تحت شعار “لا لقتل الحقيقة.. أوقفوا جرائم القتل في حق الصحفيين في غزة”، نظمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، لقاء تضامنيا مع الصحفيين الفلسطينيين، بحضور سفير فلسطين في المغرب جمال الشوبكي، ونقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، وممثلين عن الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب، وممثلين عن عدد من الهيئات الوطنية ووسائل الإعلام.
ودعا عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في كلمة خلال هذا اليوم التضامني، وسائل الإعلام الوطنية إلى المزيد من العمل على فضح مجازر الكيان الصهيوني في حق الصحافيين الفلسطينيين، مؤكدا أننا ” لن نكون جزءا من الصمت الذي يحاول البعض أن يفرضه على هاته الجريمة، بل يجب أن نواصل الصراخ والتنديد حتى لا يتحول الصمت إلى عقيدة.. إنه أمر لا نقبله كصحفيين مغاربة”.
ووصف اخشيشن عمليات القتل التي يرتكبها المحتل بحق الصحفيين الفلسطينيين بأنها “جريمة استثنائية وغير مسبوقة” في التاريخ، بحيث وصل عددهم إلى أزيد من 120 صحفيا شهيدا منذ بدء الحرب على غزة، وهو ما يفرض، يقول اخشيشن، “على الهيئات الدولية مراجعة جميع حساباتها فيما يتعلق باحترام وتفعيل مبادئ وقوانين حماية الصحفيين في مناطق النزاع”.
وأوضح نقيب الصحفيين المغاربة أن خطوة تنظيم اللقاء تندرج في سياق التحركات التي بادر إليها الاتحاد الدولي للصحفيين، للتضامن مع الشعب الفلسطيني عموما والصحفيين الفلسطينيين خصوصا، ولكنه أيضا يترجم الرغبة الأكيدة في مرافقة الإعلام الوطني للتعبئة الشاملة التي يعرفها الشعب المغربي، والتي تجسدت وما تزال في عشرات المسيرات والوقفات والمبادرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، والأمر ليس غريبا على شعب يعتبر القضية الفلسطينية من أهم قضاياه. وأضاف أن الإعلام الوطني مطالب بابتكار أشكال أخرى جديدة ومتنوعة من أجل التعبير عن إدانته القوية لما يجري حاليا في فلسطين، ولتعبئة الرأي العام ضد عملية التطهير العرقي التي يقوم بها الكيان في قطاع غزة وفي رفح وعلى امتداد الأراضي الفلسطينية.
وأشاد جمال الشوبكي، سفير فلسطين بالرباط، بهاته المبادرة، مشيرا إلى أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تميزت دوما بمواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، وبادرت كذلك إلى التعبير عن مساندتها مباشرة غداة شروع الكيان الصهيوني في حربه على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
وعبر ناصر أبو بكر، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، من جهته، عن اعتزازه بالمواقف المبدئية للشعب المغربي عامة والإعلام الوطني خاصة، في دعم الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الغاشم. ووصف، في كلمة مؤثرة بالمناسبة، مأساة “فرسان وفارسات الحقيقة” الذين يتساقطون تباعا في الأراضي الفلسطينية، ضحايا لآلة الإبادة الصهيونية. وقال أبو بكر إن “شهداء الحقيقة يروون بدمائهم أرض فلسطين، ويعملون تحت القصف وبين الدماء والأشلاء، وفي ظروف غير إنسانية، ليوصلوا رسالة شعبهم إلى العالم، وليطلعوه على حقيقة عملية الإبادة التي يمارسها الاحتلال”.
وكشف أبو بكر أنه إذا كانت حرب الإبادة في غزة قد قضت على 1 بالمائة من الشعب الفلسطيني، فإنها قد أودت بحياة 10 بالمائة من الصحفيين الـ 1300 المتواجدين في القطاع، وهو ما يكشف حقيقة استهداف الاحتلال للصحافة والصحفيين، بهدف إسكات صوتهم عن الجرائم التي يرتكبها يوميا. وأشار إلى أن تصفية صحفية أخرى في منطقة رفح، أول أمس الاثنين، يعد استباقا للجم صوت فرسان وفارسات الحقيقة عن الجريمة الجديدة التي يريد أن يرتكبها الاحتلال أيضا في رفح بعد غزة، بحيث يتوقع أبو بكر أن تكون هذه الصفحة أكثر دموية من سابقاتها، وهو ما يحتم على الإعلام العربي والدولي، الاستمرار في فضح ممارسات الكيان وتفاصيل حرب الإبادة لما تبقى من الشعب الفلسطيني.
وأعلن أبو بكر، أن نقابات الصحافة العربية، بتنسيق مع الاتحاد الدولي للصحفي، تعتزم القيام بمبادرات وفعاليات متنوعة في هذا الإطار، وعلى رأسها التعبئة من أجل جعل يوم 26 فبراير يوما دوليا للتضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، داعيا جميع وسائل الإعلام المغربية إلى المساهمة بقوة في هذا اليوم، من خلال تنظيم وقفات تضامنية خلال أوقات العمل، والوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الصحفيين الفلسطينيين، وتنديدا بمجازر الاحتلال في حق الصحافة.
من جانبه، قدم عبد الحفيظ ولعلو، نائب رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، في كلمة خلال اللقاء، لمحة عن تعبيرات وحدة مواقف الشعب المغربي في مساندته الشعب الفلسطيني، وهي الوحدة التي تجسدها الجمعية بضمها لكافة أطياف الشعب المغربي، وكذا بمئات المبادرات ومئات المسيرات والوقفات في مختلف المدن والقرى المغربية. ودعا ولعلو إلى الاستمرار في هذا الزخم التضامني الوطني، وإغنائه بالمزيد من المبادرات حتى انتصار الشعب الفلسطيني على الكيان الصهيوني المحتل.
< سميرة الشناوي