قال الدكتور أحمد النحوي رئيس المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة، إن المملكة المغربية تعتبر شريكا رئيسيا لموريتانيا والتبادلات الاقتصادية بينهما بالمليارات، مشيرا إلى أن نسبة المغرب في التجارة الخارجية بحسب آخر إحصائية تبلغ 47 في المائة.
من جهة أخرى شدد النحوي في حوار مع جريدة بيان اليوم، على أن العلاقات الشعبية والعلمية بين البلدين هي علاقات قديمة تعززها أواصر التواصل الثقافي والحضاري والروحي، مبرزا أن التعاون في مجال التعليم بين البلدين مميز، حيث تستقبل المغرب سنويا مايزيد عن 300 طالب موريتاني، وقد ظلت موريتانيا تحظى باهتمام كبير على مستوى المنح ومن قبل المشرفين على الوكالة المغربية للتعاون الدولي.
واعتبر النحوي أن حضور عديد من علماء ومشايخ موريتانيا للدروس الحسنية الرمضانية التي تقام بحضور جلالة الملك محمد السادس، أحد مظاهر العلاقات الثقافية والعلمية والروحية بين البلدين.
< كيف ترون العلاقات الاقتصادية الموريتانية المغربية وسبل تطويرها؟
> تحية طيبة وشكرا لمنبركم الكريم.
الاقتصاد هو قوام التنمية وعمادها والبلدان اليوم المتقدمة والقوية هي قوية باقتصادها أولا قبل أي مقومات أخرى سواء كانت سياسية أو عسكرية، ولهذا فإننا في عصر التكتلات الاقتصادية الكبرى.
بخصوص سؤالكم عن واقع العلاقات الاقتصادية الموريتانية المغربية، فإن المملكة المغربية تعتبر شريكا رئيسيا لموريتانيا والتبادلات الاقتصادية بينهما بالمليارات وتبلغ نسبة المغرب في التجارة الخارجية بحسب آخر إحصائية 47٪ تليه في ذلك مالي ثم السنغال. كما أن موريتانيا شريك استراتيجي للمغرب حيث أنه بوابة المغرب لإفريقيا من خلال معبر الكركرات الذي أصبح ممرا استراتيجيا لحركة البضائع والأشخاص لدول شمال وغرب أفريقيا.
هناك شركات مغربية كبيرة استثمرت في موريتانيا إضافة إلى عمالة مغربية، وهناك تعاون كبير بين رجال الأعمال من كلا البلدين، وتجلى ذلك في عقد أول منتدى لرجال الأعمال الموريتانية والمغاربة ثم في مبادرة أسبوع المغرب التي أشرفت عليها سفارة المغرب في موريتانيا، بقيادة سفير المغرب في موريتانيا حميد شبار الذي يقود وفريقه دبلوماسية ناجعة ساهمت في تعزيز العلاقات بين البلدين على أكثر من صعيد.
ومن الملاحظ أن هذه العلاقات الاقتصادية تعززت منذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لما يتميز به الأخير من حرص على مصالح موريتانيا الكبرى وحرص على دبلوماسية متوازنة مع جميع الأشقاء في المنطقة
< كيف تروون العلاقات المغربية الموريتانية على المستوى العلمي والثقافي والروحي؟
> العلاقات الشعبية والعلمية بين البلدين هي علاقات قديمة تعززها أواصر التواصل الثقافي والحضاري والروحي حيث كانت قوافل الحج التي تأتي من شنقيط وتمر بفاس في طريقها للحجاز رافدا ثقافيا مهما لهذه العلاقات، كما أن التواصل العلمي اليوم بين النخب العلمية في البلدين في تطور مستمر من خلال عدة شراكات بين الجامعات المغربية والجامعات الموريتانية..
من جهة أخرى يدرس في محاضر موريتانيا وجامعاتها الأهلية طلاب مغاربة كثر، تعلموا من أرض شنقيط بلاد المنارة والرباط علوم اللغة والفقه والأصول فكانوا خير سفراء لبلاد شنقيط بعد عودتهم للمغرب.
كما أن التعاون في مجال التعليم بين البلدين مميز، حيث تستقبل المغرب سنويا مايزيد عن 300 طالب موريتاني، وقد ظلت موريتانيا تحظى باهتمام كبير على مستوى المنح ومن قبل المشرفين على الوكالة المغربية للتعاون الدولي والتي كانت في الأصل الجهة المسؤولة عن الطلبة الأجانب في المغرب.
كما أنه في السنوات الأخيرة التحق عدد من الطلاب المغاربة بكلية في موريتانيا من خلال جامعة نواكشوط.
وقد حرصنا في المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة على تنمية وتطوير هذه العلاقات العلمية والثقافية.
وعلى المستوى الديني والروحي يجمع البلدين المذهب المالكي وقراءة الإمام نافع وطريق الجنيد السالك، كما أن الطريقة التجانية تعتبر إحدى الروابط الروحية الكبيرة بين الشعبين.
كما أن حضور عديد من علماء ومشايخ موريتانيا للدروس الحسنية الرمضانية التي تقام بحضور جلالة الملك محمد السادس، تعتبر أحد مظاهر العلاقات الثقافية والعلمية والروحية بين البلدين.
< ماذا عن العلاقات السياسية في ظل الشائعات عن توتر بين البلدين؟
> العلاقات السياسية هي علاقات مميزة بحكمة قائدي البلدين فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وجلالة الملك محمد السادس حفظهما الله، وقد كانت هناك عدة زيارات لوزيري الخارجية في البلدين، كما تابعنا مجريات الاتصال الهاتفي الذي جمع قائدا البلدين وتم خلاله الدعوة لتبادل الزيارات.
لكل من البلدين مواقفه المستقلة، لكن هذا لا يؤثر على العلاقات الأخوية المتينة المبنية على المصالح الكبرى المشتركة وعلى تاريخ حافل من العلاقات الأخوية ومستقبل واعد بعلاقات مميزة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا.
< ما تعليقكم على مثيري الشائعات حول العلاقات بين البلدين؟
> أعتقد أن ما يجمع البلدين وبحكمة قائديهما أكبر من أن تؤثر فيه شائعات تكتبها في الغالب أقلام لا تحمل أي صفة رسمية.
< ما هي أنشطتكم في المنتدى التي قمتم وستقومون بها مستقبلا؟
> المنتدى المغربي الموريتاني للصداقة والتعاون هو هيئة مدنية أسسها أكاديميون موريتانيون ومغاربة وتأسست في مدينة الرباط 23 يناير 2017، ومنذ تأسيسه سعى إلى تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين وفي هذا الإطار انعقدت يوم 28 أبريل 2018 في الرباط الدورة الأولى للمنتدى بحضور فاعل لشخصيات رسمية وعلمية من البلدين، وكان موضوع الدورة “التعاون الثقافي والعلمي بين موريتانيا والمغرب” وقد كان لهذه الدورة أثر بالغ في دفع التعاون العلمي والثقافي حيث تم التداول فيها لعقد شراكات بين مؤسسات علمية مغربية وموريتانية..
أما النشاط الأبرز الثاني فكان الدورة الثانية للمنتدى والتي انعقدت يوم 17 أبريل 2019 تحت عنوان “التعاون الأفريقي الأفريقي نحو نموذج جديد لشراكة مستدامة” وحضره نخبة من الساسة ورؤساء الجهات وممثلون عن حكومتي المغرب وموريتانيا إضافة إلى شخصيات أكاديمية أفريقية.
وخلال عام 2020 قام المنتدى بعدة نشاطات عن بعد استهدفت في مجملها تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين خاصة والبلدان الأفريقية عامة.
كما أصدر المنتدى عدة بيانات تؤكد على ضرورة تعزيز هذه العلاقات وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرة التعاون المشترك بما فيه الخير لشعوب المنطقة عموما والشعبين الموريتاني والمغربي خصوصا.
والآن نحضر للدورة الثالثة للمنتدى التي نسعى أن تحتضنها مدينة نواكشوط وسنسعى أن تكون دورة مميزة وسنعلن لاحقا عن تاريخ الدورة وعن موضوعها..
< كلمة أخيرة ؟
> أشكركم وأبارك للأمة الإسلامية عموما عيد الفطر المبارك وأتمنى أن تكون العلاقات الموريتانية المغربية في تطور مستمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما علاقات الدين والتاريخ ويحكمها مصير مشترك وتواجههما تحديات كبيرة لا يمكن التغلب عليها إلا بمزيد من التعاون في إطار علاقة رابح رابح.
< حاوره: عبد الصمد ادنيدن