تظاهر الآلاف أول أمس السبت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى للمطالبة بوقف “جرائم الإبادة” التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ففي العاصمة البريطانية لندن، خرجت مظاهرة حاشدة تحت شعار “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة” ضمن ما أطلق عليها المسيرة الوطنية من أجل فلسطين.
ويجوب المتظاهرون الشوارع وصولا إلى مقر الحكومة حيث تقام المظاهرة الكبرى التي تنظمها عدة جمعيات حقوقية منها “لجنة التضامن مع فلسطين” وتحالف “أوقفوا الحرب”.
وبث ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة للمسيرة، وطالب المشاركون فيها بوقف فوري لإطلاق لنار، ونددوا بما سموها الجريمة التي ترتكبها إسرائيل في إطار حربها المستمرة على غزة منذ نحو 4 أشهر.
وقد وجه المنظمون انتقادات لشرطة العاصمة بسبب ما يقولون إنها محاولات لترهيب المتظاهرين والتضييق عليهم.
كما خرجت في العاصمة الألمانية برلين مظاهرات دعت إليها منظمات وجمعيات فلسطينية وألمانية تحت شعار “الحرية لفلسطين”، ودعا المتحدثون في المظاهرة الحكومة الألمانية إلى التحرك لوقف ما سموه الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وبالتزامن، خرجت مظاهرات في مدن فرانكفورت وميونيخ ودوسلدورف وساربروكن للمطالبة بوقف الحرب على غزة.
وفي فرنسا، خرجت مظاهرة في باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وندد المشاركون بموقف الحكومة الفرنسية والحكومات الغربية الذي قالوا إنه متواطيء مع إسرائيل.
وهتف المتظاهرون بشعارات تؤكد ضرورة تحرير الأراضي المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق العدالة بمحاسبة الضالعين في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. كما دعوا لمنع عرقلة أي جهد لمحاسبة إسرائيل على جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي قالوا إن الجيش الإسرائيلي يرتكبها بحق الفلسطينيين.
كما خرجت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جنيف بسويسرا، ودعا المتظاهرون إلى حماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال، ووقف فوري للعدوان على غزة، ومحاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من اعتداءات بحق المدنيين في القطاع المحاصر.
وخرجت في مدينة ميلانو الإيطالية مظاهرة داعمة للفلسطينيين في غزة، ورفع المتظاهرون لافتات تنادي بوقف الحرب الإسرائيلية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وفك الحصار عن القطاع، وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين هناك.
وفي الإطار، نشر المركز الأوربي الفلسطيني للإعلام مشاهد لمظاهرات داعمة لغزة في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن وفي مدينة آرهوس، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، مطالبين بفرض وقف إطلاق نار فوري.
كما بث المركز مشاهد مباشرة لمظاهرة في مدينتي مالمو أوبسالا في السويد، وطالب المتظاهرون بمقاطعة إسرائيل وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
كذلك خرجت مسيرة حاشدة في العاصمة الفنلندية هلسنكي للمطالبة بوقف “حرب الإبادة الجماعية” في قطاع غزة.
وخارج أوروبا، نظم طلبة وحركات داعمة لفلسطين أمس مظاهرات حاشدة في نيويورك بالولايات المتحدة لدعم فلسطين والتنديد بالدعم الأميركي لإسرائيل واستنكار التنكيل بالطلبة المؤيدين لغزة داخل الحرم الجامعي لجامعتي برنارد وكولومبيا.
وسار الآلاف إلى جامعة كولومبيا لرفض انحياز الجامعة للطلبة الإسرائيليين الذين هاجموا ناشطين مؤيدين لوقف الحرب وإنهاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
وبالتوازي مع ذلك، طوقت شرطة نيويورك مبنى الجامعتين وحذرت من دخول المشاركين في الاحتجاج إلى جامعة برنارد، بينما تعاملت بعنف معهم على عتبات جامعة كولومبيا.
وفي واشنطن، أغلق محتجون أمس المداخل الخمسة للعاصمة الأميركية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتنديد بقطع دول غربية تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
*************************
الاحتلال يتكبد خسائر جديدة بغزة وينفذ 1500 عملية إجلاء لجرحاه منذ بدء الحرب
كبَّدت المقاومة في قطاع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من الخسائر، في الوقت الذي أعلن فيه الاحتلال تنفيذه لأكثر من 1500 عملية نقل لجنوده المصابين في غزة، كما يعاني جنود الاحتلال من أزمات نفسية حادة تمنعهم من القتال وفق للاعلام الإسرائيلي.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن مقاتليها استهدفوا “دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105” غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
كما قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- “بعد عودة مجاهدينا من مناطق الاشتباك في حي الأمل بخان يونس، أكدوا استهدافهم جرافة عسكرية صهيونية من نوع (D9) آخر شارع المدرسة”.
كما اشتبك مقاتلوها “مع جنود العدو من نقطة صفر، أوقعوهم بين قتيل وجريح، واغتنموا أسلحتهم وعتادهم”.
وفي السياق ذاته أعلنت سرايا القدس أنها أسقطت طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” التي أسقطتها وسيطرت عليها، خلال تنفيذها مهام استخبارية جنوب غرب خان يونس.
على الجانب الآخر أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ أكثر من 1500 عملية إجلاء لجنود جرحى في معارك قطاع غزة منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال الجيش في حسابة على منصة إكس “ينفذ جنود النقل العملياتي النظاميون والاحتياط من لواء مروم عمليات معقدة تحت النار في عمق أراضي العدو”.
وأضاف أن جنود النقل “على اتصال مستمر مع القوات المناورة البرية والوحدات الطبية في البلاد. وتشكل الوحدة حلقة وصل بين المناطق الداخلية لقطاع غزة وأراضي إسرائيل.
كما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يتعامل منذ بداية الحرب مع آلاف الطلبات من جنوده الذين يحتاجون المساعدة النفسية.
ووفقا للصحيفة فقد أدرك جيش الاحتلال حجم المشكلة، وكثّف وجود ضباط الصحة النفسية.
وأوضحت الصحيفة أن أعراض الصدمة تتمثل: بالأرق، والسلبية، والقلق، والذعر، و”عقدة الناجين”، ما يؤثر في أدائهم في ساحة المعركة.
كما قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الجيش طوّر “بروتوكول” إسعافات أولية عقلية، قد صُمّم لتعليم الجنود كيفية مساعدة زملائهم.
وأشارت الصحيفة إلى القوات الميدانية تتعرض لمشاهد مروعة وصادمة منذ الدقيقة الأولى لانخراطها في القتال، على عكس الحروب السابقة.
كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مدير مستشفى رعوت الإسرائيلي، أن الحرب على قطاع غزة أوجدت تحديات في إعادة التأهيل العقلي والبدني للمتضررين من جنود الاحتلال.
وبلغ عدد القتلى من جنود الاحتلال وفقا للمصادر الإسرائيلية التي تخضع للرقابة العسكرية 561 ضابطا وجنديا منذ بدء الحرب، بينهم 224 منذ بداية العملية البرية بقطاع غزة.
وحسب معطيات جيش الاحتلال المنشورة على موقعه الإلكتروني، أصيب 2851 ضابطا وجنديا، 1296 منهم خلال العملية البرية.
وفي 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في مناطق وأحياء عدة بمحافظتي غزة والشمال، امتدت لاحقا إلى الجنوب.