نفت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية صحة الأخبار التي تم تداولها مؤخرا حول تطور الوضعية الوبائية لداء كوفيد 19، واصفة الحديث عن ارتفاع خطورة الإصابة بأنه مجرد “شائعات” لا صلة لها بالواقع. ويأتي ذلك في وقت ارتفعت فيه حالات الإصابة بفيروسات الأنفلونزا الموسمية في بلادنا وعبر العالم وكذا نسب الإصابة بمرض كوفيد 19. كما يتحدث الكثير من المواطنين والمواطنات هذه الأيام عن ارتفاع ملحوظ في حالات المراضة وشدة الأعراض عند الإصابة بمرض الأنفلونزا (Grippe) بصفة عامة، مما زاد من حدة التخوفات من تناسل متحورات كوفيد وخطورة مضاعفات المرض.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، في آخر حصيلة بشأن عدد الإصابات بكوفيد 19 في بلادنا (الجمعة 13 يناير الجاري)، عن تسجيل 113 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة خلال الفترة ما بين 06 و12 يناير الجاري.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ أصدرته يوم أمس وتوصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن الوضعية الوبائية لكوفيد 19 ببلادنا “طبيعية” وأن السلالات المنتشرة حاليا لا تشكل أي خطر صحي إضافي مقارنة بالمتحورات السابقة، مطمئنة الرأي العام بأن موجات الوباء ما فتئت تتراجع من حيت الشدة والضراوة، وذلك بفضل المناعة الطبيعية وتلك المكتسبة عن طريق التطعيم ولكن أيضا من خلال الانخفاض المستمر في ضراوة المتحورات المنتشرة. لكنها لفتت في ذات الوقت إلى أن مجموعة من الفيروسات الموسمية، تنتشر بدورها حاليا مسببة ارتفاع حالات التعفنات التنفسية الحادة الملاحظة في الوقت الراهن خاصة فيروس الأنفلونزا الموسمية، مما يستوجب، يقول البلاغ، اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة خاصة بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والأشخاص المسنين. وأوصت الوزارة كل من يعاني أعراضا تنفسية إلى الالتزام بوضع الكمامة واستشارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب والامتناع التام عن مخالطة الآخرين. كما دعت عموم المواطنين والمواطنات إلى تحري الأخبار من المصادر الرسمية والموثوقة.
وانتشرت خلال الأيام الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار، منسوبة تارة إلى منظمة الصحة العالمية وتارة أخرى إلى مصادر طبية، بشأن ظهور متحور جديد لكوفيد 19 وتحذيرات من إمكانية تسبب هذا الأخير في موجة جديدة قد تشكل خطرا على الساكنة. لكن التحريات تؤكد أن المتحور المعني من نوع (اوميكرون XBB) ليس جديدا بل يعد من السلالات المنتشرة عالميا منذ 2022 ولم يعد يشكل خطورة معينة. وتؤكد منظمة الصحة العالمية في آخر تحديثاتها حول الحالة الوبائية لكوفيد 19 أن متحور “1JN” يمثل نحو 57% من التسلسلات العالمية، مسجلة ارتفاعا في حالات الإصابة مع انخفاض في مخاطر المراضة ونسب الوفاة عبر العالم، على الرغم من أنه لا يزال يتم تسجيل نحو 10 آلاف حالة وفاة شهريا من 50 دولة، حسب نفس المصدر.
وفي نفس السياق، تفاعل الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، مع التساؤلات والتخوفات المنتشرة حاليا حول الموضوع، مؤكدا بدوره أن ما يروج بخصوص انتشار متحور جديد وخطير، يندرج في خانة المعلومات المغلوطة والمضللة (Fake news) . وأوضح حمضي في رسالة تفاعلية توصلت بيان اليوم بنسخة منها، أن كوفيد 19 لا يزال بالفعل مرضا يشكل خطورة على الفئات الهشة خصوصا، وأن طرق الحماية بصفة عامة تتمثل في اتخاذ الإجراءات المعروفة والمتمثلة في تلقي اللقاحات الضرورية وتفادي الأماكن المزدحمة والفضاءات المغلقة واستخدام الكمامات الواقية عند الضرورة. وأوصى الخبير الصحي الأشخاص المصابين بالتزام بيوتهم وبمراجعة الطبيب وتتبع الحالة في حال اشتداد المضاعفات، مؤكدا أن أعراض الإصابة بفيروسات كوفيد ومنها المتحور الأخير(JN.1) لا زالت هي في عمومها: ارتفاع الحرارة، صداع، آلام في الجسم، آلام الحلق، سعال جاف، إرهاق، وأحيانا إسهال أو قيء.
< سميرة الشناوي