بنموسى: المنظومة التعليمية بإقليم الحوز تكبدت خسائر كبيرة إثر فاجعة الزلزال

كشف شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن رزمانة التدابير الاستعجالية التي اتخذتها وزارته لمواجهة تداعيات زلزال الحوز في الجانب المرتبط بالمنظومة التعليمية، حيث تم في هذا الصدد اعتماد برنامج استعجالي يجمع في تركيبته بين مجموعة من البدائل الفورية، على رأسها تحويل التلاميذ من أقسام متضررة في نفس المؤسسة أو نحو مؤسسة آمنة، ونصب خيام مجهزة كفصول ميدانية، وإعداد وحدات دراسية مركبة.

وفي جوابه يوم الاثنين بمجلس النواب، على الأسئلة الشفوية في إطار وحدة الموضوع والذي تمحور حول “تدابير الوزارة لمواجهة تداعيات زلزال الحوز” والتي طرحتها الفرق النيابية بالمجلس، من ضمنها سؤال لفريق التقدم والاشتراكية بذات المؤسسة بشأن “التدابير الاحترازية لتفادي الارتباك للموسم الدراسي في المناطق المتضررة بالزلزال”، قال إن الوزارة في إطار التعليمات التي بادر إلى إصدارها الملك محمد السادس من أجل الاحتواء السريع لآثار الزلزال وضمان الاستئناف السريع للخدمات العمومية وإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة، تجندت على جميع المستويات مركزيا وترابيا بهدف احتواء تداعيات هذه الكارثة على المنظومة التعليمية”.

وأردف معددا الخسائر التي تكبدتها المنظومة التعليمية في هذه الفاجعة، التي قضى فيها عدد من التلاميذ، كما أن نسبة مهمة منهم تأثرت بشكل مباشر سواء من خلال الإصابة أو فقدان الأهل أو بعض أفراد العائلة، مثلما فقد الكثير منهم مساكنهم، كما عانى الأساتذة بدورهم بشكل كبير في المناطق المتضررة، ومنهم من فقد حياته في هذه الفاجعة”.

وأوضح بخصوص مضامين البرنامج الاستعجالي الذي اعتمدته الوزارة لضمان الاستمرارية البيداغوجية، أفاد المسؤول الحكومي أنه يتضمن شقا ماديا يهم توفير فضاءات الاستقبال وباقي مقومات العرض المدرسي، وشقا تربويا يهم التدابير المرتبطة بسير الدروس ومواكبة التلاميذ وهيئة التدريس.

وأفاد فيما يتعلق بالشق المادي لهذا البرنامج، أن عملية التشخيص وتقييم الأضرار المادية للزلزال، مكنت من حصر حوالي 1000 مؤسسة تعليمية ومجموعة من الداخليات ووحدات التعليم الأولي، حيث تم في هذا الإطار تصنيف المؤسسات التعليمية، حسب حجم الأضرار ودرجة الخطورة، إلى مؤسسات تستوجب الهدم الكلي أو الجزئي وإعادة البناء، وأخرى تتطلب الإصلاح والتأهيل، مع ما يرافق ذلك من إعادة التجهيز.

ومن البدائل والحلول الميدانية التي أقرتها الوزارة بغاية ضمان الاستئناف الفوري للدراسة بهذه المؤسسات، تم تنقيل حوالي 7.000 تلميذة وتلميذ يدرسون بالسلك الثانوي، وذلك بعد إخبار وموافقة أسرهم، مع توسيع الطاقة الاستيعابية للداخليات المستقبلة، كما تم تحويل التلاميذ من فصل دراسي لآخر داخل نفس المؤسسة التعليمية، أو نحو مؤسسات آمنة ومجاورة، داخل نفس الإقليم وإذا تعذر ذلك، داخل الجهة، وذلك بمراعاة الفئات العمرية للتلاميذ، والأسلاك الدراسية.

كما تم استقبال التلاميذ في خيم مجهزة بمثابة مؤسسات تعليمية ميدانية أو كفصول دراسية، يتم استعمالها بشكل مؤقت، بالمناطق الصعبة الولوج، مع إضافة المرافق الصحية، وخاصة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، مشيرا إلى أنه من المنتظر أن يصل عدد الخيام إلى حوالي 1.200خيمة.

ولفت في هذا الصدد، أن الوزارة تعمل على تعويض الخيام واستبدالها بأخرى تناسب ظروف فصل الشتاء وتتلاءم مع الخصوصيات الطبيعية للمناطق المعنية.

كما قامت الوزارة بتوفير الوحدات الدراسية المركبة المسبقة الصنع (Modulaire)، على مدى شهرين، بتعاون مع شركاء الوزارة، والتي من المقرر أن يبلغ عددها حوالي 1.400 حجرة، فضلا عن توفير المرافق الصحية ومكاتب الإدارة، وكشف أنه من المرتقب أن يتم إعادة استعمال الفضاءات والتجهيزات الخاصة بتنظيم الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، كوحدات دراسية بالمؤسسات التعليمية المتضررة من الزلزال.

كما حرصت الوزارة على مواكبة تمدرس التلاميذ عبر التكيف مع التجمعات السكنية المؤقتة في المناطق المتضررة، ومن خلال الاستجابة لطلبات التسجيل بسبب الحركية المتواصلة للساكنة بعد الفاجعة.

وأعلن بالنسبة للنقل المدرسي للتلاميذ، أنه يتم الحرص على توفيره بتنسيق مع مجالس الأقاليم، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك أخذا بعين الاعتبار الإكراهات الميدانية التي فرضتها تنقلات التلاميذ، كما لم يفت المسؤول الحكومي الإعلان عن إيلاء البرنامج الاستعجالي للوزارة عناية خاصة لموضوع سكن المدرسات والمدرسين المشتغلين بالدواوير، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لاستقرارهم بالقرى المتضررة.

هذا وحرص النائب البرلماني حسن أومريبط، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، في تعقيبه على جواب الوزير، أن يجدد تقديم التعازي لكل الأسر المكلومة ويحيي الدولة المغربية ومعها وزارة التربية الوطنية على المجهودات المبذولة بتوجيهات ملكية للتخفيف من وطأة وهول الفاجعة، ملفتا إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التخوف الذي يتم التعبير عنه لقرب موسم الأمطار واتخاذ ما يلزم حتى يتم مواجهة كل الظروف المرتبطة بها والتي قد تصعب من معيش هذه الساكنة.

فنن العفاني

تصوير: رضوان موسى

Top