ابتسمk فإن الابتسامة غذاء للجسد والروح، ومفتاح لكل الأبواب وعلاج لكل الجروح. ابتسم في وجه طفلك لترفع من معنوياته وتجعله يفتخر بأن له أبا غير منشغل عنه. وأن العمل اليومي والتعب الذي يعيشه الأب، يمكن أن تصرفه نظرة حب وحنان إلى طفلك وزوجتك. ابتسم لتروض وجهك على الابتسامة والبشاشة، لأن الوجه هو مرآة القلب والعقل والروح. و الوجه الحزين العبوس يصد كل نفحات القلب وإبداعات العقل ويعجل بقتل الروح داخل الجسد، وتعليقها لسنوات قبل الإفراج عنها ليسلمها لقابض الأرواح. ابتسم في وجه كل عابر سبيل لتبرز للناس طيبة وطهارة قلبك مفتوح. ويبقى عطر خلقك وسماحتك زكي يفوح، ولتزرع الأمن والأمان في قلب وروح كل من يريد إلقاء التحية أو طرح السؤال. ولتدرك أن الوجه العبوس هو ألذ خصوم صاحبه، وأن الحياة وردة تتغذى من صفاء وبشاشة الوجوه، وأن الإنسان بعقله وقلبه وروحه ليس إلا حارسا وراعيا لها. ابتسم لخصمك ليزول الخصام ويذوب الخلاف بعد الكلام والعناق والالتحام. ويعود الود والوفاء ممزوجا بروح التكافل والوئام.
ابتسم لمرضك ليعرف أنك صامد ومؤمن بالعطاء والسخاء. ويدرك أن قعوده داخل جسدك لن يزيده إلا ملل واكتئابا. ابتسم لجيبك، فإن كان مملوءا سارع إلى إسعادك وتوسيع دائرة أحبابك وإن كان فارغا أوحى لك بسبل وطرائق لتملأه بالمال الطيب الحلال.
ابتسم لكل متكبر متجبر واهم، فإن ابتسامتك سترعبه وتربك خططه ومآربه وتكسر شوكته وعظمته .
ابتسم لكل الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وحشرات وطيور وأسماك ولكل جماد، فإن ابتسامتك تغذي الكائنات الحية وتزرع الحياة في كل جماد. ابتسم كنت طفلا أو شابا أو فتاة، رجل أو امرأة، مسنة أو شيخا. فالابتسامة لا تؤمن بالسنوات والأجساد والإعاقات، ولا تعترف بالأمراض والمعاناة والمآسي والأفراح.
ابتسم رغم حالات الطوارئ التي لا تنتهي ورغم مصارعتك المستمرة لفيروس كورنا المجهول الذي اضر بصحتنا وعقولنا وجيوبنا وحد من أنشطتنا وتحركاتنا.
ابتسم فبالابتسامة تصنع النعم وتشفي المرضى وتزيل الألم. ابتسم فإن أشرس وألذ خصومك وجهك العبوس.
للأسف تعلمنا كيف نصنع الأزمات ونغذي البؤس ونزرع اليأس والإحباط هناك وهناك. ونسينا أن نوفر جزئا من جهدنا وأراضينا لبناء الكرامة وتشييد السعادة وزرع المحبة.
تعلمنا أن نقبل بكره العين قبل العقل وقبل القلب. وأن نسترق السمع في أمور لا تعنينا و نغوص سلبا في مشاكل غيرنا لنزيد من معضلاتها.
تعلمنا أن نحضن الغريب قبل القريب. وأن نتركه بلا حسيب ولا رقيب. تلك قيمنا تصيب وتخيب. لكن في ظل تناسل الخونة والمتربصين بالوطن. وجب التدقيق والبحث والتنقيب.
نسينا ونحن نزداد غلا وحقدا اتجاه بعضنا البعض، أن نوفر من غلنا وحقدنا قسطا ضئيلا لمواجهة أعداءنا ونمنح لبعضنا الوقت والمجال من أجل التسامح والتلاحم والتفاهم.
نسينا أن نجعل من سمومنا أسلحة فتاكة تقوينا وتحمينا وترهب خصومنا. بدل من أن نوظفها للتخلص من بعضنا البعض وإضعافنا وتشتتنا.
نسينا أن لمة الشعب هي الضمان وصمام الأمان لكل مشاريعنا. وأنه علينا إعادة تمتينها وشحن أنفسنا، لنوقف زحف الفساد والاستبداد. لنغير ما بأنفسنا. لأنه السبيل الوحيد إلى التغيير نحو الأفضل. نسينا أن رضا الله لا يوجد فقط بالمساجد. لكنه هناك في الأحياء الهامشية والقرى النائية. هناك حيث البعض يئنون من قساوة الحياة وظلم البشر..أبواب مفتوحة ليل نهار تنتظر من يقتحمها ليغير حياة من بداخلها. نسينا أن الحياة وإن تجاوزت القرن لا تغدوا أن تكون أحلاما وكوابيس في لحظة غفوة أو غفلة.. وأن بين الحقيقة والأحلام ستارة داخل العين تحكمها ذرة في الدماغ.. ترمي بهياكلنا وأجسادنا هنا وهناك..
تلكم أخطاءنا التافهة التي لا يمكن تصنيفها ضمن خانة الكبائر. أخطاء من السهل تداركها وتصحيح مسارنا وتحصين وطننا وضمان أمننا واستقرارنا.
لم يكن يوما العقل مرشدنا وراعينا في كل خطواتنا. ولم نعلم بعد كيف نتقبل قدر السماء المحتوم كان ممطرا أو مجرد سحاب بلا غيوم. كل عام ونحن نصحح أخطاءنا ونخفف من ذنوبنا . لنلقى الخالق برصيد من الحسنات يؤمن لنا تأشيرة الجنة. و خلاصة القول إن :
سمة العقل الشرف…. إن غاب عنه انحرف
ذبل الحق وانجرف …. وعاش الباطل في ترف
بقلم : بوشعيب حمراوي