تمثل الحركات الشبابية جيلا بعد جيل، نقلا لراية الشغف والتغيير من جيل إلى آخر. إنها عبارة عن مظاهر تطلعات الشباب وتطلعاتهم نحو عالم يشكلهم ويشاركهم في صنع قراراته وتحديد مستقبلهم.
وتعكس الحركات الشبابية جوهر الطموح والإبداع الذي ينبعث من قلوب وعقول الشباب حول العالم، مجسدة الشغف والتصميم على تغيير العالم نحو الأفضل، بدءا من المجتمعات الصغيرة إلى المستويات العالمية. منذ أجيال، كان الشباب هو القوة الدافعة للتغيير والابتكار، وهذا لا يزال قائما في عصرنا الحالي؛ بدءا من الحركات النضالية التي ناضل فيها الشباب من أجل حقوقهم الأساسية، وصولا إلى الحركات البيئية والاجتماعية التي تسعى لتحسين شروط حياتهم وحياة الأجيال القادمة.
تتباين هذه الحركات في أهدافها وطرق تحقيقها، ولكن الهدف المشترك بينها هو خلق تغيير إيجابي يستمر للأجيال القادمة. إنها تورث الخبرات والتجارب بين الأجيال، وتبنى على الإنجازات والإخفاقات التي سبقتها، مما يعزز من قوتها وفعاليتها في مواجهة التحديات الحالية وصقل رؤيتها المستقبلية.
بالتالي، فإن الحركات الشبابية لا تمثل فقط جيلا واحدا، بل هي سلسلة من الأجيال تتبادل التجارب وتتلاحم في سعيها المشترك نحو تحقيق التغيير والتقدم.
من خلال التنظيم الذاتي والتواصل الفعال، تسعى الحركات الشبابية إلى التأثير في القضايا المحيطة بها، سواء كانت ذات طابع سياسي، اجتماعي، بيئي أو اقتصادي. تتميز هذه الحركات بتنوعها وشموليتها، حيث تجتمع الأفكار والأصوات المختلفة تحت لواء واحد، مما يمنحها قوة لا يمكن تجاهلها في مسيرة التغيير والتحول.
مع تنامي الوعي والمسؤولية الاجتماعية للشباب، يزداد تأثير الحركات الشبابية في تشكيل المستقبل وتحديد مسار العمل الجماعي نحو بناء مجتمعات أكثر عدالة وتقدما.
طيلة شهر رمضان سنقدم نماذج هذه الحركات التي عرفها العالم، وانتشرت بشكل كبير وواسع جدا بين شباب العالم، مشكلة ليست فقط مجرد تجمعات شبابية، بل قوى دافعة للتغيير الإيجابي تجسد روح الأمل والتفاؤل في غد أفضل.
الحركة الكشفية.. تاريخ عظيم وحافل بالمملكة المغربية
تحدثنا في الأجزاء السابقة، عن تاريخ الحركة الكشفية، منذ تأسيسها سنة 1907، كحركة شبابية عالمية تبني الصداقات والخبرات والمهارات الحياتية، مشكلة مستقبل الشباب كمواطنين فاعلين، إلى غاية السنوات الأخيرة، وعن الدور البارز لهذه الحركة العالمية في مختلف المجالات، كما تحدثنا عن مؤسس الحركة روبرت بادن باول، الذي كان معلما وجنديا وكاتبا غزير الإنتاج، قدم الأفكار والنظرية وراء الكشافة في كتابه الأكثر مبيعا “الكشافة للفتيان”، وهو معروف شعبيا باسم BP، كما سلطنا الضوء على التربية الكشفية، الطريقة الكشفية، ثم وعد وقانون الكشافة.
في هذا الجزء من حديثنا عن الحركة الكشفية، سنعرج على الضوء على الحركة الكشفية في المغرب.
ابتداء من سنة 1920 ظهرت الحركة الكشفية عن طريق تأسيس فرع منظمات الكشفية الفرنسية.
سنة 1932 تكونت فرقة كشفية من المغاربة الذين تكونوا في المنظمات الكشفية الفرنسية كفرع للجمعية الرياضية الرباطية والسلاوية.
سنة 1933 (30 دجنبر) وافق جلالة المغفور له الملك محمد الخامس على تسمية الفرقة الكشفية باسم ابنه ولي العهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني ويعتبر ذلك تأسيس الانطلاق الرسمي للكشفية الحسنية المغربية.
سنة 1946 تأسست منظمة الكشافة الإسلامية (المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات حاليا).
سنة 1953 شارك قادة وجوالة الكشفية المغربية في حركة المقاومة المغربية في مختلف المدن المغربية.
سنة 1958 بفضل تدخل جلالة المغفور له الملك محمد الخامس تكونت الجامعة الوطنية للكشفية المغربية من 3 منظمات فقط وهي: الكشفية الحسنية المغربية، ومنظمة الكشافة الإسلامية (المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات)، ثم الكشفية اليهودية المغربية.
ونظمت الجامعة المؤتمر التأسيسي للاتحاد الكشفي للمغرب العربي.
سنة 1960 أصبحت الجامعة عضوا في المنظمة الكشفية العالمية.
سنة 1961 ألغيت عضوية الكشافة اليهودية المغربية من الجامعة بسبب هجرة اليهود وعدم وجود تنظيمات كشفية بالمغرب.
سنة 1970 تأسست منظمة الكشاف المغربي.
سنة 1974 انضمت منظمة الكشاف المغربي إلى الجامعة بتوقيع الميثاق الوطني للمنظمات الثلاث.
سنة 1975 ترأس صاحب السمو الأمير سيدي محمد الوفد المغربي المشارك في الجامبوري العالمي بالنرويج.
سنة 1991 ترأس صاحب السمو الأمير مولاي رشيد الوفد المغربي المشارك في الجامبوري العالمي بكوريا.
سنة 1996 تتشرف الجامعة الوطنية للكشفية المغربية بالرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
سنة 2000 ترأس صاحب السمو الأمير مولاي رشيد الوفد المغربي المشارك في المخيم الكشفي العربي بالطائف بالمملكة العربية السعودية.
>إعداد: عبد الصمد ادنيدن