اعتلى الاحتفاء بالقراءة ركح المسرح الوطني محمد الخامس بالعاصمة الرباط مساء الأحد 25 فبراير، عبر تتويج مجموعة من تلميذات وتلاميذ مدارس الابتدائي والإعدادي والثانوي ومجموعة من الطالبات والطلبة والأساتذة، بجوائز في ختام النسخة الأولى من المشروع الوطني للقراءة بالمغرب والذي أطلقته وترعاه مؤسسة البحث العلمي الإماراتية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة، حيث رفرف علم المعرفة عاليا معلنا عن انخراط لا متناهي للجيل الجديد في هذا المشروع الذي يسعى بامتياز إلى بناء جيل متنور مثابر ومبدع مستلهما وقابضا على كل ذلك من مفاتيح التعلم والقراءة.
وفي أجواء أحاط بها الحماس واستحضرت قيم الوطنية والاعتزاز بالهوية والانتماء للوطن، ترجمها اللباس المغربي التقليدي وترديد معزوفات من أناشيد وأغاني ملحمية وأشعار استلهمت كلماتها من عبق التاريخ المجيد للمملكة، حظي 45 من الفائزات والفائزين بالتكريم والتتويج، وذلك في إطار المنافسات التي نظمت ضمن المشروع الوطني للقراءة، والتي تشمل أربعة أبعاد، تشمل صنف التلميذ المثقف، صنف القارئ الماسي، صنف الأستاذ المثقف وصنف المؤسسات التنويرية.
وتوجت في صنف التلميذ المثقف، فاطمة الزهراء الكزيري، بالجائزة الأولى، وهي الجائزة التي حصل في إطارها عشر تلاميذ بميداليات في صنف التلميذ المثقف، وبالنسبة لصنف القارئ الماسي الذي وصل فيه للنهائي 10 مشاركين توجوا بميدالية هذا الصنف، توجت لبنى صبار التي تتابع دراستها بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وفي صنف الأستاذ المثقف توجت خديجة قوسال وهي فنانة تشكيلية وناقدة، بالجائزة الأولى، فيما عادت جائزة الأستاذة المتنورة للجمعية المغربية لتنمية التربية بمراكش، فيما الرتبة الثانية حصلت عليها مدرسة الأمل بتاوريرت.
وقالت نجلاء سيف الشامسي، رئيسة مؤسسة البحث العلمي، في كلمة ألقتها في هذا الاحتفاء الذي حمل شعار «المغرب بألوان المعرفة»، والتي أظهرت من خلالها افتتانها بأجواء الاحتفاء والمشاركة المكثفة لعائلات المشاركين والفعاليات الفنية التي نظمت في إطار ختام الدورة الأولى لمشروع القراءة بالمغرب «إن المغرب حالة فريدة صنعها تعاقب الحضارات وجعلته إضافة ملهمة للإنسانية»، معلنة أن المشروع الوطني للقراءة هو إطلاق لنسخة بالمنطقة المغاربية.
وأكدت، في هذا الصدد، «إذا كان للقراء محفل، فكيف لا يكون مغاربيا، فأحسن حسان الحروف هم ناطقوها وأجزل المعاني غورا وأصعبها، هم مدركوها وأجمل البيان فصاحة هم بالغوه»، مضيفة بعبارات ملؤها العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط المغرب بدولة الإمارات «إن المغاربة شعب لا يكون كغيره، على اعتبار أنه يضم أجيالا تتقن قراءة السطور وما بينها، شعب المغرب، معقل القيم ومسكن الحكمة ومرسى الفنون ووجهة الخير، إنهم الثقافة بحقيقتها وأصلها ونتاجها».
ومن جانبه، وصف شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمملكة، المشروع الوطني للقراءة الذي يستهدف جميع الفئات العمرية من تلاميذ المدارس وأساتذتهم وطلاب الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات التربوية والتعليمية والمدنية والإعلامية ودور النشر، والذي يتوزع بين الفعل القرائي سواء بالعربية أو الأمازيغية، وترسيخ الحس الوطني بما يساهم في إذكاء الشعور بالانتماء، فضلا عن المساهمة قدر الإمكان في تحقيق تنمية قدرات المتعلمين ودفعهم إلى تملك اللغات».
وقدم المسؤول الحكومي معطيات رقمية عن هذه الدورة قائلا «إن النتائج المحصل عليها على المستوى الوطني تبرز بشكل جلي أن المشاركة في السنة الأولى من المشروع جد واعدة، حيث شارك أكثر من 272 ألف تلميذ و1846 أستاذا، إلى جانب 488 مؤسسة تنويرية»، مطالبا مختلف الفاعلين من مؤسسات وهيئات وجمعيات المجتمع المدني إلى توسيع قاعدة المستفيدين من برنامج هذا المشروع.
>فنن العفاني
تصوير: رضوان موسى