بعد إضراب استمر أزيد من 6 أشهر، قرر طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وقف إضرابهم وقبول العرض الحكومي. ووقعت كل من وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية، ووزارة الصحة ممثلة في مدراء المراكز الاستشفائية الجامعية والجهوية من جهة، وممثلي مكاتب طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان من جهة أخرى محضر اتفاق ينهي الأزمة التي عمرت أزيد من 6 أشهر.
ويقضي محضر الاتفاق الموقع بين ممثلي الحكومة والطلبة الالتزام بالرفع من عدد مناصب مباراة الإقامة على مدى خمس سنوات للشعب الثلاثة على أساس عدد المقاعد المفتوحة خلال مباراة الإقامة لسنة 2019، وذلك ابتداء من مباراة الإقامة لسنة 2020.
في هذا السياق، التزمت الحكومة، حسب محضر الاتفاق، بزيادة 100 منصب في كل سنة على الصعيد الوطني مقارنة مع عدد مناصب مقارنة عدد مناصب مباراة الإقامة للسنة الجامعية السابقة فيما يخص مباراة الإقامة التعاقدية، بالإضافة إلى زيادة 50 منصبا في كل سنة على الصعيد الوطني مقارنة مع عدد مناصب مباراة الإقامة للسنة الجامعية السابقة فيما يخص مباراة الإقامة غير التعاقدية.
كما التزمت الحكومة بالحفاظ على نفس عدد المقاعد على الأقل أو الزيادة فيه على الصعيد الوطني ابتداء من مباراة الإقامة لسنة 2025، فضلا عن حذف الشق المتعلق بمعدل النقاط المحصل عليها خلال سنوات التكوين من مكونات اختبارات المادة.
إلى جانب ذلك، أقر محضر الاتفاق باستفادة طلبة الصيدلة من منحة التعويض عن المهام في السنة الخامسة من التكوين، ابتداء من السنة الجامعية المقبلة 2019 – 2020، فضلا عن استفادة طلبة السنة السادسة في نفس التخصص من التعويض عن المهام، وذلك على غرار ما هو معمول به بالنسبة للسنة السابعة في الطب.
هذا، والتزمت وزارة الصحة بالرفع من عدد مناصب التوظيف العمومي المخصصة للحاصلين على دبلوم دكتور في الصيدلة ابتداء من السنة الجامعية 2019 – 2020.
من جهتهم، التزم ممثلو الطلبة برفع المقاطعة واجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الأسدس الأول واجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الأسدس الثاني ودورة استثنائية.
والتزمت كليات الطب والصيدلة، في هذا الإطار، بتنظيم حصص للدعم مع تخصيص مرحلة للإعداد للامتحانات خلال الأسبوعين الأولين من شتنبر وكذا برمجة الدخول الجامعي القادم بعد استيفاء امتحانات الدورة الاستثنائية.
ونص محضر الاتفاق على تأجيل مباريات الداخلية ومباراة الإقامة لسنة 2019 إلى يناير 2020، وفتح حصة التعيينات بالنسبة لطلبة السنة السابعة في أجل أقصاه الأسبوع الثاني من نونبر المقبل.
هذا وجاءت موافقة طلبة الطب على العرض الحكومي بعد اجتماعات متواصلة لهم والتي خلصوا فيها إلى أن العرض الحكومي يستجيب لـ 25 نقطة من ملفهم المطلبي، حيث قرروا اجتياز امتحانات الدورة الاستدراكية المقررة ابتداء من 4 شتنبر المقبل.
وأكد طلبة الطب أن العرض الحكومي الجديد جاء بعدة إيجابيات، من ضمنها الرفع في المنحة بالنسبة للسنة السابعة، ومنع طلبة السنة الخامسة في الكليات الخاصة من الداخلية، مع السماح لهم باجتياز امتحان الإقامة بعد السنة السابعة، فضلا عن رفع في عدد مناصب مباريات الإقامة خلال السنوات المقبلة.
الاتفاق، رغم إنهائه الأزمة التي عمرت طويلا بين الطلبة من جهة والحكومة من جهة أخرى، إلا أنه أدى إلى انقسام وسط الطلبة، إذ أفرزت عمليات التصويت تقاربا كبيرا بين الداعين للاستمرار في التصعيد ومقاطعة الامتحانات، وبين الداعين إلى قبول العرض الحكومي واجتياز الامتحانات واستئناف الدروس، إذ لم تتجاوز نسبة الفرق في الأصوات 5 بالمئة قبل أن يقرر قادة التنسيقية الوطنية المؤطرة للإضراب والاحتجاجات حسم الجدل بقبول العرض الحكومي.
يشار إلى أن طلبة الطب يخوضون سلسلة من الاحتجاجات انطلقت منذ فبراير الماضي احتجاجا على قرارات الحكومة التي وصفوها بـ “الخوصصة”، كما قاطعوا فصول الدراسة منذ أبريل، بالإضافة إلى مقاطعة امتحانات الدورة العادية التي كانت مقررة في يونيو الماضي.
محمد توفيق أمزيان