اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد الغرب بالسعي إلى “تقسيم” روسيا، وقال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي أن الهجوم على أوكرانيا يرمي إلى “توحيد الشعب الروسي”.
أما في كييف، فاحتفل الأورثوذكس الأوكرانيون بعيد الميلاد، في إشارة قوية إلى تحدي السلطات الدينية الروسية التي تحتفل بميلاد المسيح في غضون أسبوعين.
وقال بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي إن “كل شيء يستند إلى سياسة خصومنا الجيوسياسيين الذين يهدفون إلى تقسيم روسيا، روسيا التاريخية”.
وأضاف “فرق تسد: لقد حاولوا دائما القيام بذلك، يحاولون القيام بذلك الآن، لكن هدفنا مختلف تماما: توحيد الشعب الروسي”.
وكان الرئيس الروسي قد برر التدخل العسكري في أوكرانيا في عد ة مناسبات، مشيرا إلى الحاجة إلى الجمع بين الأوكرانيين والروس، الذين لا يشكلون بالنسبة إليه سوى شعبا واحدا.
واعتبر بوتين أن الجيش الروسي “يتصرف في الاتجاه الصحيح” في أوكرانيا.
وندد مجددا بموقف كييف وحلفائها الغربيين الذين “يرفضون (إجراء) محادثات”، مؤكدا أنه “مستعد للتفاوض مع جميع المشاركين في هذه العملية (لإيجاد) حل مقبول” للصراع.
من جهته، تجاهل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأشهر الأخيرة إمكانية إجراء محادثات مع موسكو، مؤكدا أنه لا يريد بدء محادثات مع روسيا “طالما أن بوتين هو الرئيس”.
كذلك، تعهد استعادة المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا في شتنبر – دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون – إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
عاد فولوديمير زيلينسكي من زيارته للولايات المتحدة هذا الأسبوع، بحزمة مساعدة بقيمة 45 مليار دولار مخصصة لأوكرانيا في الموازنة الفدرالية الأميركية المقبلة، إضافة إلى التسليم الوشيك لنظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي تطالبه به كييف منذ عد ة أسابيع.
من جهته، تعهد بوتين في مقتطفات من المقابلة بثت الأحد على التلفزيون الروسي، بأنه سيزيل هذه المعدات من ساحة المعركة.
وقال “بالطبع، سندمرها 100 في المئة”، وذلك بعد ثلاثة أيام على تأكيده أن جيشه سيجد “مضادا “لمواجهة “هذا النظام القديم نوعا ما”.
في هذه الأثناء، أفادت وزارة الجيوش الفرنسية الأحد بأن وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو سيتوجه إلى أوكرانيا الأربعاء، لإظهار دعم فرنسا المستمر.
وقال المصدر ذاته من دون إضافة المزيد من التفاصيل عن البرنامج لأسباب أمنية “سيقدم (وزير الجيوش) تحية خاصة للقتلى في نصب الأبطال في كييف وسيلتقي بنظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف”.
وأضافت الوزارة أن هذه هي الزيارة الأولى للوزير الفرنسي إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير.
ميدانيا، طالت سلسلة من الضربات الروسية السبت وسط مدينة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا، التي جرى تحريرها في 11 نونبر بعد ثمانية أشهر على احتلالها من قوات موسكو.
وطال القصف السوق المركزي والشوارع المجاورة، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 55 آخرين عشية عيد الميلاد، في عمل “إرهابي” على حد تعبير زيلينسكي.
على مدار اليوم، أطلقت روسيا 41 صاروخا على المدينة، وفقا لتقرير صباحي صادر عن الجيش الأوكراني.
من جهته، ألقى رئيس الإدارة الإقليمية في خيرسون التي عينتها موسكو فلاديمير سالدو، باللوم في الهجوم على الجيش الأوكراني، منتقدا “استفزازا مقززا يهدف بالطبع إلى إلقاء اللوم على القوات المسلحة لروسيا الاتحادية”.
وفي كلمته اليومية دان الرئيس الأوكراني الأحد “الإرهابيين” الروس وشكر كل مواطنيه بمن فيهم الجنود والأطباء والمتطوعين على انخراطهم في الدفاع عن أوكرانيا.
وقال زيلينسكي “شكرا… لكل من جاء إلى خيرسون لتقديم المساعدة. لإنقاذ المصابين من ضربة الإرهابيين في الميلاد. قذائف مدفعية وهاون (سقطت) في شوارع خيرسون… وحوش!”.
الأحد، كان الأورثوذكس يحتفلون بعيد الميلاد في العاصمة الأوكرانية كييف إلى جانب الكاثوليك، قبل أسبوعين على الاحتفالات التقليدية.
وقالت أولغا ستانكو لوكالة فرانس برس أثناء وجودها في كنيسة في وسط المدينة “الحرب جلبت لنا الكثير من الحزن”. وأضافت “لا يمكننا البقاء تحت النفوذ الروسي”، في الوقت الذي انتقل فيه الصراع العسكري إلى الميدان الديني في الأسابيع الأخيرة.
وأعربت أولينا زاخاروفا غوريانسكا عن سعادتها بالاحتفال بعيد الميلاد في 25 دجنبر للمرة الأولى، واصفة الأمر بأنه خيار بديهي بعد المعاناة من جراء الاحتلال الروسي لبلدة غوستوميل الواقعة في شمال كييف.
وقالت “لا أريد أن يكون هناك ما يربطني بالمحتلين، وبالعدو”.
وتنقسم أوكرانيا، البلد الذي تنتمي غالبية سكانه الأرثوذكس، بين كنيسة تابعة لبطريركية موسكو – التي أعلنت أنها قطعت علاقاتها مع روسيا في نهاية ماي بسبب الهجوم الروسي – وكنيسة روسية مستقلة عن الوصاية الروسية.
وتعهدت هذه الأخيرة التي تأس ست في نهاية العام 2018، بالولاء للبطريركية القسطنطينية المسكونية ومقر ها في اسطنبول.
وفقا لاستطلاع أجرته وكالة إنترفاكس-أوكرانيا في نونبر، قال 44 في المئة من الأوكرانيين إنهم يوافقون على فكرة الاحتفال بعيد الميلاد في 25 دجنبر بدلا من السابع من يناير، تاريخ عيد الميلاد الأرثوذكسي.
وفي رسالته التقليدية لمناسبة عيد الميلاد، دعا البابا فرنسيس الأحد إلى إنهاء الحرب “الهوجاء” في أوكرانيا.
وقال “لجعلنا الرب سوع مستعد ن لأن نقوم بأعمال تضامن عمل ة لكي نساعد الذن تأل مون، ولنر عقول الذن لدم السلطان على إسكات الأسلحة ووضع حد فوري لذه الحرب
أ.ف.ب