أيام تحسيسية بشفشاون لتنزيل مقتضيات إعلان مراكش للقضاء على العنف ضد النساء

اختتمت بشفشاون، نهاية الأسبوع المنصرم، فعاليات الأيام التحسيسية لتنزيل ترابي لمقتضيات إعلان مراكش للقضاء على العنف ضد النساء.
وتميز حفل الاختتام، الذي جرى في إطار احترام التدابير الاحترازية الصحية، بتنظيم حفل بهيج على إيقاعات روحية أحيته فرقة الزهراء للتراث الصوفي والموسيقى الروحية برئاسة الفنانة جليلة الأمين العلمي، التي قدمت باقات متنوعة من أشهر أغاني فن الحضرة، التي تتميز بها منطقة شفشاون.
وتضمن برنامج الأيام التحسيسية، التي نظمتها جمعيات المجتمع المدني بتنسيق مع النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بشفشاون وشركاء مؤسساتيين، وجرت تحت شعار “التمكين الاقتصادي للنساء رافعة أساسية للنهوض بأوضاعهن”، ندوات وموائد مستديرة وورشات ودورات تكوينية، أطرها خبراء ومختصون في المجال الاجتماعي والحقوقي، سلطوا خلالها الضوء على عدة قضايا ومشاكل مرتبطة بالعنف ضد المرأة، ولعل من أبرزها في الوقت الراهن تلك المرتبطة باستعمال “الوسائط الالكترونية في الإجراء القضائية المتعلقة بالعنف ضد النساء”.
وتوزعت فقرات البرنامج التحسيسي بين الجمعيات المؤطرة لهذه الفعاليات التحسيسية على مدى ثلاثة أيام، وذلك عبر الوسائل النظرية والحقوقية والتجارب الميدانية، فضلا عن الاستعانة بالوسائل الفنية كالموسيقى والسينما، والتشكيل، وعرض المنتوجات المجالية النسائية، لأجل معالجة مشاكل العنف من مختلف الزوايا، وتسليط الضوء على التداعيات السلبية لهذه الظاهرة المسيئة للمجتمع .
وبصمت الجمعيات المؤطرة لهذه الفعاليات (جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية، وجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص- فرع شفشاون، وجمعية حماية الأسرة المغربية – فرع شفشاون، وجمعية طريق المحبة للقلوب الرحيمة) عن حضورها وخبرتها المتميزة في مجال الترافع وتقاسم تجاربها في قضايا النساء والفتيات المعنفات من خلال تجارب راكمتها لعقود عبر مراكز الاستماع التابعة لجمعياتها من خلال تبني بعض القضايا والترافع حولها في كل المحاكم، وتنسيق الجهود والعمل بشكل تشاركي للقضاء على العنف ضد النساء وتطوير آليات التكفل بضحاياه.
وفي هذا الإطار، أوضحت رئيسة حماية الأسرة المغربية- فرع شفشاون حنان قريش العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي، أن هذه الأيام التحسيسية التي احتضنتها شفشاون حول النساء ضحايا العنف، “تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة وصون كرامتها، وحماية حقوقها”.
ورأت قريش أن تداعيات الظرفية الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا خلفت تنامي أشكال العنف ضد النساء، بما فيها العنف الأسري “الذي أضحى يشكل ظاهرة لأبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان التي تتنافى وقيم ومبادئ الحقوق الأساسية للنساء، وما خلفته هذه الظاهرة من آثار مدمرة ليس فقط على النساء بل على أطفالهن وأسرهن ومحيطهن”.
وبالمناسبة، دعت قريش إلى ضرورة التشخيص للحاجيات الأولية والعاجلة للنساء ضحايا العنف، وضمان استفادتهن من الخدمات المتاحة في مجال العدالة والصحة والمواكبة الاجتماعية، ومساعدتهن على تجاوز الصعوبات في إثبات حالة العنف.
من جهتها أشادت، الكاتبة العامة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص – فرع شفشاون – حميدة جامع، بدور وأهمية الالتزام المتعلق بـ “إعلان مراكش” في 8 مارس 2020، الرامي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتحقيق الالتقائية الفعلية لمختلف التدخلات القطاعية للتكفل بالنساء ضحايا العنف، وكذا لكافة المبادرات الرامية إلى الوقاية من العنف ضد المرأة، معتبرة أن من ثمار الأيام التحسيسية بشفشاون أنها تعتبر نقطة مضيئة لمواصلة جمعيات المجتمع المدني نشر ثقافة الوعي المعرفي والحقوقي لأجل القضاء على العنف ضد النساء والفتيات صونا لكرامتهن.
بدورها، اعتبرت رئيسة جمعية طريق المحبة و للقلوب الرحيمة لطيفة الطوبي، أنه من أجل القضاء على استمرار العنف الممارس ضد النساء “لابد من جعل التمكين الاقتصادي من الأولويات لكي يكون عند النساء داخل أسرهن اكتفاء ذاتي كي يواجهن الحياة ومصاعبها لضمان كرامتهن وتحقيق المساواة داخل المجتمع المغربي.
من جانبها، عبرت الفنانة جليلة الأمين العلمي، عن سعادتها في المشاركة في الحفل الختامي للأيام التحسيسية، موضحة أن فن الحضرة العريق والموسيقى الروحية من شأنهما أن يساهما في إيجاد حلول لمشكلات العصر بطرقة غير مباشرة ، تلك التي يعاني منها الإنسان من خلال التربية الروحية وتهذيب الذوق ليتجنب ممارسة العنف ضد النساء.

Related posts

Top