وأن أساهم بالمزيد مع المنتخب. لا زلت لم أقدم أفضل ما لدي بعد. أتمنى أن أقدم المزيد، وعلينا أن نلعب بشغف وولاء وأن نقدم كل شيء.

> ياسين بونو تلقى فقط ثلاثة أهداف في ثمانية لقاءات بالتصفيات، ما هي القيمة التي يضيفها للمنتخب؟ وما دوره في تلك النتائج التي حققتموها؟
< الجميع يعلم أن ياسين بونو يعد أحد أفضل حراس المرمى في إفريقيا والعالم، ويلعب دورًا في غاية الأهمية بالنسبة لنا. كما أقول نحن نكمل بعضنا البعض، وياسين (بارك الله فيه) لا يحتاج للحديث عنه، فأرقامه تفعل ذلك.

> أنت من مواليد الدار البيضاء، حدثنا عن ذكرياتك وأنت طفل تشاهد كأس العالم ..
< لقد ولدت في حي يخص الطبقة العاملة في درب ميلا ثم انتقلت إلى مديونة، والذي كان حيا يخص الطبقة العاملة أيضًا. اعتدنا أن نعود من المدارس وأن نلقي الحقائب الخاصة بنا لنخرج للشارع، وكل ما كنا نملكه هو مجرد كرة، وهنا بدأت اللعب وحب اللعبة. أتذكر أنني انتقلت من اللعب في الشوارع إلى الاحتراف، وأنا فخور بطفولتي وأتمنى أن أستطيع تقديم المزيد.

> ماذا تعني كرة القدم بالنسبة للمغاربة؟
< بالحديث عن نفسي لقد اعتدت أن أشاهد المباريات بالكثير من الضغط ونبضات القلب المتسارعة. فكرة القدم تعني الكثير للمغاربة وعندما تكون في الملعب يكون عليك أن تقدم أفضل ما لديك، حتى تجعل الشعب المغربي سعيدًا لأنهم يستحقون ذلك، ولنأمل أن نحقق الفوز ببطولة قارية.

> كمواطن من الدار البيضاء، كيف تشعر وأنت ذاهب إلى كأس العالم؟
< لأكون صريحًا هذا أمر هام للغاية بعد 20 عامًا لم نتأهل فيها مرتين على التوالي، لقد تمكنا من التأهل من كوت ديفوار مرة ومرة أخرى حققنا الفوز من ملعب “الرعب” كما يطلق عليه ملعب محمد الخامس. الأمر ممتع للغاية أن تشاهد بلدك يتأهل إلى كأس العالم وأنك ستحضر هذا الحدث. سيكون إنجازا تاريخيا بالنسبة لي.

> أخبرنا عن الأجواء بعد مباراة التأهل ..
< لقد شاهدنا الناس وهم يبعثون برسائل التهنئة والتشجيع بعد أن جعلناهم سعداء بالصعود إلى كأس العالم، لقد أمضينا أسبوعا مذهلًا بتشجيع المغاربة، لكن كما قلت، هم يستحقون الأفضل.
> الآن أخبرنا عن الأجواء داخل ملعب محمد الخامس ..
< بالنظر لأنني لعبت هناك بالفعل فأنا أعرف الأجواء جيدًا، لكن التأهل إلى كأس العالم من ذلك الملعب هو أمر خاص للغاية. لقد شعرنا بالقشعريرة بالأخص عند سماع النشيد الوطني، وعندما شاهدنا الكبار والصغار يشجعون وسعداء ولا يريدون إلا تأهلنا إلى البطولة. كل ذلك دفعنا إلى القتال وإلى أن نقاتل في الملعب حتى نتأهل ببلادنا إلى كأس العالم.

> هل يمكنك أن تخبرنا كيف كانت المباراة؟
< الأجواء كانت رائعة وأي لاعب يحلم باللعب في وجود تلك الجماهير المذهلة. هم لديهم الكثير من الشغف تجاه كرة القدم، واتفقنا نحن كمجموعة أن نحقق التأهل لهؤلاء الذين جاءوا حتى يشاهدونا، ولهؤلاء الذين تابعونا من التلفاز، ومن أجل عائلاتنا لنجعلهم فخورين بتأهل البلاد إلى كأس العالم.

> في تلك المباراة حققتم فوزًا مقنعًا ضد الكونغو 4-1، هل يمكنك أن تخبرنا كيف سيرتم تلك المباراة؟
< كمجموعة علمنا ما الذي ينتظرنا في تلك المواجهة، ودخلناها بتعليمات المدرب وكان علينا أن نسجل في أسرع وقت ممكن، والحمد لله حدث ذلك، والهدف الأول فتح شهيتنا وسجلنا أربعة أهداف ساعدتنا على التأهل.

> هل يمكنك أن تصف لنا شعورك مع صافرة النهاية؟
< لقد كان إحساسا يفوق الوصف، بسبب سعادتي لأن عائلتي كانت تشاهدني عبر التلفاز وبسبب مشاعر الكل من حولنا، عجزت عن الكلام. لقد شعرنا بالفرحة وبالدموع والكثير من المشاعر المختلطة. الحمد لله حققنا الأهم بالنسبة للشعب المغربي ونجحنا في الوصول إلى ما كانوا ينتظروه.

> نريد أن نسألك عن كل فريق في مجموعتك، فلنبدأ ببلجيكا ..
< هم فريق قوي والجميع يعرف النجوم الذين لديهم، لكننا نريد أن نحقق شيئا إيجابيا. أعتقد أن العمل الجماعي هو العامل الحاسم.

> وكندا؟
< لديهم نجوم شباب أعرفهم جيدًا، ولعبت معهم في النادي أو في الدوري التركي، أتمنى أن نستطيع تحقيق الفوز عليهم.

> وكرواتيا؟
< الجميع يعلم إنهم الفريق صاحب المركز الثاني في كأس العالم الأخيرة. هم أقوياء للغاية على الورق لكن كرة القدم تُلعب في الملاعب والفريق الأكثر جاهزية بدنيًا وفنيًا سيحقق الفوز باللقاء.

> إلى أي مرحلة من كأس العالم تظن أن المغرب قادرة على الوصول؟
< علينا أن نؤمن بقدراتنا وأن نعلم أن الشعب المغربي سيساعدنا وسيقف معنا مهما تطلب الأمر، وأعلم أن الفرصة ستكون سانحة لتحقيق بعض الأشياء الكبيرة، على الأقل أن نصل إلى الدور التالي، أتمنى حقًا أن نقوم بذلك وأن نسعد الجماهير المغربية إن شاء الله.

> اختصر كأس العالم في كلمة واحدة ..
< إنه حلم تحقق.

> من اللاعب في المنتخب المغربي الذي تظن أنه غير معروف للجميع لكنه سيظهر لاحقًا؟
< أعتقد أن الأهم في المنتخب المغربي هو الفريق ككل وليس لاعب بعينه، كل اللاعبين بنفس الأهمية، فكرة القدم لعبة جماعية، لنأمل أن نحقق الكثير كمجموعة.

> من هو الفريق أو اللاعب الذي تتمنى اللعب ضده في كأس العالم؟ ولماذا؟
< ليونيل ميسي، فأولًا هو يتم اعتباره أفضل لاعب في العالم في الوقت الحالي، وأي لاعب يتمنى أن يلعب معه أو ضده، وأنا حصلت على الفرصة للعب ضد كريستيانو رونالدو في روسيا من قبل، لذلك أتمنى أن ألعب ضد ميسي في قطر.

> ما هو أفضل هدف في كؤوس العالم بالنسبة لك؟ ولماذا؟
< بالنسبة لي كأحد محبي كريستيانو رونالدو أعتقد أن ضربته الحرة ضد إسبانيا في روسيا هي الأفضل، فقد كانت البرتغال متأخرة 3-2 وفي اللحظات الأخيرة سجل من تسديدة مباشرة. لقد أحببت ذلك الهدف، بالرغم من وجود العديد من الأهداف الأخرى.