جادت إبداعات الباحث عبد الله أزيكي بإصدار مؤلف جديد تحت عنوان «الأعلام البشرية والجغرافية بإدا وزيكي”. ويضاف هذا المؤلف إلى عدة مؤلفات لإغناء الذاكرة الاجتماعية المحلية والجهوية بمعلومات ومؤشرات تهم دراسة أهم الظواهر الاجتماعية، والمظاهر الطبيعية السائدة بالمنطقة، الحضارية منها والثقافية منذ مرحلة القرن 13 مرورا بالقرن 18 الميلادي إلى الآن.
ويروم الباحث أزيكي من خلال هذا الإصدار إغناء البحث العلمي والخزانة الوطنية والمتحفية، ضمن التراث الثقافي الوطني، بمعطيات معرفية وتوثيقية وتراثية مادية ومعنوية.
وتضمن الكتاب، بمقاربة أكاديمية ودراسة علمية عن منطقة “إدا وزيكي” بجهة سوس، مختلف المؤشرات قديمة وحديثة، لتحقيق التدوين السليم والتوثيق الدقيق والتسجيل الجيد والعمل الجاد والمسح الشامل لأسماء الأشخاص والأسر والأمكنة والجمعيات بالمنطقة في مختلف المجالات.
وأفاد الباحث أزيكي خلال حفل توقيع الكتاب بمقر جمعية دار العسل بأركانة بأن مبادرة تأليفه لهذا الكتاب تهدف إلى تقديم خدمة بحثية للأساتذة والطلبة والباحثين بالمؤسسات التعليمية والإعلامية، مستعينا بحجج تمت تزكيتها عبر “البرهان الصادق منطقيا. والقاعدة الاستدلالية رياضيا. لدعم أنماط السلوكات الإيجابية المنفتحة على النقاش والمجادلة والحوار، عكس أنماط السلوكات السلبية المنغلقة آليا على حجج داخلية متحيزة لفكرة دوغمائية معينة، وفق اعتبارات إيديولوجية ومذهبية وإبستمولوجية خاصة. أو عبر التمسك الآلي بوحدة الاختيار حسب الهدف والمقصد” .
ذكر الكتاب أسماء الفاعلين في مختلف المجالات ومختلف الأغراض ومختلف الميادين ومختلف الأجناس ومختلف الأمكنة…. المساهمين في بناء وتأسيس أو تفعيل قواعد مبدأ التنمية ومبدأ الهوية بالمنطقة. وأبرز المؤلف المعالم الذاتية والاجتماعية عبر طبيعة السلوكات وطبيعة الارتسامات الباطنية والظاهرية للفرد والجماعة .
وتناول الباحث إزيكي، من خلال مؤلفه، سيكولوجيا وسوسيولوجيا حالة التأثير الانفعالي (النفسي والاجتماعي) والجدلي (علاقة التواصل والمحاكاة) بين الذات والأهل / بين جماعة المنطقة والواقع بظاهرة الهجرة (الاختيار- الإجبار) منذ القدم لأسباب سياسية واقتصادية وطبيعية. مع العلم أنها تشكل حاليا الإشكالية المحورية بالمغرب وبالدول الأجنبية.
وسلط عبد الله أزيكي الضوء على أهم المميزات الطوبنيمية بالمنطقة عبر أسماء أهم الأمكنة والمواقع الجغرافية بالبلدة قديما وحديثا. كما تم إبراز أهم المؤثرات السلبية والايجابية على الموقع والمنطقة والأهل، وبالتالي “اكتسب المفهوم والمصطلح حلتهما النهائية إثر صياغة الاسم في الذاكرة المحلية كمعطى مرجعي نظري تراثي لسيادته عبر التصور الذهني لخطة أو مرحلة سابقة لا اللحظة الآنية؛ كما يمثل عبر التصور الذهني لمكوناته صورة كاشفة للخيال اثر أهم الارتسامات حول الماضي وحول ارتسامات الحاضر. ويتم ربطهما بخاصية مكوناتهما البنيوية عبر المبرر الطوبونيمي لعدم الالتزام في الحجة بالمستند الإضافي التكميلي المؤدلج عبر الخطة والمعتقد والمقصد” .
وحاول أزيكي توحيد مقاصد الأهداف لفائدة الكائن القاطن بمنطقة إدا وزيكي أو لفائدة الجماعة القاطنين أو القاطنات بإيدا وزيكي، مع تحديد معيار القياس والتقييم للفرد والجماعة حسب اعتبار كلي وشمولي محلي. وهذا ليس وفق اعتبار منفعي ومصلحي إيديولوجيا وسياسيا، يؤكد أزيكي. واكتسبت هذه الوحدة عمليا لإحداث التكامل بين الحق والواجب الخاصة والعامة / الجزء والكل /.. وذلك لضمان وحدة النظام والقاعدة والمبدأ للفرد والجماعة. كما يتم اتخاذ وحدة الفضيلة الاجتماعية والقيمة الأخلاقية كصفة ذاتية ومعيار تقديري يتسم بهما روح الكائن والعقيدة بإيدا وزيكي .
ويعتبر إصدار عبد الله أزيكي مبادرة لتوفير الأرضية الخصبة لطرح السؤال أو لصياغة الإجابة (عبر البحث والدراسة )، أو الانفتاح على مبادرة الآخر عبر النقد والتقويم، أو عبر التحليل الوصفي والجدلي، أو عبر مختلف المقاربات الدراسية والمبادئ المنطقية والمنهجية والاستدلالية حسب مستوى تطور البحث العلمي. بالتالي يتم تحديد عقرب بوصلة البحث والاعتقاد والتصور والموقف والبيان. وبذلك، يقول الباحث أزيكي، يتم تعديل وتوجيه خطة العمل ومسطرة الخريطة نحو الوحدة رغم التعدد، أو نحو الوصل عوض الفصل والقطيعة .
وأعرب الباحث عبد الله أزيكي أن مؤلفه “الأعلام البشرية والجغرافية بإدا وزيكي” جاء ليوشح أهل إدا وزيكي خاصة والمغرب عامة كما وشح صدر الباحثين والعلماء بوسام التقدير والاحترام .
وأضاف الباحث عبد الله أزيكي أن الكتاب عبارة عن أجوبة متواضعة عن أسئلة مضمرة وراء الكلمة والعبارة أي وراء اللفظ والمعنى. ومخفية وراء التركيب اللغوي للجملة والاعتبار البنيوي للسطر قصد الإعلاء لا الإخفاء. مبرزا حسب ارتساماته مستوى الانتقال عبر التأليف من الكل إلى الجزء. كما أن مجال الدراسة محدد من العام إلى الخاص، حيث يتم اتخاذ هذه المبادرة (الدليل / الوثيقة / الخلاصة الإجمالية) فرصة سانحة للتلميذ أو الطالب أو الصحفي أو الإعلامي أو الباحث.. وإضاءة درب البحث الأكاديمي بالدراسة والبحث أو بالتفكير والتأمل أو بطرح الأسئلة المختارة ورسم الجواب المقنع في الرأي والموقف حول الاختيار والاستدلال والسرد والبيان والشهادة. أو إثبات ونفي حجة المشروعية وبيان المصداقية والاستدلال البرهاني المنطقي والتجريبي؛ وصقل الذوق عبر القاعدة المنطقية أو الخطة المنهجية في القياس والاستدلال وفي نظام البحث العلمي. أو رسم المراقبة الجيدة والهادفة لاكتساب المعرفة والثقة. أو لسعة مجال عينة البحث والدراسة في الموضوع وفي القيمة وفي الاستدلال، كما يوضح المؤلف أزيكي .
يشار أن الكتاب طبع عن منشورات ادكل للطباعة و النشر الرباط /2021 من 188 صفحة، وقدمه الدكتور محمد بن احمد الحاتمي.
- محمد التفراوتي