بعد 100 يوم من الحرب.. الوضع الإنساني يسوء في غزة والأونروا تحذر من انتشار الأمراض والمجاعة

تواصل إسرائيل قصفها لغزة حيث تؤدي الحرب ضد الفلسطينيين في غزة التي دخلت يومها المئة، إلى إغراق سكان القطاع في أزمة إنسانية كبيرة وتثير مخاوف من اندلاع حريق إقليمي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب “لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا +محور الشر+ ولا أي شخص آخر”، في إشارة خصوصا إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.
وتواجه إسرائيل كذلك تصاعدا للتوتر على حدودها الشمالية حيث تتبادل القصف يوميا مع حزب الله اللبناني.
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وردا على الهجوم توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس، وتشن منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة وهجوما بريا. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23968 قتيلا و60582 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال.
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان صباح الأحد فوق مدينتي رفح وخان يونس بجنوب القطاع كما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وذكر المكتب الإعلامي لحكومة حماس أن أكثر من 100 شخص قتلوا في القصف الليلي في أنحاء القطاع، بما في ذلك في خان يونس كبرى مدن الجنوب، والتي تشكل منذ أسابيع محور العمليات الإسرائيلية.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها دمرت دبابة إسرائيلية، مشيرة إلى معارك خصوصا في المغازي ودير البلح (وسط) وخان يونس.
وأعلنت إسرائيل مقتل جندي الأحد ليرتفع إلى 188، عدد عسكرييها الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية في غزة في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وبعيد بدء الحرب، أطبقت إسرائيل حصارها المفروض على القطاع، ما تسبب بنقص خطير في الغذاء والوقود والمواد الأساسية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني الذي يزور القطاع الساحلي، إن “جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة”.
وأكد أن جيلا كاملا من أطفال غزة يعاني من “صدمة نفسية”، والأمراض مستمرة في الانتشار و”المجاعة” تلوح في الأفق.
وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد (40 عاما) بأسف “لكن إلى أين نذهب؟”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص أو نحو 85 بالمئة من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة غياب البنى التحتية الكافية لاستيعاب النازحين.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في قطاع غزة تعمل وجزئيا فقط.
خارج غزة، تتزايد المخاوف من التصعيد بعد ضربات أميركية وبريطانية استهدفت الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يشن ون هجمات في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت الولايات المتحدة إن جيشها قصف “موقع رادار في اليمن” فجر السبت، غداة تعرض مواقع المتمردين لضربات أميركية وبريطانية من البحر والجو.
في غضون ذلك، يستمر التوتر الحدودي بين إسرائيل ولبنان، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق التصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وأعلن الجيش الأحد أنه أطلق النار على فلسطينيين دخلوا أراضي الدولة العبرية من لبنان، وقتل أربعة منهم.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة بدورها توترا متصاعدا منذ اندلاع حرب غزة.
واعتقل الجيش الاسرائيلي فجر الأحد في الضفة شقيقتي صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الذي اغتيل في لبنان مطلع الشهر الحالي بضربة جوية إسرائيلية، بحسب نادي الأسير الفلسطيني وعائلتيهما.
وقالت المتحدثة باسم نادي الأسير أماني سراحنة لفرانس برس إن الجيش “اعتقل دلال العاروي (52 عاما) من منزل والدتها في قرية عارورة شمال رام الله، وفاطمة العاروري (47 عاما) من منزلها في مدينة البيرة”.
في إسرائيل، ما زالت عائلات الرهائن تحاول الضغط على الحكومة لإعادتهم، عبر تحركات عملية أحيان ا ورمزية.
وأعلن أكبر اتحاد للنقابات في إسرائيل (الهستدروت) أن مئات الآلاف نفذوا إضرابا لمئة دقيقة الأحد في مرور مئة يوم على احتجاز الرهائن.
وقال رئيس الاتحاد ارنون بار ديفيد في تجمع في تل أبيب السبت للمطالبة بالإفراج عن الرهائن “نحن هنا لنذكر العالم أجمع بأن 136 رجلا وامرأة خطفوا بوحشية ما زالوا محتجزين (…) في غزة في أنفاق وكهوف”.
وتجمع العشرات في ساحة سميت “ساحة الرهائن”، يحمل بعضهم بالونات صفراء اللون الذي أصبح رمزا للأسرى، والبعض الآخر يرفع لافتات تحمل صورهم.
وقال بشير الزيادنة (27 عاما) الذي يحتجز عمه وابن عمه يوسف وحمزة الزيادنة (53 و22 عاما) كرهينتين، إن جل ما يتمناه هو معانقة أحبائه و”إخبار

Top