وجدت أكبر دراسة عالمية حول سلامة لقاحات “كورونا” ارتباطا بين تلقي التطعيمات وزيادة احتمالية الإصابة ببعض المشكلات الصحية المتعلقة بالأعصاب والدماغ والقلب؛ لكن بشكل طفيف.
ووفقا لوكالة “بلومبرغ” للأنباء، فقد بحثت الدراسة عن 13 مشكلة طبية عدها الباحثون «آثارا جانبية سلبية ذات أهمية خاصة» للقاحات كورونا، بين 99 مليون فرد تم تطعيمهم في 8 دول، بهدف تحديد المشكلات التي تحدث بنسب أعلى من المتوقع.
ووجد الباحثون المنتمون لمستشفى “ييل نيو هافن” بالولايات المتحدة، أن التهاب عضلة القلب كان أثرا جانبيا شائعا للجرعات الأولى والثانية والثالثة من اللقاحات التي تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، أو”mRNA”، مثل لقاحات “فايزر” و”موديرنا”.
وقد شوهدت أعلى زيادة في نسبة الإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد الجرعة الثانية من لقاح “موديرنا”. كما تم ربط الجرعة الأولى والرابعة من اللقاح نفسه بزيادة التهاب التامور (الغشاء الرقيق الذي يغطي القلب).
ولوحظ عدد طفيف من حالات التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر، وهو مرض التهابي نادر يصيب الجهاز العصبي المركزي، بعد التطعيم بلقاح “فايزر”.
13.5 مليار جرعة
كما وجد الباحثون زيادة في خطر الإصابة بتجلط الجيب الوريدي الدماغي، وهو نوع من جلطات الدم في الدماغ، بعد تلقي اللقاحات التي تستخدم تقنية الناقلات الفيروسية مثل “أسترازينيكا” و”جونسون”.
بالإضافة إلى ذلك، تم ربط هذه اللقاحات بزيادة خطر الإصابة بـ”متلازمة غيلان باريه”، وهو اضطراب عصبي يهاجم فيه الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الجهاز العصبي المحيطي.
ووجد الباحثون زيادة أيضا في فرص الإصابة بالتهاب عضلة القلب، بعد تلقي جرعة ثالثة من لقاح “أسترازينيكا” في بعض المجموعات السكانية التي تمت دراستها، وليس كلها.
ولم ترصد الدراسة حالات إصابة بمتلازمة تسارع معدل نبضات القلب الموضعي الانتصابي التي ربطتها بعض الأبحاث بلقاحات كورونا.
وتم إعطاء أكثر من 13.5 مليار جرعة من لقاحات كورونا على مستوى العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية، ما أنقذ حياة ملايين الأشخاص، ومع ذلك، فإن أضرار هذه اللقاحات وآثارها الجانبية المحتملة ما زالت موضع نقاش بين العلماء والمواطنين بمختلف أنحاء العالم على حد سواء.