الأحزاب الشيوعية في العالم العربي

لعبت الأحزاب الشيوعية في العالم العربي دورا مهما في نشر الفكر التحرري، من خلال تكسير حواجز المجتمع التقليداني الذي كانت ولا زالت تشهده الدول العربية، من حيث الهيمنة الذكورية، وتركيز السلطة في يد أيديولوجيات فكرية واقتصادية معينة..
ومن هذا المنطلق، ظلت الأحزاب الشيوعية العربية وإلى اليوم، تدافع عن الشعوب العربية وتناضل إلى جانبها، من خلال تأطير الاحتجاجات والمسيرات المطالبة بالاستقلال، الحرية، العدالة الاجتماعية، والكرامة.. أو العمل على إحداث تغييرات تكتونية من داخل المؤسسات الدستورية للدول، التي توجد بها بعض الأحزاب التقليدية.
واهتماما من بيان اليوم بالموضوع، ارتأت الجريدة أن تسلط الضوء على تجربة الأحزاب الشيوعية في العالم العربي، من خلال هذه الزاوية الرمضانية، التي سنقف من خلالها عند شذرات من تاريخ، ومنجزات وتجربة هذه الأحزاب، بالإضافة إلى الأهداف والمشاريع النضالية والفكرية والاقتصادية التي لا زالت تناضل لأجلها حاليا.

الجزائر 2/2

عودة إلى النشاط

..من أهم إنجازات هذا التنظيم العسكري تمكنه من تهريب كمية معتبرة من الأسلحة عن طريق المرشح مايو وزميله غراب، إذ زودت بها الجماعة المسلحة التي أنشأت بمنطقة الشلف عن طريق عبد القادر عروج، موريس لابان ومحمد بوعلام، وقد ضمت هذه الجماعة حوالي عشرة عناصر جلهم جزائريين، ولم تثبت طويلا أمام الجيش الفرنسي.
وكان هدف الحزب من تأسيس هذا التنظيم العسكري هو البحث عن اتصال دائم مع جبهة التحرير الوطني من أجل الالتحاق بالثورة التحريرية والمشاركة فيها.
بيد أنه سيتم حل هذا التنظيم العسكري في الفاتح من يوليوز 1956، حيث تم إلحاق مناضلي التحرير في صفوف جيش التحرير الوطني، مستقلين بذلك، عن الحزب الشيوعي الجزائري وذلك بدون التنازل عن إطارهم السياسي والأيديولوجي.
وأتى هذا الحل، بناء على توقيع اتفاق الحزب الشيوعي الجزائري مع جبهة التحرير الوطني في اجتماع شهر ماي 1956، وكان ذلك في عيادة طبيب أسنان جزائري في وسط العاصمة، حيث أن زمان ومكان هذا الاجتماع كان محددا من طرف جبهة التحرير الوطني وكان وفد هذه الأخيرة يتكون من عبان ورمضان وبن يوسف بن خدة من جهة، ووفد الحزب الشيوعي الجزائري يتكون من بشير حاج علي وصادق هجرس من جهة أخرى.
وصرح بن خدة، خلال هذا الاجتماع: “أن الهدف من عقد الاتفاق هو منع وجود قوة عسكرية أخرى غير جبهة التحرير الوطني والباقي فلا يهم..”.
وفي نفس اليوم أصدر الحزب منشورا أعلن فيه انضمامه الرسمي إلى صفوف جيش وجبهة التحرير الوطني على أنه أكد في نفس الوقت احتفاظ الحزب الشيوعي الجزائري باستقلاله السياسي ودخول أعضاء قيادته في العمل العسكري إلى غاية الاستقلال.
ظل الحزب الشيوعي الجزائري مجمدا نشاطه السياسي منذ سنة 2005، تاريخ وفاة زعيمه الهاشمي الشريف، إذ لم يعقد مؤتمره طيلة 13 سنة، قبل أن تعلن الحركة الديمقراطية الاجتماعية عن عقد مؤتمر استثنائي خلال السنة الجارية 2019.
وشهد المؤتمر تقديم مرشح عن الحركة في الانتخابات الرئاسية، فتحي غراس، للمرة الأولى في تاريخ الحزب اليساري المعارض، كما أنها أول مشاركة في استحقاق رئاسي على اعتبارها كانت مقاطعة مجمل الاستحقاقات الرئاسية والبرلمانية التي جرت منذ عام 1995.
وقال فتحي غراس حينها، إن “إعلان ترشيحه من قبل الحزب، يعد تحولا سياسيا نحو خيار المشاركة بعد سلسلة المقاطعات التي أعلنتها الحركة في السابق، كما أنه يأتي على خلفية موقف نقدي، وكذلك، بعد إجراء الحركة لنقد ذاتي وتوصلها إلى وجود تحولات سياسية تتطلب دخولها المعترك الانتخابي”.
وحول تعليق أنشطة الحزب في السابق، كان لذلك، علاقة بالمشاكل الإدارية مع السلطات، وأيضا، على خلفية مواقف سياسية تعلنها الحركة التي تعارض سياسات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والحكومة سابقا، قبل أن يحصل الحزب السياسي على رخصة بعقد المؤتمر مؤخرا.
وفي الفترة الأخيرة بدأ هذا الحزب اليساري في العودة تدريجيا إلى الساحة والمشهد السياسي والإعلامي، بعد فترة من الغياب بسبب انقسامات داخلية ومشاكل إدارية وسياسية منذ سنوات.
وللإشارة فإنه من بين الأمناء العامين للحزب الشيوعي الجزائري الذين تعاقبوا على الحزب، نذكر؛ علي بوقرط، قدور بلقاسم، عمار أوزقان، العربي بوهالي.. ومنبين أهم الصحف التي صدرت عن الحزب، نجد؛ لاليت سوسيال، ليبيرتي، الجيري نوفيل، ألجي روبيبلكان..

> إعداد: يوسف الخيدر

Related posts

Top