تعيش مدينة تنجداد بنواحي إقليم الرشيدية على وقع الحداد منذ الجمعة الماضي، عقب انقلاب قارب مطاطي مخصص للهجرة السرية انقلب على مستوى المنطقة البحرية بين شاطئ طرفاية وجزر الكناري.
وحسب ما علمت به «بيان اليوم» فإن الحادثة المفجعة التي وقعت الجمعة الماضي، تعود تفاصيلها لمجموعة من الشباب من إقليم تنجداد نواحي الرشيدية وأقاليم مجاورة، قرروا الهجرة نحو جزر الكناري انطلاقا من منطقة النعيلة بالجماعة الترابية أخفنير التابعة لإقليم طرفاية.
ووفق مصادر «بيان اليوم» فإن القارب المطاطي كان على متنه عشرات الشبان، وقطع ما يزيد عن 109 كيلومتر في عرض البحر، قبل أن يشرع في العودة نحو شاطئ طرفاية لينقلب بعد ذلك.
وبعد علمها بالحادثة، كانت السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية بإقليم طرفاية قد تدخلت وشرعت في إنقاذ 45 مرشحا للهجرة السرية، بالإضافة إلى انتشال 4 جثث لشباب لقوا حتفهم خلال هذه الحادثة.
وتواصل سلطات طرفاية عمليات البحث والإنقاذ للوصول إلى مرشحين آخرين محتملين، خصوصا وان القارب كان يحمل العشرات من الشباب الحالم للوصول إلى الفردوس الأوروبي.
وحسب معلومات، استقتها بيان اليوم من مصادر مقربة من عائلات شباب ناجين وعائلات الشباب الضحايا بتنجداد، فإن الأمر يتعلق بروايتين الأولى تقول إن منظمي عملية الهجرة السرية الذين قادوا القارب المطاطي ليلة الجمعة تخلوا عن الشباب المهاجرين بمنطقة صخرية وعرة وصعبة الولوج ما أدى إلى مقتل البعض وفقدان البعض الآخر، حيث جرى إنقاذ 45 شخصا وتتواصل عملية البحث عن المفقودين.
فيما ترجح الرواية الثانية، حسب مصادر بيان اليوم، أن تكون الحادثة قد وقعت بسبب خلاف حاد بين الشباب الذين كانوا على متن القارب والذي تطور بشكل سريع وأدى إلى انقلاب القارب المطاطي في عرض البحر بـ 100 كليومتر تقريبا عن طرفاية.
وعن سبب هذه الخلاف قالت مصادر الجريدة إن شابا ضمن المهاجرين السريين والذي ينحدر من تنجداد تعرض لسكتة قلبية على متن القارب بدون معرفة أسباب ذلك، وذلك بعد قطع القارب ما يزيد عن 109 كيلومتر في تجاه جزر الكناري، حيث سيقع خلاف بين المهاجرين غير النظاميين، إذ طلب أصدقاء الشاب المتوفي إلغاء العملية والعودة من أجل تسليم جثمان الراحل لأهله وذويه، وهو ما لم يستسغه البعض الذي اعتبر أن الحل يكمن في رمي الشاب المتوفي في البحر واستكمال الرحلة التي دفعوا فيها أموالا طائلة.
وتضيف مصادر بيان اليوم أن الخلاف بشأن العودة إلى الشاطئ أو استكمال الطريق نحو جزر الكناري احتد بين اصدقاء الراحل وبين شباب آخرين، وتحول إلى ملاسنات، قبل أن يقرروا جميعا العودة نحو الشاطئ، مع استمرار الملاسنات والخلاف بين الطرفين.
بعد الشروع في العودة بنحو 9 كيلومترات، ترجح مصادر بيان اليوم أن الخلاف احتد بشكل اكبر وربما تحول إلى شجار، والذي من الممكن أن يكون قد أدى بشكل مباشر إلى انقلاب القارب المطاطي في عرض البحر، والذي سيؤدي إلى وفاة ثلاث شبان انتشلتهم السلطات إلى جانب الجثة الرابعة للشاب المتوفى الذي توفي نتيجة سكتة قلبية على متن القارب.
هذا وتواصل السلطات تحقيقها في ظروف وقوع الحادثة وفي البحث عن ناجين من الحادثة فقدوا في البحر منذ الجمعة الماضي، فيما دعا عشرات النشطاء إلى التدخل العاجل من أجل وقف نزيف الهجرة السرية التي تودي بحياة عشرات الشباب المغاربة بشمال المغرب وجنوبه في رحلة خطرة للوصول إلى أحلام موعودة في الضفة الأخرى.
< محمد توفيق أمزيان