“أسود الأطلس” جاهزون لخوض التحدي الصعب…

يخوض الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، صباح اليوم الأربعاء، أول مباراة له بكأس العالم 2022، بمواجهة منتخب كرواتيا عن المجموعة السادسة بملعب “البيت” أحد الملاعب الجميلة التي بنتها دولة قطر لاحتضان هذا الحدث الكوني، بنكهة عربية خالصة، وكثير من الإبداع والخيال الخصب.

وتفيد كل المؤشرات أن العناصر الوطنية جاهزة لخوض التحدي، والدفاع عن كامل حظوظها في المنافسة على إحدى تذكرتي العبور نحو الدور الثاني، بالرغم من الصراع القوي المنتظر أن تشكله منتخبات هذه المجموعة.

ظهرت جاهزية “أسود الأطلس” من خلال معطيات ايجابية؛ أفرزتها المباريات الإعدادية الأخيرة، وبصفة خاصة مواجهة جورجيا بملعب الشارقة الإماراتية، والتي سمحت بإمكانية التفاؤل، شريطة معالجة آنية لنقاط ضعف، سنعود لها في سياق هذا المقال التحليلي.

أولى النقط الايجابية، هناك الجو العام المشجع على البذل والعطاء، ساهم في خلقه المدرب وليد الركراكي، وهذا يحسب له، ثانيها الانسجام بين مختلف العناصر، بمن فيهم العائد المثير للجدل، عبد الرزاق حمد الله، ثالث النقاط استرجاع النجم حكيم زياش للرغبة في تقديم الأفضل، والدليل على ذلك الدور الذي لعبه في تحقيق الفوز الكاسح، على حساب جورجيا (3-0).

حكيم الحكيم، مرر بذكاء، هيأ فرص سانحة، أبدع بيسراه الساحرة، ليختم عرضه الباهر بهدف أنطولوجي، لا يشاهد إلا مرة في السنة على أقل تقدير، وإلى جانب زياش، كان هناك حكيم آخر يتحكم في الرواق الأيمن، بكثير من التفوق والاقتدار، ونعني أشرف، نجم يشرف صراحة كرة القدم الوطنية على مستوى الاحتراف الأوروبي.

هناك الحكيمان، وهناك أيضا صمام الأمان اسمه ياسين بونو، الحارس الأمين والمخلص لوظيفته الأساسية، في أي تشكيلة كيفما كان وزنها، وفي سياق استعراض مكامن القوة، لابد من إبراز دور العميد غانم سايس، فيما يخص استقرار المنظومة، مرورا بإلياس الشاعر وسليم أملاح وعز الدين أوناحي، في انتظار منح الثقة للقادمين الواعدين بلال الخنوس وأنس زروري.

ورغم كل هذه المميزات، فالمؤكد أن المهمة لن تكن أبدا سهلة ولا في المتناول، فلدى كرواتيا ما يكفي من أسلحة الدمار الشامل -المسموح بها دوليا-  لنسف أية منظومة تكتيكية، وذلك بالاعتماد على تجانس وخبرة سنوات من الممارسة على أعلى مستوى، مرتكزات سبق أن أهلت أصدقاء لوكا مودريتش للوصول إلى المباراة النهائية بمونديال روسيا 2018 ضد فرنسا المتوجة باللقب.

بإمكان العناصر الوطنية الظهور ضد الكروات بأداء متوازن، وهذا يمر بالضرورة عبر تجاوز ضعف واضح على مستوى عمق الدفاع، وعدم التفوق في فترات معينة في تشكيل الحائط الأول انطلاقا من منطقة وسط الميدان، ومن المؤكد أن وليد الركراكي انتبه لذلك، ومعالجة الاختلالات التي ظهرت أمامه في آخر مباراة إعدادية تعتبر مسألة حيوية، لتفادي الهفوات والأخطاء تسهل بنسبة كبيرة مهمة الفريق الخصم.

وبدون أدنى شك، سيكون المنتخب المغربي يومه الأربعاء مدعوما بجمهور قياسي، وسيحظى بتشجيع محفز على التنافس بقوة، لن يكون أبدا لقمة صائغة، حتى في مواجهة منتخبات جاهزة على جميع المستويات، إلا أن هذا لا يلغي أبدا طموح أشبال الركراكي في تدوين اسمهم ضمن سجل المتألقين.

برنامج اليوم

* المجموعة الخامسة:

ألمانيا – اليابان: (14:00)
إسبانيا – كوستاريكا: (17:00)

* المجموعة السادسة:

المغرب – كرواتيا: (11:00)
بلجيكا – كندا: (20:00)

مبعوث بيان اليوم إلى الدوحة: محمد الروحلي

Related posts

Top