اختتام الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

>  مبعوث بيان اليوم إلى طنجة: عبد العالي بركات

نال فيلم “مسافة ميل بحذائي” للمخرج سعيد الخلاف الجائزة الكبرى ضمن مسابقة الفيلم الطويل الرسمية، للدورة السابعة عشر للمهرجان الوطني الفيلم بطنجة، كما نال هذا الفيلم جائزة الموسيقى التصويرية..
وفي ما يخص مسابقة الفيلم القصير، فقد كانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم “مول الكلب”،  (أنظر اللائحة الكاملة للجوائز كما أعلنتها لجنتا التحكيم ضمن مواد هذه الصفحة).

الفيلم لطويل.. “مسافة ميل بحذائي”
 
جاء في تقرير لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي ترأسها الأستاذ نور الدين أفاية أن “عملية التحكيم لم تكن أمرا هينا، بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بأعمال موجهة نحو الأحاسيس..”، كما أوضح أنهم “لم يعتمدوا على أداة للتنقيط بكيفية آلية، بقدر ما كان انتباههم مركزا على مكونات الفيلم والانتصار لقيم الإبداع وحرية التفكير..”، كما تمت الإشارة في التقرير نفسه الذي تلاه رئيس لجنة التحكيم، إلى أن “الأفلام المتوجة تتميز بجدة المقاربة السينمائية والتوفر على التناسق والابتكار الجمالي..”، وتمت التوصية بضرورة “فصل الأفلام الوثائقية عن الأفلام الروائية ضمن المسابقة الرسمية، نظرا لصعوبة التقييم وشروط المفاضلة بينها..”.
ويكتسي فيلم “مسافة ميل بحذائي” الفائز بالجائزة الكبرى الجدة، من حيث المزاوجة بين المسرح والسينما، حيث تتخلله عدة مشاهد يمكن اعتبارها معزولة، وإن كانت تشكل مرآة تعكس ماضي أسرة البطل التي كان مآل أفرادها التفكك وما يترتب عن ذلك من تشرد وضياع وانحراف.
لقد أقدم المخرج في هذا العمل على مغامرة، حيث أنه من الصعب أن تحافظ على المتلقي في قلب صيرورة أحداث الفيلم، وأنت تجعله ينتقل بين عالمين مختلفين تماما، السينما والمسرح، كلاهما له شروطه الفنية الخاصة، غير أن من الواضح أن المخرج مولوع بفن التجريب، إيمانا منه بحرية الإبداع، وهذا حال العديد من المخرجين الجدد، خصوصا بالنسبة للذين ينجزون عملهم الأول، حيث تغلب لديهم الرغبة في تجاوز التجارب السائدة.
عدا ذلك، فإن الموضوع الذي يتطرق إليه ذو طابع اجتماعي، يتلخص في شتات الأسر، وعواقب ذلك على المجتمع، ومن ثم تبليغ رسالة إلى المسؤولين بضرورة الاهتمام بهذه الفئة من مجتمعنا، خصوصا الأطفال المشردين، وقد حرص المخرج على أن تحمل نهاية الشريط الأمل في مستقبل أفضل، ولهذا لم يتردد في القول إنه يرغب في عرض شريطه هذا في فضاءات الإصلاحيات. يمكن القول إن مسافة ميل بحذائي، فيلم تربوي بالدرجة الأولى.

الفيلم القصير .. “مول الكلب”

وفيما يتعلق بالأفلام القصيرة، فقد تم التذكير في تقرير لجنة تحكيم هذه المسابقة التي ترأسها المخرج السينمائي عبد السلام قلاعي، بـ “تمكن أغلب صناع الأفلام المشاركة من الجوانب التقنية، غير أن نسبة كبيرة من هذه الأفلام تفتقر لرؤية عميقة ولبعد فكري وجمالي، كما غابت الجودة من حيث المواضيع التي تمت معالجتها..”.
وفي سياق تسليم الجوائز، قام المختبر الإسباني لما بعد الإنتاج بتسليم جائزة العمل الأول للمخرج عبد الإله الجوهري عن فيلمه الوثائقي الطويل “رجاء بنت الملاح”، “نظرا لبعده الاجتماعي والنفسي المؤثر ولحديثه عن الأحزان والانتصارات، وتأكيده على أن الأفراح عمرها قصير..”، حسب تقرير اللجنة.
كما سلمت جامعة الأندية السينمائية جائزتها للفيلم الطويل “أفراح صغيرة”، ونوهت بالفيلم الوثائقي “رجاء بنت الملاح”، والفيلم الروائي الطويل “ميلوديا المورفين”، وجاء في تقريرها أن هناك “تراجعا على مستوى الكتابة السينمائية، في مقابل تحسن من حيث التمكن من التقنيات السينمائية، في مقابل تألق الممثلات والممثلين على حد سواء، بالرغم من صعوبة الأدوار التي أسندت إليهم..”، وأوصت الجامعة بـ”ضرورة مد جسور التواصل بين السينمائيين والأدباء..”.
 وبدورها خصصت الجمعية المغربية لنقاد السينما، جوائز لأفلام هذه الدورة، حيث منحت جائزتها للفيلم القصير “نداء الترانغ”، وللفيلم الطويل “البحر من ورائكم” لهشام العسري، نظرا لجرأته في الطرح وأسلوبه السينمائي الحداثي، في حينه وجهت تنويها للفيلم القصير “مول الكلب”.
ويعد الفيلم القصير “مول الكلب” الفائز بالجائزة الكبرى لهذه الدورة، بسيطا جدا، لكنه محكي بأسلوب ذكي، حيث جعل المتلقي يعيش أحداثه التي تناهز العشرين دقيقة بنوع من الإشباع الفكري والجمالي كذلك.
 حكاية الفيلم كما سبقت الإشارة إلى ذلك جد بسيطة، شاب ذو سلوك سوي، لكنه متعلق بكلبه إلى حد جنوني، إذ أنه حين سيتيه عنه، سيضحي بكل شيء من أجل العثور عليه، وفي أثناء ذلك سيكون في مواجهة العديد من المفاجآت غير السارة بطبيعة الحال، لقد اتخذ المخرج كما هو واضح هذا الحدث البسيط ذريعة ليكشف عن مجموعة من الخبايا المرتبطة بالحيوانات الضالة على وجه الخصوص، هناك شبكات تكسب عيشها بطرق ملتوية، هناك بؤس، وأناس حولتهم قسوة العيش إلى وحوش بشرية.
مع ذلك فإن هذا الشريط لم تغلب عليه تلك القتامة المفترض أن تطغى على تجارب تعكس الوجه البئيس للمجتمع، والتي غالبا ما تدفع بالمتلقي إلى الشعور بالملل والقنوط، بل على العكس من ذلك، طغت على فيلم مول الكلب مسحة من الأمل، هناك شروق يتسلل من ثنايا الفيلم ليشرح صدر المتلقي.

تكريم الممثلين فاطمة الركراكي ومصطفى الزعري

وتم في الحفل الاختتامي كذلك تكريم الممثلين فاطمة الركراكي ومصطفى الزعري، وقد ألقى الممثل عبد اللطيف هلال شهادة في حق الزعري، ذكر فيها أن المحتفى به “يعد عنوانا للنضال وتكريس تجربة الفن إضافة إلى أنه مناضل نقابي وباحث عن لقمة العيش الفني بكرامة واستحقاق..”، وأبدى إعجابه بـ”بحته الصوتية الطالعة من التربة الزعرية، وبكونه يمثل ببساطة وسلاسة إلى حد أنه لا يكاد يشعر المتتبع بأنه يمثل..”.
وأبى الزعري إلا أن يهدي هذا التكريم الذي حظي به، لزوجته الفنانة رشيدة مشنوع، التي وصفها بكونها “صامدة وصامتة في آن واحد..”، ونوه بالأداء المتميز للممثلين الجدد، مذكرا بأن ذلك يجعله يطمئن على مستقبل السينما ببلادنا.
وقال الفنان رشيد الوالي في شهادته في حق المكرمة فاطمة الركراكي إنها “ممثلة عظيمة، تتميز بانضباطها وشغفها بأداء الأدوار التي تسند إليها..”، واعتبر مسارها الفني، بمثابة درس مفاده أن الفنان لا يتقاعد، حتى لو أقعده المرض، يبقى أنه بحاجة لمن يحبه لكي يعطي أكثر، يضيف الوالي.
واكتفت المحتفى بها بتذكير الجيل الناشئ بأهمية القراءة لبلوغ النجاح، ولعل في ذلك إشارة ضمنية إلى السينمائيين بضرورة الحرص على التكوين في حقل السينما، لإخراج أعمال سينمائية جيدة.

***

جوائز مسابقة الفيلم الطويل:

 • الجائزة الكبرى: فيلم “مسافة ميل بحذائي” للمخرج سعيد الخلاف
 • جائزة المونطاج: هشام أمال في فيلم “ميلوديا المورفين”
 • جائزة الصورة: علي الركاب في فيلم “دموع إبليس” للمخرج هشام الجباري
 • جائزة الصوت: محمد تيمومس في فيلم “دموع إبليس”
 • جائزة أفضل موسيقى أصلية: محمد أسامة عن موسيقى فيلم “مسافة ميل بحذائي”
 • جائزة أحسن دور رجالي: الممثل أمين الناجي عن دوره في فيلم “مسافة ميل بحذائي”
 • جائزة أحسن دور نسائي: الممثلة فاطمة هراندي عن دورها في فيلم “مسافة ميل بحذائي”
 • جائزة أحسن ثاني دور رجالي: الممثل فهد بنشمسي عن دوره في فيلم “إحباط”
 • جائزة أحسن ثاني دور نسائي: الممثلة فرح الفاسي عن دورها في فيلم “أفراح صغيرة”
 • جائزة السيناريو: شريف الطريبق في فيلم “أفراح صغيرة”
 • جائزة الإخراج: هشام العسري عن فيلمه “البحر من ورائكم”
 • جائزة العمل الأول: هشام أمل عن فيلمه “ميلوديا المورفين”
 • جائزة لجنة التحكيم: فيلم “رجاء بنت الملاح” لعبد الإله  الجوهري
 • تنويهات خاصة: للممثلة فاما الفراح عن دورها في فيلم أفراح صغيرة، وللممثل سعيد العلمي عن دوره في فيلم مسافة ميل بحذائي، ولفيلم “رجال من طين” نظرا لميزات تقنية ظاهرة فيه.

 جوائز مسابقة الفيلم القصير:

 • الجائزة الكبرى: فيلم “مول الكلب”
 • جائزة السيناريو: فيلم “التوقيع”
 • جائزة لجنة التحكيم الخاصة: فيلم “نداء الترانغ”

جوائز أخرى:

 • جائزة المختبر الإسباني لما بعد الإنتاج: جائزة العمل الأول للمخرج عبد الإله الجوهري عن فيلمه الوثائقي الطويل “رجاء بنت الملاح”،
 • جائزة جامعة الأندية السينمائية للفيلم الطويل: شريط “أفراح صغيرة”
 • جائزة الجمعية المغربية لنقاد السينما للفيلم القصير: شريط “نداء الترانغ”
 • جائزة الجمعية المغربية لنقاد السينما للفيلم الطويل: شريط “البحر من ورائكم” لهشام العسري

*********

إطلاق مشروع لرقمنة 100 سنة من السينما المغربية

كشفت الحصيلة السنوية للسينما المغربية خلال 2015، أنه تم إنتاج 20 فيلما طويلا و123 فيلما قصيرا.
وأفادت الحصيلة، التي قدمها المدير العام للمركز السينمائي المغربي، صارم الفاسي الفهري، صباح السبت بطنجة، قبيل الحفل الختامي لفعاليات الدورة 17 للمهرجان الوطني للفيلم، بأن التسبيقات على المداخيل المخصصة لدعم الإنتاج السينمائي الوطني بلغت برسم موسم 2015 ما مجموعه 62 مليون و580 ألف درهم.
ويهم هذا الغلاف، حسب الوثيقة المتضمنة للحصيلة السنوية، التسبيقات على المداخيل قبل وبعد الإنتاج، إضافة إلى منح دعم كتابة وإعادة كتابة السناريو.
وقررت لجنة الدعم في هذا الإطار منح التسبيق على المداخيل لـ23 فيلما طويلا، مقابل 25 فيلما طويلا في العام 2014، منها 13 فيلما قبل الإنتاج (48 مليون و200 ألف درهم) و4 أفلام بعد الإنتاج (4 ملايين و600 ألف درهم) وأربعة أفلام لإعادة الكتابة ( 220 ألف درهم) وفيلمان اثنان لكتابة السيناريو (120 ألف درهم).
كما قررت منح التسبيق على المداخيل لسبعة أفلام قصيرة، وهو ذات العدد في العام الماضي، منها فيلم واحد قبل الإنتاج (160 ألف درهم) وستة أفلام بعد الإنتاج (870 ألف درهم).
وشمل الدعم السينمائي العمومي مشاريع الأفلام الوثائقية حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، حيث تم رصد 7 ملايين و550 ألف درهم لدعم تسعة أفلام قبل الإنتاج، 500 ألف درهم لفيلم وثائقي واحد بعد الإنتاج، و300 ألف درهم لدعم إعادة كتابة أربعة أفلام، و60 ألف درهم لدعم كتابة سيناريو فيلم واحد.
وفي قطاع الاستغلال، تظل وضعية القاعات السينمائية متفاقمة، حيث تم حصر عدد القاعات النشيطة في 31 قاعة مزودة بـ57 شاشة، حققت خلال العام المنصرم مداخيل بلغت 74 مليون و462 ألف درهم مقابل 66 مليون و726 ألف درهم، العام الماضي، حيث استحوذت سينما ميكاراما، بما يناهز 2 مليون متفرج خلال سنة واحدة.
وحل فيلمان مغربيان في صدارة شباك التذاكر هما “الفروج” لعبد الله فركوس بـ 100 ألف و60 تذكرة، متبوعا بـ”الحمالة” لسعيد الناصري بـ95 ألف و535 تذكرة.
ووقع الفيلم المغربي حضوره الدولي في 33 مهرجانا دوليا، داخل المسابقة الرسمية، بينما شارك في 37 مهرجانا ضمن عروض خارج المسابقة.
وحصد المبدعون المغاربة 15 جائزة من هذه المشاركات، في فئة الأفلام الطويلة، و5 جوائز في فئة الأفلام القصيرة.
من جهة أخرى، أطلق المركز السينمائي المغربي مشروع رقمنة 100 سنة من أرشيف السينما المغربية، عبر مراحل. وتضم المرحلة الأولى من هذا المشروع الوثائق المصورة في الفترة ما بين 1905 و1940. وابتداء من مارس 2016، ستتم عملية الرقمنة بمختبر المركز السينمائي بعد دورة تدريبية بروما، استفاد منها عدد من التقنيين. 

Related posts

Top