حقق الفريق الوطني المغربي لكرة القدم نتيجة التعادل في أول مباراة له ضمن منافسات مونديال قطر 2022، وكانت ضد كرواتيا عن المجموعة السادسة.
صفر مقابل صفر.. نتيجة تبدو منطقية بالنظر لمجريات المواجهة، والظروف التي أحيطت بها.
المواجهة كانت أمام منتخب متمرس يسعى بكثير من الذكاء إلى اقتصاد الجهد، وانتظار أنصاف الفرص ليسجل، وكان من الممكن أن ينجح في استراتجيته، عندما أتيحت له فرص سانحة أمام المرمى، خاصة في الدقائق الأخيرة من الجولة الأولى، تصدى لها الحارس ياسين بونو بنجاح.
وتبين أن المدرب وليد الركراكي لم يتجرأ على إحداث تغييرات على التشكيلة الأساسية، والتي سبق أن اعتمدها المدرب السابق وحيد خاليلوزيتش في أكثر من مناسبة، سواء في خط الدفاع، أو الوسط، وأيضا الهجوم، تمسك بنفس الأسماء؛ حتى بالنسبة للاعبين العائدين للتو من الإصابة كسليم أملاح وعز الدين أوناحي وسفيان بوفال، وهو ما أثر بدرجة كبيرة على عطاء المجموعة ككل، ولم يكن في المستوى المطلوب.
كما أبقى على يوسف النصيري كقلب هجوم أساسي. هذا الأخير حاول، وبذل جهدا بدنيا ملحوظا، لكن الله غالب، والفرص القليلة التي سنحت له أضعاها؛ بل كان من الممكن أن يعيد حكاية زميله السابق بوحدوز ضد إيران خلال مونديال روسيا، عندما حاول التصدي لهجمة كرواتية، لكن تدخله لم يكن دقيقا، حيث علت الكرة -من حسن الحظ- المرمى بسنتيمترات قليلة.
كل هذه الملاحظات التقنية، لا يمكن أن تنقص من قيمة المجهود الذي بذلته باقي العناصر الوطنية، إذ دافعت باستماتة، وحاولت جاهدة، ونوعت من عملياتها، وكان من الممكن أن تصل للمرمى، من خلال الفرص القليلة التي لاحت لها.
ويعود سبب غياب الكثير من الفرص إلى سببين؛ أولها غياب صانع ألعاب حقيقي في خط الوسط المغربي، نظرا لضعف أداء الثلاثي الذي ذكرناه، حيث ظل الخط الأمامي معزولا، وثانيا تفوق أصدقاء مودريتش في إغلاق الممرات، والانتشار الجيد وسط رقعة الملعب.
بعد مونديالي مكسيكو 86 وفرنسا 98، يتمكن “أسود الأطلس” مرة أخرى من كسب نقطة في أول مباراة لهم بمسابقة المونديال، والأمل في الصراع على التأهيل للدور القادم ممكن جدا، في مواجهة بلجيكا وكندا خلال اللقاءين القادمين.
المهمة ليست بالمستحيلة، في انتظار قراءة جيدة للمدرب وليد الركراكي ومن معه، لمعطيات مواجهة الكروات، وإدخال التغييرات المطلوبة، خاصة على مستوى الاختيارات البشرية…
الشيخة موزة بنت ناصر المسند والشيخ حمد آل ثاني والدا أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تابعا المباراة ويتوسطهما العلم المغربي (خاص)
المهاجم المطلوب جماهيريا وإعلاميا عبد الرزاق حمد الله، دخل احتياطيا قبل النهاية بثمانية عشرة دقيقة؛ نفس الأمر بالنسبة لعبد الحميد الصابيري، أما عبد الصمد الزلزولي فظل تائها مرتبكا، لا يعرف ماذا يقدم، وماذا يؤخر، في حين بصم المدافع يحيى عطية الله على أداء مقبول، عندما عوض نصير مزراوي المصاب، والذي يبدو أن إصابته بليغة، على أمل أن يتمكن من مواصلة مشوار المونديال…
نقطة واحدة إذن، أفضل من لا شيء في انتظار القادم الذي نتمنى أن يكون أفضل بكثير…
< مبعوث بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي
> تصوير: أحمد عقيل مكاو