مشاركة 18 فريقا على مدار 4 أيام من التباري
انطلقت، أول مس الاثنين، منافسات الدورة الـ 22 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، برسم بطولة المغرب، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية (5- 11 يونيو)، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بدار السلام بالرباط.
وستجرى المنافسات الإقصائية على مدى أربعة أيام بمشاركة 18 فريقا للكبار (17 سنة فما فوق) وستة فرق في فئة الشبان (ما بين 12 و 16 سنة)، على أن تجرى المنافسات النهائية يومي السبت والأحد المقبلين لتحديد المجموعة (السربة) التي ستتوج بطلة للدورة.
وتمثل “السربات الـ 18 جهات الدار البيضاء سطات (المحمدية 1 والجديدة 1 والدار البيضاء 1، والرباط سلا القنيطرة (الصخيرات تمارة 1 والخميسات 1 والقنيطرة 1)، وبني ملال خنيفرة (بني ملال 2)، ومراكش آسفي (مراكش 1 واليوسفية 1 والرحامنة 1)، وكلميم وادي نون (كلميم 1) والشرق (تاوريرت 2 وجدة 2)، وفاس مكناس (تاونات 1)، والداخلة وادي الذهب (الداخلة 1).
أما السربات الست لفئة الشبان فتمثل جهات الرباط سلا القنيطرة (الخميسات 1 والقنيطرة 1)، ومكناس فاس (مكناس 1)، وبني ملال خنيفرة (بني ملال 1)، ومراكش آسفي (تحناوت 1) والدار البيضاء سطات (المحمدية 1).
وتأهلت هذه السربات بعد خوضها إقصائيات جهوية وما بين الجهات أقيمت طيلة السنة بمختلف مدن المملكة، وبشراكة مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس.
وكان لقب الدورة الـ 21 في فئة الكبار عاد لسربة المقدم ماهير البشير من جهة الدار البيضاء سطات عمالة سطات، فيما آل لقب الشبان لسربة جهة مراكش آسفي، رفقة المقدم أسامة العوسي من عمالة اليوسفية.
ويذكر أنه تم إدراج فنون الفروسية التقليدية “التبوريدة في دجنبر 2021” ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبار الأهمية التي يكتسيها هذا الموروث التقليدي الوطني.
وتتضمن منافسات الفروسية التقليدية عروضا تقدمها السربات، التي تتشكل كل واحدة منها من 14 فارسا وفرسا إضافة إلى “المقدم”، وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بكل دقة، على أن يتكلف “المقدم”، الذي غالبا ما يكون أكبر الفرسان سنا، بمهمة تنظيم وتحفيز فرسانه.
ويستعرض “المقدم” أو “العلام” قبل كل انطلاقة (محاولة) فرسانه، ويشجعهم من خلال ترديد الأسماء، وبعد ذلك تدخل المجموعة إلى ساحة العرض وتبدأ بتحية الجمهور (الهدة أو التشويرة).
إثر ذلك، يعود الفرسان إلى نقطة الانطلاقة، حيث يصطفون في خط مستقيم في انتظار إشارة “المقدم”، لتنطلق الخيول في سباق بديع يبرهن خلاله الفرسان عما يتوفرون عليه من مهارات، سواء بالنسبة للسيطرة على خيولهم لإبقائها في الصف أو في ما يخص الحركات التي يؤدونها ببنادقهم، حيث يتعين على الفرسان أن يضغطوا على الزناد بمجرد ما أن يعطي “المقدم” الإشارة لذلك، لأن نجاح “التبوريدة” أو “الطلقة بالبارود” أو “التخريجة” رهين بأن تكون الطلقات في لحظة واحدة ومنسجمة.
ويتم تنقيط السربات وفق معايير يحددها الحكام التابعون للجامعة الملكية المغربية للفروسية، وتراعي الإنجازات التي يحققها فرسان “السربة” تحت قيادة “المقدم” والتعبير الحركي والتطابق الحركي الجماعي والسير بانضباط ووحدة حركة البنادق والطلقة الجماعية الموحدة ووحدة اللباس والسروج.
والقاعدة الأساسية في مجال التعبير، هي جودة الفرق المتبارية، كل حسب تقاليده وانتمائه لجهة أو ناحية، إذ يؤخذ بعين الاعتبار التنسيق بين فرسانها ودرجة التواصل والسيطرة على الجواد، بالإضافة إلى كيفية الركوب والهيأة العامة للفارس والجواد على حد سواء.
ويحرص الفرسان على ارتداء الزي التقليدي الذي يتكون من “الجلابة” و”السلهام” و”العمامة” و”السروال الفضفاض”، ويتمنطقون بالخنجر “الكمية” فيما ينتعلون نعلين من النوع العالي. أما السلاح التقليدي لفنون الفروسية التقليدية فيتمثل في البندقية المعروفة بـ “المكحلة”، والتي تكون مرصعة بخطوط ونقوش متموجة، فيما تزين السروج، التي تعهد بها العشائر المشاركة في هذا العرس لصناع مهرة يبدعون في تزيينها برسومات ونقوش مستمدة من التراث المغربي الأصيل، صهوة الجياد.