أفاد البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية بأن النسخة المتحورة من فيروس كورونا المعروفة باسم “دلتا” ستكون، بعد أسابيع، هي السلالة السائدة بالمملكة.
وقال عز الدين إبراهيمي، في تدوينة له أول أمس الأحد، إن هذه النسخة من الفيروس وصلت المغرب، داعيا إلى أخذها بعين الاعتبار في أخذ القرار، لكونها تتفشى أسرع بـ60 في المائة من متحور “ألفا” الذي يوجد في المملكة منذ يناير الماضي، ويتفشى بدوره بنفس سرعة سلالة ووهان الصينية، مضيفا، أن حتمية ارتفاع الإصابات مؤكدة، بالنظر لحركية المجتمع والتخفيف من التدابير الاحترازية من الفيروس ومضاعفة عدد التحاليل وتفشي المتحور”دلتا”، ولذلك هناك تركيز حاليا على التسريع بوتيرة التلقيح مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية ضد الوباء.
وأكد المصدر نفسه، أن كل اللقاحات تحمي من المتحور “دلتا”، بعد أخذ الجرعتين من اللقاح ضد الفيروس، مبرزا، أن الهدف من التلقيح هو تمكين الشخص الملقح من حماية تقيه من تطوير الأعراض الحرجة عند إصابته بالفيروس، وليس عدم إصابته، وأن هناك فئة قليلة جدا من الملقحين بجرعتين، يمكن أن تطور بعض الأعراض البسيطة.
وحذر البروفيسور من عدم أخذ اللقاح ضد الوباء، موضحا، أن كل شخص غير ملقح وفي سن متقدمة ويعاني من أمراض مزمنة عند إصابته بالفيروس، سيحتاج للإنعاش وقد يموت خلال أيام قليلة.
وشدد إبراهيمي على أهمية التواصل الشفاف والمستمر وليس فقط عبر بيانات مقتضبة كـ”قنابل موقوتة”، لا يفهمها المواطن العادي، أو بشكل يلفه الغموض عبر منصات التواصل الاجتماعي مما يخلق حالة الارتباك والبلبلة، موضحا بهذا الخصوص، أن اللجنة العلمية لا تصدر بيانات وليس لها متحدث، وتوصياتها لا تنشر وترفع فقط لوزارة الصحة لمناقشتها في اللجان الحكومية، كما أن أعضاءها لا يقررون، ويتحدثون فقط بصفاتهم الشخصية.
أما بخصوص الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية لمواجهة ارتفاع عدد الإصابات
الجديدة عقب دورية وزير الداخلية للعمال والولاة لمواجهة الوضع الجديد، فقد لوحظ نهاية الأسبوع المنصرم، عدم وجود أية دوريات أمنية بالأماكن المعروفة بكثرة الإقبال والحركبة لحث المواطنين على الالتزام بالتدابير الوقائية من الفيروس، مثال ذلك سوق “كراج علال” الذي كان يعج بالمتسوقين والمتسوقات أغلبهم من دون كمامات واقية وكأنهم في وضع طبيعي، هذا، فضلا، عن انعدام المراقبة لمدى احترام سائقي سيارات الأجرة للعدد المسموح به من الركاب.
وفي جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بالجائحة بالمملكة، خلال الفترة ما بين السبت والأحد، تم تسجيل 605 حالة إصابة جديدة، مقابل 557 حالة شفاء وأربع وفيات.
أما عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للكوفيد فبلغ 10 ملايين و67 ألف و573 شخصا، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و162 ألف و460 شخصا.
ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 534 ألف و550 حالة، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 519 ألف و696 حالة، بنسبة تعاف وصلت 2. 97 في المائة وارتفع عدد الوفيات إلى 9319 حالة، بنسبة فتك قدرها 7. 1 في المائة. وتعتبر جهة الدار البيضاء – سطات الأكثر تضررا من ناحية عدد الإصابات الجديدة، إذ سجلت بها 252 حالة، مقابل 102حالة بجهة الرباط-سلا- و93 حالة بجهة سوس- ماسة، وجهة مراكش-أسفي (90).
وبلغ مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب 1469 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة بلغ 1.6 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما وصل مجموع الحالات النشطة إلى 5535 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الماضية 34 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 246 منها 9 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و140 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي. أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ”كوفيد-19″، فبلغ 7.8 في المائة.
من جهة أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية، أول أمس الأحد، من خطورة المتحور”دلتا” لفيروس كورونا، وانتشاره على نطاق واسع بين دول العالم، بحسب الموقع الرسمي للمنظمة.
وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم، أن الدول التي تم رصد المتحور”دلتا” فيها بلغت نحو 89 دولة حتى نفس اليوم، لافتا إلى أن دول العالم كافة ليست بمأمن من الوباء، بغض النظر عن مستوى التلقيح الذي تحظى به. ويثير احتمال حدوث موجة جديدة لـ”كوفيد-19″مخاوف مع انتشار متحور “دلتا”.

< سعيد أيت اومزيد