تحيي منظمة الصحة العالمية، وسائر الدول الأعضاء، يوم السبت المقبل، اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، الذي يصادف 28 يوليوز من كل سنة. ويشكل هذا اليوم مناسبة سنوية لدعم جهود الوقاية والتكفل بالتهابات الكبد الفيروسي. وتركز احتفالات هذه السنة التي سيتم إحياؤها رسميا بدولة منغوليا، على موضوع “الاختبار والمعالجة”، في سبيل تعزيز توصيات المنظمة بشأن الكشف المبكر والتغطية الصحية الشاملة وتحسين الشراكات والتمويل الموجه لمكافحة المرض.
وحسب المعطيات التي عممتها منظمة الصحة العالمية بالمناسبة، يشكل التهاب الكبد الفيروسي “ب” والتهاب الكبد الفيروسي “س” تحديا صحيا كبيرا، حيث يعاني منهما 325 مليون شخص في العالم. كما أنهما يعدان من بين الأسباب الجذرية لسرطان الكبد، الذي يؤدي إلى 1.34 مليون وفاة سنويا، وهذا عدد يقارب عدد الوفيات الناجمة عن السل ويتجاوز عدد الوفيات المرتبطة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (السيدا).
والتهاب الكبد “ب” والتهاب الكبد “س” يتمثلان في عدوى مزمنة قد لا تتسبب في أي أعراض لفترة زمنية طويلة تمتد أحيانا لسنوات أو عقود. وينشأ ما لا يقل عن 60% من حالات سرطان الكبد عن تأخر الكشف عن التهاب الكبد “ب” والتهاب الكبد “س” ومعالجتهما.
ويمثل انخفاض مستوى التغطية بالاختبار والمعالجة، أهم الثغرات التي ينبغي أن تسد من أجل تحقيق أهداف التخلص من المرض في العالم بحلول عام 2030. ومن شأن اختبار ومعالجة التهاب الكبد “ب” والتهاب الكبد “س” في الوقت المناسب أن يؤديا إلى إنقاذ الأرواح.
وسوف تقيم منظمة الصحة العالمية وحكومة منغوليا سلسلة من الأحداث في أولانباتار بمنغوليا احتفالا باليوم العالمي لالتهاب الكبد 2018. وستتضمن الأحداث مشاركة قيادات رفيعة المستوى والقائمين على الدعوة وممثلي المرضى من المنظمات العالمية والإقليمية والوطنية، لتسليط الضوء على الحلول الابتكارية والشراكات اللازمة للتوسع في الخدمات الخاصة باختبار ومعالجة التهاب الكبد، والاحتفاء بتجربة هذا البلد في مناصرة الاستجابة العالمية لالتهاب الكبد.
وفي اليوم العالمي لالتهاب الكبد، جددت منظمة الصحة العالمية مطالبتها للبلدان الأعضاء أن تواصل تجسيد التزاماتها في توسيع نطاق الخدمات الرامية إلى القضاء على التهاب الكبد. وقد نجحت عدة بلدان في توسيع نطاق التطعيم ضد التهاب الكبد “ب”. لكن لا بد من تكثيف المزيد من الجهود لإتاحة التشخيص والعلاج. وتقدر المنظمة أن شخصا واحدا من بين كل عشرة أشخاص مصابين بالتهاب الكبد فقط يكون على علم بإصابته بالعدوى وقادرا على الحصول على العلاج في أحسن الأحوال. و”هذا أمر لا يمكن قبوله”، كما يقول الدكتور غوتفريد هيرنستشال، مدير إدارة الأيدز والعدوى بفيروسه والبرنامج العالمي لمكافحة التهاب الكبد في المنظمة.
تحسين الحصول على علاج التهاب الكبد “س”
لا یوجد الآن لقاح مضاد لفيروس التهاب الکبد، فيما لا يزال الوصول إلی علاج فيروس التهاب الكبد”ب” و”س” منخفضا.
يمكن الشفاء التام من التهاب الكبد “س” عن طريق مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر في غضون ثلاثة أشهر. ومع ذلك، لم يحصل على العلاج في عام 2015 إلا 7% من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد “س” المزمن والبالغ عددهم 71 مليون شخص.
وتعمل المنظمة من أجل ضمان مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي يمكن للأشخاص المحتاجين إليها تحمل تكاليفها والحصول عليها. وقد انخفضت الأسعار انخفاضا شديدا في بعض البلدان (في بعض البلدان المثقلة بعبء المرض من البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط أساسا) وتيسر ذلك الانخفاض نتيجة لبدء استخدام الأشكال الجنيسة لهذه الأدوية. وتتوسع قائمة مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر المتاحة للبلدان لعلاج التهاب الكبد “س”
علاج التهاب الكبد “ب”
هناك اهتمام كبير أيضا بتطوير علاجات جديدة للعدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد “ب” نظرا إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات على الصعيد العالمي. ويتاح أنجع علاج حالي لالتهاب الكبد “ب” أي دواء تينوفوفير (الذي لا يشفي من المرض ويتعين تناوله مدى الحياة في معظم الحالات) بسعر منخفض قدره 48 دولارا في السنة في عدة بلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وهناك أيضا حاجة ملحة إلى توسيع نطاق إتاحة فحص تحري التهاب الكبد”ب”.
الاستخدام الآمن للحقن والوقاية من العدوى
يسبب استخدام معدات الحقن الملوثة في سياقات الرعاية الصحية عددا كبيرا من حالات العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد “س” وفيروس التهاب الكبد “ب” في العالم مما يجعل سلامة الحقن استراتيجية مهمة. وتشمل استراتيجيات أخرى الوقاية من انتقال العدوى عن طريق إجراءات مثل الجراحة وعناية الأسنان؛ وزيادة معدلات التطعيم ضد التهاب الكبد “ب” وتكثيف برامج الحد من الأضرار لصالح متعاطي المخدرات بالحقن.
وقد انخفضت معدلات الإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد “ب” لدى الأطفال دون سن الخامسة إلى 1.3% في عام 2015 بعد أن كانت تبلغ 4.7% في حقبة ما قبل بدء استخدام اللقاحات مما يعزى أساسا إلى زيادة استخدام اللقاح المضاد لالتهاب الكبد “ب”.
وعلى الرغم من ذلك، يبقى مستوى توفير خدمات الوقاية الأخرى منخفضا مثل التطعيم بجرعة من اللقاح المضاد لالتهاب الكبد “ب” عند الولادة وخدمات الحد من الأضرار من أجل الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حقناً ومكافحة العدوى في إطار عدة خدمات صحية. وهذا أمر أدى إلى استمرار معدلات حالات العدوى الجديدة بما فيها 1.75 مليون إصابة جديدة بالتهاب الكبد “س” كل سنة.
وقد ساهم تنظيم مؤتمر القمة العالمي المعني بالتهاب الكبد (البرازيل 2017) الذي شاركت في تنظيمه منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي لالتهاب الكبد. في تعزيز الالتزام العالمي باتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لالتهاب الكبد. وعرف المؤتمر حضور أكثر من 900 مندوب من أكثر من 100 بلد بمن فيهم وزراء الصحة ومديرو البرامج الوطنية وممثلون من منظمات للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي. وعرض مؤتمر القمة التقدم المحرز وجدد التزامات الجهات الشريكة العالمية بتحقيق الغاية المتمثلة في القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030 وهي غاية محددة في استراتيجية القضاء المعتمدة في المنظمة وفي أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.